27

9.6K 201 3
                                    

البارت السابع والعشرين ..
بقيت تنظر اليه منتظرة ان يقول انه يمزح او منتظرة ان تستيقظ من كابوسها الى الحقيقة ...من ثم سمعت اسمها
اسر :رنسي ....ليهطل ذلك الشلال من عيناها وصرخاتها تعلو كانت ف حالة هيستريه لا يعلم ماذا عليه ان يفعل وكيف له ان يهدأها ف ان الامر حقا مفجع لها وللجميع قامت من مكانها ولكن اختل توازنها من اثر البكاء والوهن الذي اصابها فوقعت ع الارض تبكي وتنحب :بابااااااا للالااااااا باباااا ممتش انت بتكدب علياااااا وتصرخ به بطريقة غير طبيعية حتى امسك يداها بقوة ودفن راسها بين احضانه واخذ يحتضنها بقوة ..قلبه لا يتحمل ان يرى صغيرته تعاني هكذا ..اخذت تبكي بين احضانه كثيرا حتى استكانت وهدات من ثورتها ثم ابتعدت عنه لتنظر في عيناه تترجاة :ارجوك خدني له عاوزة اشوفه قبل ما يدفنوة يا اسر بابا مات يا اسر بابا ماااات ..قالت تلك الكلمات وكانها خناجر اندست ف قلبه وبدات ف البكاء اخرى...كان هو يبكي ايضا ف ان عمه بالنسبة له كان الاب الثاني وكان يثق به ثقة عمياء وقد استودعه ابنته فكيف له لا يحبه ولا يحزن عليه ..قام اسر واخذ بيديها ..:قومي بينا هننزل القاهرة دلوقتي ...
قامت معه بوهن والبكاء اصبح يؤلم عيناها من شدتة ...
ركبت بجوارة وقام بفتح المسجل ع سورة يوسف لتهدا قليلا وطيلة الطريق هي تبكي ع فراق والدها الذي كانت ف الاونة الاخيرة بعيدة عنه ..تتمنى لو ترجع الايام بها وتكون بجواره كسابق عهدهم ...
كان الجميع قد توجه للقاهرة وفي بيت محمد وسميه علت اصوات القران الكريم والبكاء والحزن على محمد كان هو السائد .....وصلا ليجد رنسي تفتح باب السيارة بقوة وتذهب مسرعة الى بيتها تدخل فترى كل ذلك السواد وفي اخر الرواق تجلس امها تنحب ع فراق حبيب غال عليها ....ذهبت رنسي وارتمت في احضان والدتها:بابااا فيييين يا ماما هاتيلي بابااااا قولي انكو بتكدبووو وتصرخ باعلى ما عندها والجميع يهداها ويبعدها عن الاجواء:باباااااااااااااااااا
بقي اسر مع الرجال وتم تغيسل محمد وعندما اخرجوه اذ بها هي ووالدتها ينحبان على فراقة والجميع يوحد الله ويبكون ع غياب ذلك الرجل الصالح من عالمهم ...
تم دفنه وعند الرجوع ايضا لم يختلف الوضع بقي الحزن والبكاء سيد الموقف .....
رنسي ببكاء:انا هفضل هنا مع ماما
لينظر لها جدها وهو يتحسر ع الايام الذي ابتعد فيه ولدة عنه:يا بنتي انتي وامك هتيجو تعيشو معانا خلاص ..مينفعش نسيبكم من غير راجل وانتي مينفعش تسيبي جوزك ...
لتقاطعهم سميه:انا مش همشي من هنا يا حج معلش بس انا مش هقدر ابعد عن جوزي . محمد مامتش محمد معايا ف كل ثانية حتى لو غاب عني ف الدنيا انا عارفة ان الميت بيحس .وانا هفضل معاه هنا ف البيت الي بنينا فيه كل ذكرياتنا وحياتنا ....
قال لها الجد بصرامة:بصي يا سمية يا بنتي انا هسيبك الفترة الي ملزومة عليكي وبعدها هترجعي معانا والموضوع دة مفيهوش نقاش ...
لم ترد ان تجادلهم اكثر فما بها من الم ع الفراق يكفيها .....بقيت رنسي واسر معها والجميع رجع الى البلد مرة اخرى....
نامت رنسي ذلك اليوم في احضان والدتها تشتم منها رائحة الماضي ولتستمد من امها الحنان والصبر ع كل ما يحدث لها ...ذهب اسر لصلاة الفجر وقد احضر معه بعض الطعام .وعندما استيقظا ف الصباح اجتمعو حول المائدة ..كان اسر متوتر الى حد الموت لا يعلم كيف يفاتحمها ف ذلك الموضوع وكيف لهم ان يسامحوا محمد ع انه قد اخفى عليهم ذلك الشيء .اسر:احم...بصراحة يا طنط عمي كان تعبان ..
وقعت الملعقة من يدها وارتعشت ونظرت له رنسي بترقب قائلة:بابا كان تعبان؟عندو اية
ليجيب ع السؤال قائلا:كان عندو.... السرطان ...
وقع عليهم الخبر كصاعقة .ولكن حزنهم الان لن يفيد فقد ذهب الحبيب .اخفى عليهم لكي لا يتالمو ع مرضة ولكي لا يتعب احدا معه قالت رنسي بحدة؛وانت ازاي متعرفنيش حاجة زي دي؟ليييه خبيت علينا ..بابا مات بسببك انت عشان معرفتنااااااش
نهرتها امها قائلة:رنسي...متتكلميش مع جوزك بالطريقة دي
لتقول رنسي بكره:دة مش جوزي ولا عمرو هيكون كدة
وتركتهم وقامت من مكانها وهو في قمة غضبه ع ما قالته وحزنة ع ما ال اليه الامر
سمية؛معلش يابني الصدمة كانت شديدة عليها انت عارف...بس يا اسر عمك قالك امتى
اسر بتوتر:يوم ما امرني اتجوز رنسي لما كان ف المستشفى نزلت الدموع من عينها ثم استاذنت اسر ودلفت هي الاخرى الى غرفتهما ..اخرجت كل الصور والذكريات وبقيت تبكي وتحتدثه قائلة:كدة يا حبيبي كدة تخبي عليا تعبك؟انا سمية مراتك حببتك ازاي متقوليش .ااااااه يا قلبي كنت بتتالم ومبتعرفش حد كنت بتتوجع وساكت وانا مكنتش حاسة بيك بس قلبي كان عارف انك مخبي عليا حاجة ..ليه كدة يا محمد ..حتى دخلت رنسي عندها وبقيت تبكي في حضن والدتها وتقول:بابا واحشني يا ماما كان نفسي اعتذرلو ع كل الي عملتو معاه كان المفروض افهم ان القرار الي اجبرنا عليه دة كان وراه حاجة..اخذت امها تمسح ع شعر ابنتها وتهودها قائلة:رنسي انتي ملكيش غير اسر دلوقتي هو ااوحيد الي وقف جمبنا مينفعش تروديلو جمايلو بالشكل دة ولا تعامليه كدة ..اغمضت رنسي عيناها واخذت تتذكر كل ما حدث لها من الم وحزن وتعب وخيانة وكذب ..من الذي وقف بجوارها من الذي اخبرها ع ذلك العلاج الرهيب لروحها كلما تضيق بها من ؟؟؟!!انه هو من وقف بجوارها الكل خانها وابتعد عنها ولكنه رغم ما فعلتة بقي يتحمل ما تفعله له ..بقيت صامتة في احضان امها حتى نامت واستكانت ...خرجت سمية من الغرفة الى اسر الذي وجدته شاردا والحزن ظاهرا عليه قالت؛معلش يا ابني انت عارف رنسي مبتعرفش تتحكم في مشاعرها بس وانها لسه عيلة صغيرة ..
اوما اسر لسمية وقام مستئذنا ليذهب للغرفة ويسترح قليلا ..كان اسر قد بات ف غرفة رنسي لكنة لم يتسنح له الفرصة بان يراها بوضوح دخل اخذ ينظر الى تلك الدمية الكبيرة والى تلك العرائس ابتسم ع حبيبتة المدللة ثم اقترب من مكتبها لينظر الى ذلك الورق الملقى فيجد ذلك الاسم الحقير مكتوب ومزين ع طاولة مكتبها ..ليمسكة وبكل غضب يشقق ذلك الورق ويلقيه في تلك السلة ...رمى نفسه ع الفراش بعنف واذ به يشتم رائتحها تتغلغل ف ارجاء الفراش ليغمض غيناه وتهدا ثورتة ويغط ف نوم عميق......
مضت ايام ع هذا الحال وهي مع والدتها ...رنسي قررت ان تذهب هذا اليوم لسارة وجهزت نفسها وارتدت بالطبع ذلك الرداء الاسود واستاذنت من والدتها ان تذهب فكان الرد:استاذنتي من اسر ...نظرت لها رنسي باستغراب :ماما انتي عارفة كويس ان اسر متجوزاه غصبا عني استاذن منو ليه
سمية؛هو جوزك ايا كان غصبا عنك او لا وبباكي كاتب ف الوصية ان اسر مسؤل عنك ومينفعش نخلف كلام بباكي ...
تافافت رنسي ثم قالت؛اصلا هو مش ف اللبيت وراح شركة بابا يشوف الوضع ...سمية:والله كتر خيرو رفض ةني اروح اتبهدل ف مشاوير الشركة وهو قال انو هيهتم بالمواضيع دي ..ع فكرة يا رنسي ابوكي كاتب الشركة باسمك وباسمو يعني هتكونو شركة فيها
قالت رنسي:بقى من بقيت اخواتي هو .ثم تافافت ذاهبة لتتصل به وبعد قليل رد اسر بقلق:ايوة يا رنسي خير!!
قالت رنسي بعدم اكتراث:ماما الي قالتلي اكلملك اعرفك اني خارجة ..باي
اسر بحزم:رنسي...انا شوية وراجع استنيني هاجي اوصلك .ثم اغلق الهاتف لم يجعل لها فرصة في الرفض ..جلست تنتظرة وهي في قمة عصبيتها بسبب انه صار يتحكم بها ..وعندما جاء قامت وقالت بطريقة استفزتة؛يلا انا هتاخر كدة ولسه معرفش عنوانها الجديد
اسر باستغراب:سارة؟
قالت بتفاجا:عرفت منين؟؟!
ليبتسم باستخفاف:انتي قلتي قبل كدة عن واحدة عاوزة تقابليها عموما هصلي الظهر وهاجي اوصلك ..نظرت له فقال:صليتي يا رنسي ...احرجت من سؤاله فقالت:لا..هروح اصلي دلوقتي ...
استعدا ثم ذهبت رنسي ع بيت اهل سارة قابلوها بترحاب وشوق كبييييير فقد مر زمن ع ان اتت رنسي الى هنا ونورهان اعطتها العنوان وقالت لها ع المكان بالتحديد
ذهبت رنسي الى المكان وقلبها اخذ يخفق بشدة ماذا لو ان سارة طردتها من البيت ماذا لو لم تسامحها ع ما قالته ..لكنها تعلم ان صديقتها تعلم بها اكثر من نفسها ..اسر :تحبي انزل معاكي؟
رنسي بتوتر:لا ..انا متوترة..بس معرفش هيحصل ايه...بعدين ممكن اتاخر ولو حصل ابقى روح انت ...اوما لها اسر وخرجت من السيارة اعتلت السلالم ونظرت لرقم الشقة وطرقت الباب ..بقيت منتظرة قليلة وفتح الباب واذ بها ترى يوسف !!
اغضض يوسف من بصرة ثم قال:مين حضرتك ..لترد رنسي :السلام عليكم ممكن اقابل سارة..انا رنسي ...
نظر لها يوسف نظرة مباشرة ودعاها للدخول وهو يحمد ربه ع تلك الخطوة التي اخذتها رنسي وانها ستهدا من روع سارة عليها ...دلف يوسف للداخل بمكر :سارة حببتي في واحدة عاوزاكي برة ردت سارة؛خير مين.؟
يوسف؛معرفش يا حببتي هي برة ف الصالة .ارتدت سارة ملابس محتشمة ثم خرجت للصالة وعندما رفعت عيناها قامت رنسي من مكانها بقيتا ينظران لبعضهما البعض ثم ركضت رنسي مسرعة الى احضان سارة وشرعت ببكاءا لم ينتهي الا بعد وقت طويل ..اخذت سارة تبكي هي الاخرى ع رفيقتها التي افتقدتها بشدة وع ما حدث لها ثم ابعدت وجهها ونظرت لها قائلة:انا اسفة يا سارة اسفة بجد انا عارفة اني كنت حمارة واني كان لازم اسمع كلامك انتي كل حاجة قلتيلي عليها غلط عمرها ماكانت صح انتي عندك حق وانا غبية ..انا محتجاكي اوي يا سارة ..دة غير ان بابا مات ..واخذت تبكي بحرقة فجعت سارة لما قالته رنسي واحتضنتها بشدة وبكائها يزداد معاها حتى جاء يوسف ووضع بعدا من الماء والعصير امامهن وخرج من الشقة ليجعلهما ع راحتهما
سارة:حببتي يا رنسي انا مسمحاكي يا قلبي البقاء لله ربنا يرحمو ويغفرلو ..انا اسفة اني كنت بعيدة عنك ..
قاطعتها رنسي:انا الي اسفة انا الي بعدتك عني انا بعد الي قلتهولك دة المفروض ترميني برة بيتك لكن مع ذلك خدتيني في حضنك وبتواسيني ..انا بابا قبل ما يموت جوزني لاسر يا سارة وغصبنا ع كدة واتفقنا انو لمدة شهرين ويطلقني وارجع لايهاب وايهاب اتسجن عشان اغتصب سلمى بنت البواب
نظرت لها سارة بفرح:الحمدالله الحمدالله انو مش انتي اللهم لك الحمد.ثم ابتعدت عنها رنسي فاكملت سارة موضحة انا شفت الخبر ف الجرايد واعدت ادعي ربنا انو ميكنش انتي البنت الي حصل فيها كدة واتصلت عليكو ف البيت كذا مرة بس محدش رد عليا ...ابتسمت لها رنسي قائلة:ربنا يخليكي ليا يا سارة بس انا اتجوزت اسر غصبا عني وقعدت ف البلد وماما و...اكملت ببكاء بابا الله يرحمة جم هما كمان
امسكت سارة بيديها:رنسي حببتي احنا لاازم نتكلم في حجات كتيير .لازم اعرف ايه الي حصلك ايه الي جرى صاحبتي عمري ما كانت نظرة الحزن ودبلان عنيها دة كدة..رنسي كل يوم يوسف بينزل الشغل من 6 الصبح ل 2 الضهر ابقي تعالي اقعدي معايا الغترة الي هتعديها ف القاهرة تمام
ابتسمت لها رنسي بوهن ثم قالت :ربنا يسهل المشكلة قدمت ف الجامعة هناك بقالي اسبوع مواظبة .لازم ارجع قريب بس ماما مش راضية تسيب البيت وتمشي ..
سارة:ربنا يرحمو ويغفرلو ويدخلو فسيح جناتة وهو وجميع اموات المسلمين ويصبركو يارب ...
رنسي:اللهم امين..
سارة:فرحي كان ناقصك يا صاحبتي
نظرت لها رنسي باسف قائلة:انا غلطت ف حقك كتيير اوووي بس حصلتلي حجات كتير اوي ..انا نفسي بقى اسمع حبر يفرح يا سارة تعبت
ابتسمت لها سارة قائلة:انا عندي خبر ممكن يفرحك نظرت لها بترجي فقالت سارة:انا حامل ^^
هللت لها رنسي بفرح واختضنتها بشدةة وباركت لها ع ذلك الخبر السعيييد ♡♡♡
اخذتا يتحدثان قليلا حتى احست بان الوقت تاخر جلست قرابة الساعتين معاها وهي كانت متاكدة بان اسر قد ذهب اذ بها تجدة واقف امام السيارة نظر اليها ليتحسس ما الوضع من علامات وجهها ولكنه قال:كلو تمام؟ لتبتسم ولاول مرة له:الحمدالله ممشتش ليه انا اتاخرت اوي!!
رد عليها:مقدرتش امشي الا ما اطمن عليكيي

قال بجراءة:طيب يلا بينا نتغدى عشان هموت من الجوع ونجيب لطنط اكل معانا واحنا مروحين ...
قالت رنسي:مش عايزة ماما تاكل لوحدها معلش
صمت ثم قال:طيب هجيب الاكل وكلنا ناكل ف البيت
احست بانها صدتة وانها كانت سخيفة للغاية معه ثم قالت:بص ..احنا ناكل دلوقتي وناكل تاني مع ماما هههه
ضحك ع دعابتها واحب انها لم تحرجة ثم ذهب بكل حماس معها الى ذلك المطعم الرائع وطلبا الطعام .. ولاول مرة تبدا رنسي هي الحديث ..:انت عارف مين سارة دي؟
قال ؛بس الي قلتي عنها ف العربية غير كدة معرفش مين
اخذت رنسي تتذكر الماضي وتحكي وتحكي واسر لا يمل فقد كان يتنغم ع صوتها الذي اسره وعشقه ثم جاء الطعام وبطبع رنسي الذي لم يتغير عندما تاكل مثل الاطفال تنثر الطعام وقد علق شيئا ع بجانب فمها.نظر لها اسر وضحك ع منظرها
رنسي:بتضحك ع ايه
كتم ضحكته قليلا ثم قال:امسحي الي ع بقك ..
اخذت تحاول ان تمسحه ولكن لم تعرف المكان بالظبط ليقوم هو واقترب من وجهها ليمسحها وتلاقت اعينهما لثوان طرحت القلوب ارضا♡ .....

لم تكن اختياري Where stories live. Discover now