21

9.4K 188 2
                                    

البارت الواحد والعشرون ...
نظرت حولها بتعجب فتلك الالوان التي تزين الحائط هي تعشقها وطيلة حيتها
كانت تطلب منه في الصغر ان تكون غرفتها بالون الوردي الزهري .وضعت ما بيدها من
حقائب واستكانت ع الفراش قليلا تتنهد بتعب اثر ما يحدث من حولها حتى فوجئت بهاتفها
انها والدتها التي تحاول جاهدة ان تجعل ابنتها تتحمل ما يحدث لعله خيرا ..
رنسي باشتياق:وحشتيني يا ماما اوي
سميه:حبيبة قلبي وانتي كمان .احنا هنيجي ع الفجر يعني اشوفك بكرة ان شاء
الله ..واسر قال انكو اتنقلتو لبيت تاني .خلي بالك من نفسك وبراحة ع اسر مهما كان
انتي عارفة انو مش غلطان في اي حاجة في الموضوع دة .
رنسي بتعب:عارفة يا ماما ودة الي مخليني مضايقة اكتر اني مش عارفة اطلع كل
الي فيا عليه ..بيصعب عليا لما بزعق فيه لاني فاهمة ان كل دة بسبب قرار بابا واخدو
بمزاجه
سميه:انا مش فاهمة بباكي عمل كدة ليه بس اكيد في ان في الموضوع مش ههدى غير
لما اخليه يفهمني في ايه ...
وكان رنسي ما عادت تهتم بسبب الزواج الاجباري لانها يجمع بينها وبين اسر
اتفاق مدته شهران وينتهي الامر وقد طاف من الشهران اسبوعين فما صارت المهمة صعبه
بل اقتربت على الانتهاء .اغلقت مع والدتها ع وعد من ان تراها بالغد وتكون بجوارها
تهدئها قليلا ....
.............................
ذهبت وهي ترتعش الى المنزل تريد ان تعثر على اي حضن يهدئها وع الرغم من
انها يقال عنها مدرسة اللماضة الا ان ذلك الموقف لم تتعرض اليه ابدا في حياتها من
قبل ..دخلت بسرعة غير معهودة الي غرفتها من ثم الى الحمام وقفت تنظر لنفسها والى
وجهها في مراءة الحمام ثم وجدت تلك الابتسامه الخفيفة تظهر ع جانب شفاتها الصغير
وهي تتذكر تردد تلك الجملة القصيرة ...لم تستيقظ من عالمها الا ع صوت والدتها
رقية:نورهان ..نورهان..انتي يا بنتي يلا الغدى اتحط بقالك ساعة في الحمام
..
نورهان بخضة:ايوة يا ماما..حاضر جاية اهو ..
خرجت وهي تحاول ان تخفي معالم الدهشة والفرحة من ع وجهها تناولت معهم
الغداء وهي شاردة وكلما حدثها احد احتاج ان ينادي عليها مرتين او اكثر لكي تنتبه
لما حولها !!!
رقية:هنروح نزور سارة ع بليل يا نورهان مخلصة مذكرتك .؟
نورهان بشرود..ها ..سارة!اه اه مخلصة
رقية:مالك يا بنتي تايه ليه؟
قامت وهي تحمل تلك الاطباق:لا مفيش يا ماما عاوزة انام بس شوية ..
انتهت من حمل تلك الاطباق ثم ارتمت في احضان فراشها وهي تبتسم بهسرتية !!!
.................................
يوسف وهي يحمل تلك اللقمة ليضعها في فمها:يلا يا بطة افتحي بوقك هاه
سارة:هههه انتي بتذلني يا يوسف ..مش عاوزة
ثم قام باكلها هو لتقول هي بغضب :مش بقولك انت رخم ..
ليمسك يدها بسرعة مشددا عليها:انتي مش فاكرة من 10 دقايق قلتي فيها اني رخم
حصلك ايه؟؟ولا انتي عجبك الموضوع بقى يا قطة؟؟
اخدلت كثيرا واصبح وجهها لا يختلف عن لون الطماطم بشئ..ليضحك هو ضحكة
تعشقها وتاسرها ثم يقول:يا سيدي ع الناس المكسوفة ..خدي بقى دي والله هديهالك ..ووضع
تلك اللقمة وهي تكاد تمضغها بصعوبة اثر كسوفها ..؟
...............
اخذت تقفز على فراشها بقوة وبكائها متواصل وتقفز مرارا وتكرارا وتحاول ان
تسقط من فوق شيء عال لعلها تسقط ما في بطنها من حمل .تحس بان هناك نار تحرق
امعائها كلما تتذكر بان ذلك المخلوق الصغير الذي يعتلي احشائها من ذلك القذر ايهاب
تحس بانها لو ماتت لكان اهون لها من ذلك الشعور المؤلم ..دخلت عليها امها لتجدها ع
تلك الحاله .لتقول بذعر:انتي اتجننتي يا بت انتي .ايه الي بتهببيه دة
لتقول ببكاء:انا تعبت ربنا يخادوني انا تعبببببببت انا انسب حل اموت واريح
نفسييي من الي انا فييييه ..
اخذتها امها في احضانها ع رغم من انها غاضبة عليها وباغضة على تصرفها
ولكنها اولا واخرا هي ام وتلك ابنتها مهما حدث ستكون بجوارها وقالت
لتهداها:الموضوع بالكتير هينتهي بكرة ومن بعد بكرة تحاولي تكفري عن ذنبك دة باي
طريقة شوفي غلطتي في حق مين واتمنتي لمين الشر عشان كدة ربنا ردة فيكي انتي !!!
وعندما سمعت تلك الكلمات لم يات في ذهنها غير صورة رنسي !!!
..................
بعد ان ذهبا دلفت لغرفتها مسرعة ودموعها تنهار على وجهها مثل السيول اخذت
تصرخ من انين الحب الذي قد سكن جميع اشلاء قلبها .تمنت لو انه يحس بها ولو حتى
لمرة او ان يستمع لها او ينظر ماذا فعلت في حياتها لكي تكون له ..ذهبت متجهة لذلك
المكتب وقامت بنزع كل تلك الصور وكل تلك الاشعار وكل تلك الخواطر التي كانت تسهر
ايام وليالي تعدها وتخطها له لعله في يوم من الايام يسمعها منها ويحن قلبه لها
..رمت كل شيئ ع الارض ومزقته ولكنها لم تنتبه لتلك الزجاجة المكسور لتجرح يدها
بقوة جعلتها تسيل دما ولكن نزيف قلبها كان اعمق من ان تتاثر بذلك الجرح !!!
..................
هاشم:الخبر اتاكد يا باشا انا هنزل بالصور وكل حاجة قبل ما اي جريدة تاني
تسبقنا
المدير:ماشي يا هاشم كويس جدا وحاول ذكر اسم والده عشان الانتخابات وبكدة
دي هيكون اكتر خبر مولع في الجرايد لمدة سنه قدام .
...........
اسر وهو يطرق بتوتر ع باب غرفتها فقامت بهدوء فتحت له لتلقي اعينهم فتنحنح
قائلا:احم ..انا هنزل رايح الشركة في شغل ضروري جالي
فقالت هي بتملل:والمطلوب؟
ليقول باعتدال وعصبية موزونة:انا بس بعرفك عشان متتفاجئيش انك بقيتي في البيت
لوحدك .وعموما انا طلبت من المطعم اكل ويعديه ع هنا عشان التلاجه لسه فاضية ..سلام

لم تكن اختياري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن