~~~~~~~~~~

أخرج يده من جيبه ، تفحص ساعته ، دار بعينيه في المقهى يبحث عنها ، حين رأها تدخل المحل اشار لهُ بيده !! 
جلست تهاني وهي تنظر بحب : هل إنتظرت كثيراً ؟ 
إبتسم لها ثم قال : لا بأس ، لم أنتظر كثيراً !!!
صمت زياد ثم قال : لقد حققت ماتريدينه ، الرجل الآن في ذات المشفى الذي هي فيه ، ستكون مُفاجئة جميلة !! 
نظرت لهُ بإغراء وقالت : أحسنت عزيزي ، الآن لننساهما ، إشتقت لگ ألم تشتق لي !!

.....

في الثلاثة الاسابيع الفائتة حدث الكثير ، تزوجت برجل تكرهه ويكرهها ، هو بالنسبة لها بطاقة رابحة بينما هي بالنسبة له أداة لإفراغ غصبه وإنتقامه لكن مؤخراً بدأ الشك يراودها ، هل ماتفعله صحيح ؟ هل ستخرج سالمة من هذا الزواج ؟ 
لا تعلم !! 
تشعر بأن شيء ماتغير فيها ، معرفة أن جاسر أنقذها جعلتها تتوتر وتتردد ، ما الغرض من إخفائه لهذا الامر ، حقيقة أنهُ منقذها ، هل تزعجه ؟ هل هو يكُن لها مشاعر أخرى !!!
لاا ، هذا ليس صحيحاً ، لقد إعتاد دوماً فعل هذا ، كُل مرة يؤذيها ثم يعود ليمسح على جراحها ، كـ اليوم الذي أوقعها في المسبح ، نظراته ذلگ اليوم كانت مختلفة ، في ظل فقدانها لوعيها إستطاعت تذكر بضع كلمات ، بدت لها كلمات بائسة وحيدة !!
" لا تموتي ، ليس الآن !! لدي الكثير لـ أفعله لذا لا تموتي "
لقد قال ذات الشيء حين غرقت ، هل توهمت ؟ لاتستطيع الجزم ، وقتها النيران وجسدها الضعيف ، خوفها من الموت ، أشياء كثيرة قد جعلتها تهلوس ، لكن لِمَ قد تهلوس بهذا الشخص ؟ حين يموت شخص يجب أن يتذكر من يُحب ، ليس شخصاً يكرهه !!
إحتضنت قدميها وعينيها تبحث عن شيء في غرفتها لا تعلم ماهو !!! 

طُرق الباب لكنها لم تستمع فـ عقلها كان في عالم آخر !! 

وقف هو يتأملها ، شعرها الاسود عقدتهُ للوراء في حين بعض الخصلات المُتمردة خرجت للحرية ، نظراتها الحائرة ، إحمرار وجهها ، وجهها الآن يبدو غريباً عليه ، تسائل فيما تُفكر ، هل تفكر بحبيبها ؟
قال وهو يطرد افكاره : إستعدي للرحيل !!!
الصدمة ظهرت على وجهها والإحمرار غزى وجهها ، لعقت شفتيها بحركة لا إرادية ، لم يستطع جاسر سوى رؤية فتاة البريئة ، هشة وضعيفة !! 
لكن لِمَ إحمر وجهها فجأة ، هل يعقل كانت تُفكر به ؟
نظرت في الاتجاه الآخر وقالت : سأستعد الآن !! 
صمت ودار بجسده للجهة الآخرى ، لِمَ أحب فكرة أنها تُفكر فيه ؟ لِمَ هو متحمس هكذا ؟ 

إرتدت عبائتها وتوجهت للخارج فـ وجدته يقف بقرب الباب ، حين رأها مشى وتبعته هي ، هُناك سؤال ودت لو تسأله ، ماهو الشيء السيء جداً الذي جعل من والدها ألد أعداء هذا الرجل ؟؟ 
بعد معرفتها لجاسر أصبحت تعلم بأنهُ ليس شخصاً سيئاً ، هو فقط سيء معها لإنها إبنة والدها ، لا تٌنكر أنها تُشبه والدها في عدة أمور ، الكبرياء والتعالي ، الفرق الوحيد أن هذه الامور بدت بالنسبة لها كـ ضمان يُبعد الناس عنها ، الخوف من أن يؤذيها الناس ، الخوف من أن يروها كـ إبنة لوالدها ، لهذا بَنت حولها تلگ الهالة ، تأملته من الخلف ، جاسر لا يختلف عن بقية الناس ، هو أيضاً يرأها كـ إبنة ذلگ الرجل ، هو لا يراها كـ جازية أبداً ، 
ولن يفعل ، حقده وغضبه أكبر من أن يفعل شيء كـ هذا ، تسائلت لو أنهُ أحبها ، لو أنهُ ينظر لها بربع الحنان حين يرى لمياء ، لو أنهُ يُحبها فقط !! 
هزت رأسها بالنفي ، ما الذي تفعله ؟ ولِمَ تُفكر بهذا الشكل ؟ هذا لا يعنيها أبداً !! 
توقف جاسر فجأة مما أدى إلى إصطدامها به !؟ 
سألته مُتأملة : لِمَ توقفت ؟؟
لم يجبها بل ظل ينظر بتركيز لشيء ، حدقت بالشيء الدي ينظر له ، لتجد طفل صغير يُحدث أباه !! 
هل تُرى يفتقد أباه ؟ أم هو حزين لأنهُ ليس لديه طفل من صلبه !! 
توقفي جازية ، لا تُفكري كثيراً فيما لايعنيگ !! 
بعد لحظات سألها قائلاً : هل والدگ أحبگ كثيراً ؟ 
فاجئها سؤاله ، بدأ لها أنهُ مفخخ أكثر من كونه سؤالاً عادياً يُطرح في مناسبات عدة !! 
أرادت قول " لا " ، والدها لم يُحبها قط ، نظر لها فقط كـ إبتلاء وسبب لدمار سعادته ، هي بالنسبة ليست سوى لعنة حلت به ، لازالت تذكر كم مرة لعنها ولعن الساعة التي ولدت فيها !! 
لأنها كانت غلطة وألم في الظهر ، لم يُرد والدها إنجابها فقط كان الإنجاب خطراً على والدتها والتي اصرت على القيام به ، في النهاية فقدت والدتها قدرتها على المشي !! 
مُنذ كانت طفلة وهو يعاملها بحدة وقسوة وحين كبرت وحاولت إيقافه هددها بأن يتبرأ منها وقد فعلها ، حاولت التقرب له كثيراً لكنها دوما تجد الصد والكلمات الجارحة ، توقفت بعد الحادث عن المحاولة ، قدمها لازالت تحمل علامة كرهه والدها الشديد وإمتعاضه منها !! 

لم يعلم ماسبب سؤاله هذا ؟ ولايعلم لِمَ صمتت ، نظر بإتجاهه لكنهُ وجد الألم في عينيها ، طريقتها في جمع يديها بقلق وكأنها تتذكر حادثة بشعة ، للحظة ظهر بريق الدموع في عينيها ، نظراتها بإتجاهه الطفل بدت غريبة ، وكأنها تحسده !!

تغيرت تعابير وجهها تدريجياً وعادت من تلگ الفتاة الخائفة لجازية المُتعجرفة ، كأنها بهذه الطريقة تحمي نفسها ، تحمي قلبها من الإنكسار !!! 
قالت بعد صمت طويل : كُل أب يُحب أطفاله بطريقته الخاصة !! 
هذا ما أمنت به جازية دوماً او ماحاولت إستخدامه لـ تخفف من كرهها لذاتها ! 
تجاوزته وأكملت خطواتها للخارج بينما هو وقف ينظر لها بتمعن ، لا يظن أن فارس كان يوماً أب يُحسد عليه ، طريقتها في الهرب من الألم بات يعرفها الآن ، جازية ليس مُتكبرة بل مُدعية تُخفي حقيقة ألمها ، تُخفي حقيقة وحدتها ،
لابد أن كثير من الناس كرهوها بسبب هذا الغرور المُصطنع والبعض مثله كرهها لأنها إبنة ، البعض الاخر كرهها لانها مُجرد فتاة غنية مُدللة ، كُل تلگ الامور أعطته فكرة عن شكل الحياة التي عاشتها جازية !! 

في طريقها للخروج ، توقفت لتأخذ نفساً ، ألم تلگ السنوات عاد ، ألم نبذها ووحدتها عاد ، دموعها التي حبستها وهي طفلة تحاول الخروج الآن !!
" جازية " 
من خلفها سمعت صوت مألوف لديها ، صوت شخص رحل ، شخص ليس متواجداً !!!
إحتضنتها يدين مألوفتين ، لم تكن يدي جاسر القاسية بل يدي الرجل الذي أحبته يوماً ، يحتضنها كـ المعتاد بحنان وحُب ، أغمضت عينيها وهي تفكر بأن لولا تلگ اليدين لسقطت الآن ، تشعر بالضعف والتعب ، لاتعلم بِما تفُكر ، فتحت عينيها بصعوبة وهي ترى جاسر أمامها ، عينيه مُتسعتان ويطل منهما الغضب !!

~

سرت رجفة في جيمع جسدها ، توترت معدتها وإشتدت قبضتها وهي تحدق ببلاهة بجهاز إختبار الحمل ، لا تصدق أنها حامل بعد كُل تلك الفترة هي حامل !!

إنتقام رجل و كبرياء أُنثى / بقلمي؛كاملةWhere stories live. Discover now