16

9.6K 200 2
                                    

البارت السادس عشر:

وكان الكل في انتظارهم ....ارتجلت من السيارة لتنظر حولها للمرة الثانية ترى مكان نشأتها التي كانت تشتاق اليه ولكنها الان سيكون بالنسبة لها كالسجن مع من لم ترغب به زوجا لها ..امسكت تلا بيدها لتطمانها وانها ستكون بجوارها ولن تتركها مهما حدث .فهي تعلم كم ان ذلك الامر مؤلم لاي فتاة مهما كانت .بينما اسر تنهد بحزن وامسك الحقائب ودخل بها الى الفيلا التي ما ان وطأت قدماهم حتى وجدو ان جد رنسي يهلل ويبارك لهما ع ذلك الزواج السعيد ويطمان ع حالة رنسي بعد ما حدث لها ف اخر مرة ...
ارتمت رنسي في احضان جدها وهطلت من عيناها الحزينتان دمعتان بللت ثغرها ..مسحتهما ثم ابتعدت لتسلم ع الباقي من اعمامها ولكن بالطبع لم تكن نفين ولا والدتها من ضمن المستقبلين
جد اسر:يلا يا اسر خد مراتك واطلعو ريحو ف الدور التاني الخدم جهزوه ليك ع ما شقتك تجهز
ارتجف اسر لكلمات جده ..زوجتي!!وستسكن معي!!كان الامر كبيرا ع ان يستوعبه اما هي فجحظت عيناها لاثر ما يحدث من حولها ..اهي ستسكن معه ؟احقا اصبح زوجها وهي اصبحت له ؟ماذا عن ايهاب ماذا عن من احبته ؟؟بقيت هكذا لثوان معدودة حتى اردفت والدة اسر قائلة لتحد من حدة الموقف:ايوة يا اسر يلا يا حبيبي خد مراتك وريحو ..اطلعي يا تلا مع رنسي يمكن تحتاج حاجة ..
تلا بتوتر:اه اه حاضر ..
امسكت بيد رنسي التي كانت متصنمة ولم تنبت ببنت كلمه فوالدتها اخبرتها ان جدها ليس ع علم بما يحدث ولا احد يريد ان يحدث له اي مكروه عندما ينصدم بعدم رغبتك بالزواج من اسر الذي كان الجميع يخططه لكما منذ الصغر ..!!!
استسلمت لما يحدث حولها ..وان كانت مستسلمة الان فهي فقط لتخطط جيدا ما ستفعله باسر حتى يرغم ع ان يطلقها ...
صعدت خلفه وهو في قمة توترة لانه لا يدري ماذا ستكون موقفها منه عندما تسنح لهما الفرصة في التحدث وما هو ردة فعلها !1
تلا وهي تربت ع يدي رنسي قبل ان تنزل للاسفل:رنسي حببتي انا عارفة ان دة كلو كتير ع انك تستوعبيه وتتقبله بس الي حصل حصل واتمنى انك تخلي بالك عشان جدو ميعرفش بالي بيحصل وان طنطن سمح ونفين وعمو خليل كذلك كلهم مقتنعين ان اسر طلبك وانتي موافقة ودي حاجة لازم تخدي بالك منها واظن انتي عارفة كدة ..ان شاء الله قريب باكي يفهمنا هو ليه قرر كدة ووقتها يمكن نلاقي حل يريح جميع الاطراف لكن بما انك في الموقف الحالي ف ارجوكي تخلي بالك خصوصا ان نفين بتحب اسر من واحنا صغيرين وانها اتعرضت لصدمة بعد ما عرفت انكم اتجوزتو ا
استمعت رنسي لها وهي ترتجف خوفا ع قدر ما قد مثلت انها متماسكة الا انها تحس بانها في وسط ناس غرباء اين والدتها ذلك المخباا لتي تلجا اليه واين والدها الحنون الذي قد اصبح قاسيا عليها فجاة؟؟
اومات ثم ودعتها لتدخل تلك الغرفة الواسعة التي ستجمعها مع اسر ..!!!
اغلق الباب عليهما وهي صوبت عيناها عليه بتلك النظرات الكارهة .بقيت تنظر له وهو واقف لا يدري ماذا يقول لعله يهدا قليلا وعندما تحركت شفتاه ليقول :رنسي...
اذ وجد ذلك الاعصار قد هب به:انت فاكر نفسك ميييين .؟ولا عشان حتة الورقة التي اتكتبت دي اني هبقى مراتك بجد ..حرام عليك ربنا ينتقم منك انا بكرهههككك وبعدين مش هنخبي ع بعض كتير انت وانا عارفين كويس اني بحب واحد تاني وان في حياتي شخص غيرك .يعني من غير مشاكل بالكتير هتكون شهرين من النهردة يا بشمهندس وتطلقني واشوف حياتي مع الانسان الي حبيتو طول عمري ..ولو حد فينا اتسال هيبقى الرد اننا مرتحناش مع بعض ودة فعلا الي هيحصل ومتستناش مني في المدة دي اني هعاملك بمعاملة كويسة انا اصلا مش طايقة اسمع اسمك ولا اشوفك
..
:ااااه يا رنسي كم تلك الكلمات التي قلتيها قد تغلغلت في صميم القلب اصبح اسر عاجز ع الكلام هو ابدا لم يتعرض لموقف مماثل وعندما يتعرض له يكون من اغلى انسانه عندة بالوجود؟تلك الانسانة الناكرة للجميل تلك التي قد نست كل ما كان بينهما ويجمعهما في الطفوله ..لم يتحمل اسر ك تلك الاهانات فخرج مسرعا وقد اغلق الباب بقوة .لتنهار هي ع الارض باكية من جميع تلك الضغوطات التي تتعرض لها من جميع من حولها ....!خرج وانفاسه الغير منتظمة وقلبه المجروح يؤلمه .يلعن نفسه ويعلن ذلك الحب الذي يسكنه لها امسك قبضته ثم بكل ما اوتي من قوة ضربها بالحائط عدة مرات ..المته بشدة ولكنة لم يتاثر فذلك الالم الذي يعتصر قلبه اقوى بكثير من اي الم جسدي اخر ....
.............
سمية:انا مقتنعة تماما يا محمد ان كل دة مش بسبب الشغل بس ..طمني يا حببي وقولي فيك ايه .ايه الي مخبيه عليا
محمد بتوتر وعصبية ليخفي كذبه:قلتلك يا سمية اني خايف ع بنتنا واني عاوزها تكون لاسر ونلحق نجوزها كمان بدل ما تكون عرضة لمشاكل صفقات في الشركة ومشاكل الكل مستنيهالي عشان ياذيني فيكو .صدقيني انا عارف ان دة لمصلحة رنسي وعارف انها من جواها بتحبو
تنهدت سمية بقلة حيلة وهي تعلم جيدا بان زوجها الذي تحفظة اكثر من نفسها يخفي عليها شيئا ما وستعلمه حتما ..!!
..........................................
وفي تلك الاوقات قد كان يوسف في بيت اهل زوجته الحبيبة ليحدد معهم توقيت كل شيئ ويخبرهم بان لا داعي للتاجيل لان كل شيء اصبح جاهز وهو يرغب ان تكمل زوجته دراستها وهي بجواره .ومعه ..
والد سارة:خلاص يا ابني يا حببي على بركة الله ...اسيبك بقى تعد مع مراتك شوية ..
ابتسم يوسف وانتظر حتى ذهب والدها ليقترب منها ويمسك يدها برقة ويقبلها قائلا...
يوسف :حببتي بجد انا مش مصدق نفسي اخيرا هتبقي في بيتي
سارة:وانا كمان بجد مبسوطة اوي يا يوسف اخيرا ربنا كرمنا
ابتسمت له بخفوت .ع الرغم من سعادتها حقا الى انها احست بان ذلك اليوم لن يكتمل بدون صديقتها او بالاحرى اختها التي طالما شاركتها اغلى اللحظات وتمنت طيلة حياتها ان تكون هي من تطمانها في ذلك اليوم ..نعم ..ف فرح يوسف وسارة سيكون بعد اسبوع واحد .......!!!
................
سلمى وهي تتحدث في الهاتف بدلع:يا بوب لا ..مش هينفع يا حبيبي ..ههههه
ايهاب:اموت فيكي وانتي فهماني ..عموما انا عاوز اشوفك بكرة اتصرفي ..
سلمى:طيب اقابلك بعد الجامعة ..؟
ايهاب:ماشي هستناكي ..اوعي تتاخري لاحسن عاوزك في موضوع مهم اوووي ..
ابتسمت بتلك الضحكة الرنانة ثم قالت:ماشي بس بردو متستناش مني حاجة غير لما نتجوز يا ايهاب
تنهد بقوة ثم قال:عارف يا حببتي عارف....
...............!!
مرت الساعات وهي قابعة في تلك الغرفة يدعوها الجميع لتنزل لتناول الطعام والجلوس معهم وسط جو عائلي لكنا ترفض وتتحجج بالتعب والارهاق اثر السفر وانها ترغب بالنوم .بقي اسر ذلك اليوم مع عائلتة بالدور الاول حتى لاحظ الجميع عدم رغبته في ان يكون بغرفته مع رنسي .نظرت له والدته نظرة ذات مغزى ففهما فاستاذن هو الاخر انه سيخلد للنوم ويرى ما ان كانت رنسي بحاجة الى شيء ما
جد اسر:تصبح ع خيريا ابني وشوف خد معاك صنيه الاكل لمراتك يمكن تكون جعانة ومكسوفة لسه مننا انها تاكل معانا
ابتسم واستمع لكلام جده واستقل الدرج ليذهب الى ذلك المكان الذي بات يبغضه لانه يتذكر فيه كل الكلمات ويتالم قلبه من جديد...
طرق الباب بخفوت فلم يجد رد .انتظر قليلا ثم بهدوء فتح الباب ليجدها قد تدثرت بالغطاء وقد نامت نوما عميقا ..اقترب منها قليلا لينظر لها وينعم بان يرى ملامح حبيبتة الهادئة الحزينه تاثر لها حتى وان كانت تكرهه الا انه لم يستطع يوما ان ينسى تلك المشاعر التي اعتلت قلبه منذ الطفولة ولم تستطع سنين البعد ان تنسيه ملمس يداها الناعمتان الصغيرتان التي كانتا تغوص في يده وملمس شعرها الحريري الذي كان يعشقها عندما كانت تسدله ويغير عليها ان اطرء احد زملائها ع جمالها .وعندما كان سارحا هائما بها .تحركت فارتعش ليتراجع خطوتين للخلف ووضع صينية الطعام بهدوء ثم توجه لتلك الاريكة التي ب اخر الغرفة ونام عليها موليا لها ظهرة ..اعتلته العديد من المشاعر فهو الان في نفس الغرفة وتحت سقف واحد مع من اختارها قلبه ولكنة في نفس الوقت لم يكن يرغب ان يحدث الامر بتلك الطريقة فما زادها الا كرها وبغضا له ولكنه بالفعل ليس له اي ذنب ..استغفر ربه كثيرا واخذ يقرا بخفوت ايات من القران الحكيم وعندما عجز تمام عن النوم فرش سجادة صلاته التي رافقته دائما واخذ يناجي ربه ويبكي له في سجود عن ما ال اليه امرة وما يحدث اليه .حتى احس بتلك الراحة النفسية التي تعتليه وما لبث إلا ان نام نوما عميقا هادئا ..فوالله ما اجملها من راحة وهي مناجاة رب العالمين فلا يوجد بشر على وجه الكرة الارضية سيشعر بمثل ما تحمله من الالم آلا الذي سواك وخلقك ..فهو اعلم بك منك !!!
....
وحالتها لم تكن تختلف كثيرا عنهما دموعها لا تنضب فهي حقا كانت رغب باسر زوجا لها كانت كل ما تفعل شيئ تضع امامها ذلك الهدف..بالطبع استمعت لاصواتهم بالاسفل وقلبها مزقه التعب من كثرة الحزن اصبحت قلوب الجميع مشتته كل واحد منهم لا يعجبه حالة ولا يرضى بما قد كتبة الله له ...
وجاء صباح يوم جديد ..وتستعد سلمى ع اتم استعداد ان تقابل ايهاب وهي تتزين وتتعطر لكي تعجبه ولكي لا يحس بانها اقل جمالا من اي فتاة عرفها قبلها ..ويالكي من ساذجة مسكينة فكيف لها ان تدري ما كان ينتظرها ؟؟؟!!!

لم تكن اختياري Where stories live. Discover now