عند جازية !! 

فتحت عينيها بصعوبة ورائحة الدُخان إخترقت أنفها لتصل لرئتيها ، سعلت جازية ، إستنشقت الهواء لتسعل أكثر من ذي قبل ، نظرت للمكان من حولها لتجد كُل شيء مُحاط بالنيران ، بدأ وكأنها تنظر في فرن ، كُل شيء في المكان إلتهمته النيران ، أرادت الوقوف إلا ان جهودها بائت في الفشل وحين وقفت على قدميها ، سقطت على الارض ، جسدها كان أثقل من ان تحركه ، حتى يديها بدت ثقيلة ورأسها ، فتحت فمها لتصرخ إلا أن صوتها إختفى وبعد محاولات فاشلة إستسلمت جازية وتركت النار تحيطها من كل جانب ، تسائلت جازية إن كانت ستموت هُنا ، هل تموت حرقاً ؟ هل هذه إحدى الاعيب جاسر ، تسللت دمعة وهي تفكر بأنهُ حان الوقت لينقذها ، ككل مرة هو يؤذيها ثم ينقذها ، أرادت مُنادته ، منادة إسمه ، لا تريد الموت ،لا تستطيع الموت ، ليس الان !! 
" لا تموتي ، ليس الآن !! لدي الكثير لـ أفعله لذا لا تموتي "

****

" جازية ، جازية " 
صرخ جاسر بكل مالديه ، رفع يده ليمسح قطرات العرق المتصببة من جبينه ، سعل جاسر ، النيران أخفت كل معالم المكان ، اكمل جاسر طريقه لغرفة جازية ، حاول جاسر فتح الباب إلا ان الخشب المكون للباب قد إحترق ، بحث بعينيه عن شيء ليستخدمه في كسر مقبض الباب الباب ، وجد مزهرية من الخزف ، أمسك بها بكلتا يديها وضرب المقبض بكل قوته ، لم يتوقع جاسر الكثير من قطعة خزف إلا إنها إستطاعت إضعاف المقبض ، دفع جاسر الباب بقدميه ، جُزء من الباب سقط على الارض وجُزء لازال مُتدلياً ! 
بين النيران رأى جسدها ، نزع سترته وإستخدمها كـ طريق للوصول إليها ، بُمجرد أن إقترب ، وضع رأسها على فخذه وصفعها بلطف ، حاول إيقاظها إلا أنها لم تستيقظ ، حملها بيديه ،وأخرجها إلا أن أحد الابواب وقع في منتصف طريقه للخروج ولم يكن لديه اي طريق للهروب ، النيران سدت طريقه ، حاول الوصول إلى الجناح الرئيسي لكن المكان أغلق بسبب النيران وهكذا لم يجد جاسر سوى نافذة مُطلة على بعض الشجيرات ، حاول فتحها إلا انها مُغلقة بإستخدام مزلاج خارجي, ، خطر لجاسر أن يكسرها إلا ان المكان بدأ فارغاً من اي شيء قد يكون مُفيداً ، وضع جازية بعيد عنها وبحث عن قطعة قماش ليغطي بها قبضته ، أخذ نفس عميق و بسرعة ضرب الزجاج حتى حُطم إلى أشلاء تناثرت حول المكان ، على رغم وجود قطعة القماش هذا لم يمنعه من الاصابة ، فتح مزلاج النافذة الخارجي ، الآن كانت المُشكلة كيف يحمل جازية للخارج ، الاشجار كثيفة ولا يستطيع القفز ، أخذ بقية أجزاء الستارة المقطوعة ، إقترب من جازية ، رأها تحاول فتح عينيها !! 
قال وهو يصفعها بخفة : هل انتي بخير ؟ 
سمعها تُمتم " جااااسر " 
إحتضنها وداعب شعرها قائلاً : لا بأس ، سأخرجك من هُنا بخير !!
أخذ نفساً عميقاً ثم أغمض عينيه ، وضعها على ظهره وأخذ قطعة القماش ليثبت جسدها فوق جسده ، بصعوبة خرج جاسر من النافذة ليمسگ بغصن الشجرة ، خاف جاسر من ان يكونا ثقيلين ويسقطا من على الشجرة لكن لم يجد حل أخر ، تمسك بالغصن بقوة حتى إبيضت يداه ، ببطئ زحف لجذع الشجرة الاصلي وفي طريقه علقت قطعة القماش بغصن ، كان الغصن ابعد من ان تصل لهُ يد جاسر ! 
" ج ،،، ااااسرر " عادت جازية لتُهمس بأسمه ، صوتها الضعيف والمتعب ، جعل صدره يؤلمه بقوة وكأن هُناك يد تقبض على قلبه وأنفاسه ، زحف للخلف و حاول إزالة القماش عن الغصن وفي ذلگ الوقت سمع صوت أحد رجال الاطفاء !! 
صرخ جاسر وقال " نحن هُنا " 
صراخ جاسر وحركته الغير مستقرة والثقل الزائد سببت في ميل الغصن وإنكسار جزء منه ، إنفكت عُقدة القماش لينزلق جسد جازية و تسقط من فوق الغصن ، إمتدت يد جاسر لتُمسگ بيدها ، صرخ جاسر منادياً بأسمها ، يريد إيقاظها لكنها لم تستجب وهذا أخافه وللحظات ظن أنها ماتت !! 
قدم رجال الاطفاء وأنزلو جازية بينما جاسر نزل من سُلم وضعوه على الشجرة !! 
بمجرد ان نزل جاسر ، ركض لحيث جازية ، هزها مراراً لكنها لم تستجب وجهها بدى شاحباً وأصابعها مُحترقة ، الرماد غطا جزء من وجهها ، قرب رأسه من صدرها لكنهُ لم يسمع دقات قلبها ، وضع إصبعه تحت أنفها لكن لم تكن تتنفس أيضاً !! 
إبتعد جاسر عنها ، عينيه إتسعتا وجف ريقه ، إرتعاشة خفيفة ظهرت على خد جاسر و شعور غريب بالرغبة في التقيء !! 
لم يعر إنتباه لاي شيء يُحيط به فقط نظر بفراغ وخوف ، هذا ما يُريده ، نعم يُريد موتها إذن لِمَ يشعر هكذا ؟ لم جسده ثقيل بهذا الشكل ، لِمَ الدموع تتخذ طريقاً للخارج ، لِمَ هو يتألم ؟ 
إقترب رجل من جاسر يرتدي الابيض وطلب منهُ الابتعاد ، لم يستجب جاسر بل بدا عليه الصدمة ، طلب الطبيب الحمالة بين جاسر ظل ينظر بصمت بعد لحظات رأى جسدها يُوضع فوق الحمالة ، إحدى يديها تدلت من فوق الحمالة وبضع شعرات منها ، إنتصب جاسر وتبعه ببطئ !! 
إقترب من سيارة الاسعاف ولازال يحدق بفزع للسيارة ، إقتربت منهُ لمياء تحادثه لكنهُ لم يستمع لها ، وقف الطبيب بجانبه و حاول التحدث مع جاسر لكن لم يعطي اي رد فعل !! 
قال فقط جملة واحد " أريد مرافقتها " 
هذ كُل ما إستطاع جاسر قوله ! 
في الطريق نحو المشفى ظل جاسر يراقبها بصمت ، رؤيته لمعدلاتها الحيوية الضعيفة لم تؤثر به ، بدأ وكأنهُ لا يرى ، ولا يسمع ، غرزت في يده إبره لكن هذا لم يسترعي إنتباهه ، كُل ما كان يُفكر فيه ، هو لو حدث شيء لجازية لن يسامح نفسه ، هذه الفتاة لن يستطيع إحتمال فراقها ، فكر ساخرا. بانها لو اردات الانتقام فـ لتمت وهكذا تحرمه من كُل شيء !! 
أمسك بيدها لتسقط دمعته مباشرة على بشرتها الشاحبة ، تنبه لحركة إصبعها ، هل إستجابت له ؟ 

راقب جاسر الالآت التي تحيط بها من كُل جانب ، أمسك يدها وصار يداعبها بـ حنان وهو يتذكر كلمات الطبيب !! 
" ليس سبب حالتها هذه الدخان فقط ، بل لقد تبين ان جسدها يحتوي على كمية كبيرة من المخدر ، غير مُميتة لكن قوية بحيث تشل حركتها ، المخدر هذا يوصف في حالات خاصة كـ المرضى النفسين ولا يعطى للاشخاص العاديين"

تلگ الكلمات جعلته يتأكد من شيء واحد ، شخص ما حاول قتلها ، ذلگ الحريق كان فخاً في البدية كي يصيب جناحها وبسبب المخدر هي لن تستطيع الهرب ، إشتدت قبضة يده حتى إبيضت أنامله وفكر بحقد اياً كان من فعل هذا هو سيندم !! 





~~~~~

قضمت تهاني أظافرها بشكل هستيري وهي تقول : كيف حدث هذا ؟ خطتنا اقتضت ان تحدث دون اي خطر على احد ولكن شخص ما كان يعلم بتلك الخطة وفوق هذا وضع مخدر لها كي تموت ، لو علم جاسر سيجن من الغضب !!
مسحت لمياء وجهها بيديها وأخذت نفساً عميقاً ، فكرت ببؤس بأن هذا لن يعجب جاسر ، لكن من الذي علم بمخططهم !! 
ضاقت عينا لمياء وقالت بتمهل : انا وانتي والخادمة حنان كُنتا فقط نعلم ، هل تظنين الخادمة أخبرت احداً أخر !! 
هزت تهاني رأسها نافية ، ثم إنتصبت في وقفتها وقالت وتعض شفتيها : هٌناك أمر مريب في هذا الأمر ، معرفة الشخص لخطتنا و وضع المخدر بشكل يمنع أحد من الشگ ، لولا جاسر لكانت الآن رماداً تنثره الرياح !!!
حدقت لمياء في خاتم زواجها بثباث وقالت : نعم لولاه لكانت ميتة الآن !! 
في داخل لمياء نار غيرة تحرقها ، رؤيتها لجاسر بذلگ الشكل كان أمراً لا يُصدق ، فكرت بحدق ، بسبب جازية ماكان ليحدث هذا ؟ يجب ان تُعاقب على الإقتراب من مُمتلاكتها !!!
مشاعر لمياء الحقيقة لجاسر لم تكُن سوى مشاعر طفل للعبته ، التملگ والغيرة الشديدة صاحبتها وايضاً المكانة التي حظيت بها بسبب جاسر !! 
طرفت عينيها وقد خطرت لها فكرة خبيثة قالت لتهاني : بالنسبة لي جاسر كان حُبي وانتِ زياد ابن منار، بالطبع جازية تملگ حبيباً فب الماضي ، شخص سينهي اي شعور قد يكُنه جاسر لجازية !!

~~~~~~~

دخل الغرفة بعد أن أخذ حماماً ساخناً ، إرتدى ملابس السفر وإتجه للمطار ، أخيراً بعد طول إنتظار هو سيعود للسعودية وللمرأة التي يُحب ليصلح الخطأ الذي قام به !!
بخطوات متسارعة عاد طلال للسعودية وشوق كبير يتضاعف في قلبه !!

هلووو حبايبي كيفكم مشتاقتلكم .....😊😊

إنتقام رجل و كبرياء أُنثى / بقلمي؛كاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن