فتحت باب السيارة وخرجت بينما جاسر ظلت كلماتها ترن في أذنيه ، الآلم والبؤس ، خرج من السيارة ليرأها تمشي وهي تحني ظهرها ، يستطيع أن يعلم ماهو هذا الشعور ، يستطيع تخيل كيف كانت طفولتها ،وحيدة منبوذة من الجميع حتى من قبل والدها ، حياتها البائسة تؤلمه !! 
لحق به ثم أمسكها بيدها وإحتضنها بقوة حتى شعر بأنها قد تدخل في ضلوعه !!! 
بحضنه هذا أراد مسح حضن ذلك الرجل من ذاكرتها وشيء آخر ، لديه رغبة في أعماقه مُنذ رأها ، أرادها دوماً أن تكون ضعيفة وهشة كما هي الآن لكن حين وصلت لهذه الحالة لم يعد يريدها أن تكون ، لم يعد يريدها أن تبكي او تنحني !! 
في هذه اللحظة هو يعرف شيء واحد وأكيد ، الشخص الذي تأذى آكثر من الجميع هي ، نعم هي من تألمت وعاشت ببؤس متواصل !!

☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆

عادا بـ صمت للمنزل ، لم تتوقع جازية قط أن تسعد بالعودة لهذا المكان ، ماحدث قبل قليل أنهكها وأستنفذ قواها لكن عقلها ظل يعمل ، إحتضان جاسر لها كان أمر لم تتوقعه ، حضنه بدأ دافئاً ، يديه التي طوقتها أشعرتها بمشاعر لم تخطر ببالها قط ، الحنان واللطف ، هذه جوانب في جاسر لم ترها قط او رأته مع شخص آخر غيرها ،!! 
ثم لِمَ كان طلال هُنا ؟ لِمَ أحتضنها هي لم تفهم ؟ بعد تخليه عنها كيف يتصرف بهذا الشكل وكأنهُ لم يفعل شيئاً !! 
فور توقف السيارة ترجلت من السيارة ، أبت أن تنظر بإتجاهه !! 
" جاااااسر " 
أتاها صوت لمياء السعيد ، رأتها تتقدم بإتجاهه جاسر وتحتضنه ، غصة ألم في حلق جازية لم تعلم سببها ، رُبما إبتسامة جاسر الحنونة ام الحُب في عينيه هو يؤلمها ، تسائلت جازية ما الذي دهاها ؟ 
تقدمت للأمام مُتجاهلة صوت لمياء السعيد لكنها توقفت حين سمعت صوت لمياء تقول : جاسر ، جاسر أنا حامل !!
للحظات لم تستطع أن تخطو خطوة واحدة للأمام بل ظلت واقفة كـ التمثال ، تمالكت نفسها وأكملت سيرها للداخل مُتجاهلة الاثنين خلفها !! 
هي سعيدة ، جاسر أخيراً سيحظى بـ طفل ، رُبما هذا الطفل قد ينسيه إياها ، لم تُحب جازية فكرة أن ينساها جاسر ، لم تُحبه أبداً بل جعلتها تتمتلئ بالخوف ، خوف تجهل سببه !! 
حين وصلت للباب الرئيسي رأت تهاني تقف ، تشبك يديها فوق صدرها ، إبتسمت بخبث والرضا يُطل من عينيها ، قالت بصوت هادئ : حمداً لله على سلامتگ ، أرى أنكِ بخير بعكس ماقاله الطبيب ! 
تجاهلتها جازية واضعة يدها على المقبض إلا أن تهاني قالت : لقد ظننا أنگ فعلتها لكنگ تملصتي من الامر بسهولة ، بالمناسبة هل أعاد جاسر لكِ عقدگ ، لابد أنك حزينة فقد بدأ أن للعقد مكانة غالية في قلبگ !! 
إتسعت عيني جازية بألم ثم قالت مُتسائلة : ما الذي تقصدينه ؟
إقتربت تهاني من جازية وهمست في أذنها قائلة : لقد إستخدم العقد لتوجهه أصابع الاتهام عليك ، لأجل هذا في الحريق لم يتبقى من عُقدگ الغالي سوى جزء صغير ، بل أن هدية جاسر عديمة القيمة تبدو أغلى من ماتبقى من عقدگ !! 
فهمت جازية المغزى من كلمات تهاني ، تهاني هي من فعل كُل هذا ، لقد حطمت كُل ماتُحبه وفي ذات الوقت وجهت أصابع الاتهام عليها لولا ذلگ الشخص الذي وضع المُخدر لوقعت جازية في فخهم ، لكنها خسرت بالفعل ! 
كسى وجه جازية برود ، عينيها بدت فارغة ، تهاني كانت تعلم بأن هذا ليس سوى غطاء تُخفي به مشاعرها !! 
بأصبعها رفعت رأس تهاني وتأملتها ملياً ثم إبتسمت ، تلاشت إبتسمته لتدفع جازية تهاني ، سقطت تهاني على الارض في ذات اللحظة أتى صوت لمياء الغاضب قائلاً : ما الذي تفعلينه ؟ 
لم تستطع جازية النظر بإتجاهه جاسر وأكملت تجاهلها له ، إنحنت وقالت : لا يجب أن تضعي مجهودا أكبر من اللازم أشياء لا فائدة لها وإلا قد تكون هُناك بعض الاعراض الجانبية !! 
دخلت جازية وتركت جاسر مشدوهاً من تصرفها ، لم ير جازية قط تتصرف بهذا العنف ، تسائل عن السبب ؟ 
ساعدت لمياء تهاني كي تقف على قدميها حينها قالت تهاني : لقد غضبت حين قلت لها بخبر حملگ ، إنها تغار منگ ، لمياء أنا خائفة من أنها قد تفعل شيء يؤذيگ ويوذي جنينگ !! 
إلتفت لمياء بإتجاه جاسر وقالت بخوف : جاسر أنا خائفة منها ، تلگ المرأة قد تؤذي طفلنا ، أنت تعلم بأن هذا الطفل هو ماتمنيناه طوال حياتنا ، أرجوگ أبعد تلگ المرأة وأنهي مسألة الإنتقام !! 
تعلقت لمياء بيدي جاسر ، إحتضنها جاسر بحنان وهو لا يعلم بما يُفكر ، كُل مايشغل عقله هو طفله الذي حلم به كثيراً ، حسرة عدم وجود اي طفل له ألمته دوماً ، في ذات الوقت جازية حصلت على نصيب من أفكاره ، لا يُصدق أنها تغار من لمياء ولا يُصدق أنها قد تؤذي إمرأة حامل لكن لو فعلت فـ هو لن يسامحها !! 
قال بعد أن آبعدها عن حضنه : إنتبهي لصحتگ ولا تنسي بأن طفلنا يجب أن يتم الإعتناء به جيداً !!
أمسك بيدها ورافقها للداخل ، تبادلت لمياء النظرات مع تهاني بخبث !! 
لمياء إستشعرت غضب جاسر وهذا يدل على أنهُ رأى حبيب جازية ، تمنت لو كانت موجودة لترى وجه جازية !! 




☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆

في طريقها لـ غرفتها إستوقفها الشاب الذي يقف في مُنتصف الطريق ، يتكئ على الجدار ، يدخل يديه في جيبه ، يرتدي سترة زرقاء وبنطال أبيض ، بدأ وكأنهُ ينتظرها !!
تجاهلت وأكملت طريقها إلا أنهُ قال : جازية الشهيرة أمامي الآن بشحمها ولحمها ، جاسر دوماً كان ذا طباع غريبة ، أن يتزوج إمرأة لأجل أن ينتقم منها فكرة جامحة حقاً !! يا تُرى كيف تشعرين ؟ 
توقفت جازية ، الحيرة والصمت الثقيل أنهكاها حتى شعرت بأن المكان يدور ، خفة غريبة في قدميه وثقل في كتفيها ، شعور غريب بأن قلبها أصبح أثقل من أن تحتمل ، شعور بالرغبة في الهرب راودها ، بؤس مُفاجئ !! 
قال ساخراً : ما الأمر ؟ لِمَ توقفتِ ؟
أكملت طريقها مُتجاهلة زياد ، لم تكن مُستعدة لتكوين عداوات أخرى !!

☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆彡★彡☆

إحتضنت سُمية لمياء وقالت : الحمد لله ، هذه نعمة من الله ، عندما تُنجبين هذا الطفل فـ لتطلبي ماتريدين ! 
إبتسمت لمياء والدموع تغطي عينيها ، لم تصدق بأنها حامل أخيراً ، بعد كُل تلگ السنين من الانتظار هي حامل بأبن الرجل الذي تُحبه !! 
توالت عليها التهاني دون أن تعلم لمياء بأن مُخطط شرير يتم نسجه !! 
فرحة جاسر ماثلت فرحة لمياء بل كانت أكثر ، أخيراً جاسر حدث ما أراده منذُ زمن طويل ، وقف أمام الشُرفة ويديه تُحيط بخصر لمياء ، وضع يده في جيبه ليخرج ماتبقى من عُقد جازية !! 
سألته لمياء : لِمَ مازالت تحتفظ به ؟ لم يعد ذو أهمية أليس كذلگ ولن يُمكنها إستخدامه لذا إرمه !!
لم يُفكر جاسر كثيراً ثم رمى العقد من الشرفة ، رُبما فعل هذا لينتقم من جازية ، كلماتها تلگ و الرجل الذي حضنها اليوم ، تصرفاتها المُكابرة وعنادها الشديد يجعله يود لو يحطمها حقاً ، رُبما بهذا العقد قد يؤلمها ولو قليلاً !!





إختارت بنظال من القماش أصفر اللون وإرتدت بلوزة سوداء ذات أكمام طويلة ، توجهت لمكتب جاسر لتتحدث معه ، ماتبقى من العُقد تُريده ، رُبما تستطيع إصلاحه ، طرقت الباب مراراً إلا أنها لم تجد أي رد ، تذكرت جازية خبر حمل لمياء ، لابد أن جاسر سعيد ولن يعمل في هذا الوقت ! 
عادت لغرفتها وفي طريقها رأت جاسر يمشي وقد بدأ شارد التفيكر !! 
حين رأها قست نظراته ، لم تفكر جازية كثيرا فقالت : أود التحدث معگ ! 
توقف عن المشي وقال ببرود وهو يرفع زاوية حاجبها الايسر : عن ماذا ؟ 
تسائلت جازية عن سبب بروده ، جاسر لم يتعامل معها ببرود قط !! 
أجابت : العُقد او ماتبقى منه ، أريده !! 
هز رأسه ثم إرتسمت ضحكة ساخرة : العقد ! لقد رميته ! 
إرتسمت إبتسامة على وجهها ، إبتسامة لم يرها قط في وجه جازية ، إبتسامة ألم و بؤس ، ألمه قلبه وهو يرأها بهذا الشكل ، فكر بأنهُ لا يجب أن يتألم لقد تعمد فعل هذا ، لقد أراد رؤية تلگ الإبتسامة لذا لا يجب أن يهتم !! 
تنهدت جازية ، تشعر بالتعب من كُل شيء ، الناس من حوله والمكائد ، عودة طلال وحدها إستنزفت كٌل ما لديها من قوة ، تجاوزته دون أن تقول أي كلمة !! 
إستوقفتها خادمة تؤنبئها بضيف يود مُقابلتها ! 
ضحكة بسخرية ، ضيف !! 
من في الحياة قد يود زيارتها بل من لديها كي يزورها ، هي وحيدة حقاً ، لا تملگ أحداً لتزوره او يزورها !! 
إتجهت جازية للحديقة الامامية بقرب من الباب الرئيسي ، وهي تبحث في الحديقة ، رأته بطوله الفارع وشعره الذي يصل لكتفيه ، يُدخل يده في جيبه يُعطيها ظهره !! 
همست بضعف " طلال " 

إنتقام رجل و كبرياء أُنثى / بقلمي؛كاملةWhere stories live. Discover now