اسفه على التاخير بس جنت مشغوله بدراستي واتمنا يعجبكم البارت
(
إستفاقت جازية لتضع يدها على رأسها ، رأسها ثقيل وكُل شيء يبدو ضبابياً ، حاولت الجلوس لكن جسدها كان ثقيلاً ، دققت في الغرفة لتجد انها في المشفى ، تسائلت عن سبب وجودها في المشفى ، ما الذي حدث لها ؟؟
ثم لِمَ هي نائمة ، في نومها رآت كابوساً فضيعاً لكن نهايته بدت غريبة ، نهاية تليق بحلم !!
بدأ بشكل غريب حقيقياً ، الشيء الذي لا تصدقه هو أن جاسر قد يخترق النيران و يعرض حياتها للخطر ى ليس هذا فقط بل حضنه وصوته ، الحُب الذي شعرت به ، الكآبة التي ألمت بها حين لم تستطع التحرك لتخبره أنها بخير !!
رفعت يدها لتجدها مُغطأة بالشاش ، فتحت الرباط بسرعة ووجدت علامات الحروق ، بفزع فكرت بأن ماحدث ليس حلماً ، إبتلعت غصة ثم تجمعت الدموع ، الخوف والوحدة التي شعرت بها وسط النيران عادت لقلبها ، صوت جاسر الذي يعدها بإنقاذها لازال يرن في أذنيها !!
فُتح الباب ليطل جاسر منه ، حين دخل وجدها تنظر بخوف ليدها وضع القهوة على الطاولة ثم جلس على السرير ، أمسك يدها النحيلة ، بأطراف أصابعه تحسس أثار الحرق ، لف الشال مُجدداً حول رصغها !!
تعلقت عينيها به ولم ستتطع مقاومة عدم النظر له ، أنفه المعقوف ، عينيه التي بدت مُخيفة هي حنونة الآن ، فمه المُتعجرف مُطبق بصمت ، أصابعه حارة بالنسبة ليدها ، بعد أن اكمل حدق بعينيها وكأنهُ يعلم بما تُفكر ، كأنهُ بداخلها ، غضت جازية من بصرها وظلت تنظر ليده ، كانت يده ايضاً مُصابة ، تسائلت ان كان قد احترقت يده أيضاً !!
سألته بصوت خافت : هل حدث حريق ؟
هز رأسه بالايجاب ثم قال : هل تذكرين كُل شيء ؟
" أذكر الخوف والرعب الذي دب في قلبي ، اذكر الضعف والوحدة ، اذكر صوتك الذي كان كالنور في الظلمة التي كُنت أعيشها ، أذكرك انت وحسب "
هذا ما أرادت قوله لكنها قالت عوضاً عن ذلك : ليس الكثير ، كيف خرجت من هُناك !!
للحظات بدأ عليه عدم التصديق ثم قال : أنتي لا تتذكرين !!
هزت رأسها بالنفي فقال : أحد رجال الاطفاء !!
سألته بسخرية " حقاً ! اذن كيف أصبت "
أجاب ساخراً " حُرقت يدي بسبب محاولتي لايقاف الحريق في الجناح الشرقي "
تسائلت لِمَ كذب ؟؟ هي كذبت لأنها ليست متأكدة ، كذبت لأنها خائفة من كون كل ذلك من نسج خيالها ، خافت من أن يسخر منها !
رُبما هو لم يكذب ، رُبما هو لم يُنقذها ، رُبما كُل هذا من نسج خيالها حقاً !!
صمتا لبرهة وكُل منهما ينظر للجهة الاخرى فقالت جازية : لم يتأذى أحد ؟ والدتك و ملاك والاخرون !!
قال ببرود : لا ، لم يتاذى أحد !!
صوته البارد محى كُل فكرة بأنهُ قد يعرض حياته لإنقاذها ، قالت وهي ترفع زاوية حاجبها الايسر ساخرة : لابد أنك حزين لأنهم أنقذوني ، لومت كُنت س تحب هذا ، الموت حرقاً هو أسوء ميتة كما تعلم !!
ألقى عليها نظرات حادة جعلت قلبها يقفز من ضلوعها ، سمعته يقول : نعم حزنت ، هل تعلمين مدى الفرحة التي شعرت به حين قالوا بان المكان يحترق وانك قد تموتين ، لولا ذلك الرجل اللعين لكُنتِ الان ميتة !!
المرارة في صوته لسعتها ، فكرت بغضب ، لهذه الدرجة يود موتها ، ما الذي توقعته من رجل مثله ، بعد كُل مافعله ما الذي توقعته ؟
ثم لِمَ قد يُهمها !! كُرهه لها لن يتغير ثم انها ايضاً تكرهه ، لقد ألمها لذا هي تكرهه لذا لِمَ هي تشعر بالاحباط !!
ترك سريرها وأخذ كوب قهوة ، انكب قليل من القهوة على يده ، تأوه متألماً ، إلتوى قلبها بشكل غريب ، وضعت يدها على صدرها بشكل لا إرادي ، لم تفهم ماسبب هذا الألم المُفاجئ !!
فك الشاش الذي يغطي يده ثم نظر لجازية ، بدت مصدومة ويدها على قلبها ، شفتيها مزمومتان بمرارة وعينيها تُحدق بالارض ، امسك كتفيها وقال : هل أنتي بخير ، هل هنالك مايؤلمك ؟
حدقت جازية بيديه ، عندما أزال الشاش لم تبدو يده كأنها مُحترقة بل مجروحة ، تلك الجروح بدت كأنها من تحطم شيء في يده ، كـ الزجاج !!
أغمضت عينيها حين ظهر ضوء أعماها وبدأت تسترجع بعض ماتذكرته ، جاسر حطم نافذة كي يستطيع إخراجها ، إذن هو من انقذها !!
لكن لِمَ كذب ؟
هزه لها ايقظها من أفكارها !!
قالت بتوتر : انا بخير ، احتاج للراحة قليلاً !!
بسبب تحديقه ظنت انهُ لن يتركها لكنه أعادها للسرير وحرك المخدة تحت رأسها كي ترتاح ، أغمضت عينيها وهي تنتظر ان يذهب ، حقيقة انهُ انقذها لازالت صعبة التصديق ، تحسست عينيها إختفاء الضوء ، يدين دافئتين ربتت على شعرها ثم سمعت صوت إقفال الباب !!
بيديها لامست المكان الذي ربتت يديه عليه ، أغمضت عينيها وهي تشعر بالضياع ..!
YOU ARE READING
إنتقام رجل و كبرياء أُنثى / بقلمي؛كاملة
Actionالفصل الاول ** (1) دوى صوت صفعتها في المكان كُله ، عينيها الجميلتين إشتعلتا من الغضب ، أنزلت يدها وهي تزم شفتيها بقوة !!