الفصل الخامس الجزء 68 كاملا بين النجمة والكمر

1.9K 153 18
                                    


لمن ترغب بمتابعة الجزء كاملا وبمنشور واحد
تم تقسيمه سابقا لتجاوز عدد كلماته اكثر من 7000 كلمة

الفصل الخامس
الجزء 68
الجزء كاملا
بين النجمة والكمر
ان النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها الى نفس اخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالاحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في ارض بعيدة عن وطنهما- فالقلوب التي تدنيها اوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الافراح وبهرجتها. فرابطة الحزن اقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور. والحب الذي تغسله العيون بدومعها يظلّ طاهرا وجميلاً وخالداً.
ومرت دقائق وكلانا صامت مفكّر يترقب الاخر ليبدأ بالكلام. ولكن هل هو الكلام الذي يحدث التفاهم بين الارواح المتحابة؟ هل هي الاصوات والمقاطع الخارجة من الشفاه والالسنة التي تقرّب بين القلوب والعقول؟ افلا يوجد شيء اسمى مما تلده الافواه واطهر مما تهتز به اوتار الحانجر؟ اليست هي السكينة التي تفصلنا عن ذواتنا فنسبح في فضاء الروح غير المحدود، مقتربين من الملأ الاعلى، شاعرين بأن اجسادنا لا تفوق السجون الضيقة، وهذا العالم لا يمتاز عن المنفى البعيد؟
ما اجهل الناس الذين يتوهّمون ان المحبة تتولد بالمعاشرة الطويلة والمرافقة المستمرة. ان المحبة الحقيقية هي ابنة التفاهم الروحي وان لم يتم هذا التفاهم الروحي بلحظة واحدة لا يتم بعام ولا بجيل كامل
ان حياة الانسان لا تبتدىء في الرحم كما انها لا تنتهي امام القبر، وهذا الفضاء الواسع المملوء باشعة القمر والكواكب لا يخلو من الارواح المتعانقة بالمحبة والنفوس المتضامنة بالتفاهم.....
الاجنحة المتكسرة
جبران خليل جبران
نعود لاحداث نيسان 2003
تخوف علاء من الرجعةمباشرة بعد سقوط حكومة بغداد يوم 9 نيسان
كانت شائعات كثيرة حول هجوم كيمياوي متوقع على بغداد كنوع من الانتقام او ردة فعل
هذه الشائعات تناقلها الناس حول بغداد لكن ساكينها كانوا يعرفون الوضع افضل من غيرهم
فوضى
فوضى
وبدات الحواسم وبدى النس باخذ كل مايمكن اخذه حتى الكاربت مال الدوائر الحكومية والبيبان وغيرها
صارت فرهود ثانية
لكن هالمرة الشعب باك نفسه بنفسه ظنا منه انه انتقم من الحكومة السابقة على سياسة التجويع الي عاشها 13 سنة تقريبا
مع كل هذه الشائعات قرروا علاء وعائلته الرجعة الى بغداد
لكن البنات تعبت نفسيتهم
الكل قلق وقلة المي وانعدام الكهرباء وكثرة التراب الي غطت الوجوه كل يوم اذافة الى كثرة الشائعات بمختلف انواها والوانها
خافوا على البيوت لاتنباك مثل ماسمعوا حوادث نهب صارت للقصور والبيوت الفارغة الثرية
في حين هرب الكثير من الناس للحدود السورية والاردنية خوفا من عمليات الانتقام مثل ماحدث عام 91 في المناطق الجنوبية
رتبوا نفسهم وقرروا الرجوع
كانت اول المتخوفين من هاي الرجعة نور
الطريق كله تبجي
على كد مجانت فرحانه سقط النظام على كد مجانت خايفة كلش من خالها انه يرجعون هالمرة ومحد بعد يوكف بوجههم
يكون واكع عليهم صاروخ وميتين !!
هيجي وصل تفكيرها كد مجانت مرعوبة انوبه حتى لو رجعت الهم
راح يرجعون يذلوها ويطلعون بيها حيف كل السنين الي فاتت مهزومة منهم
وهي اصلا بنظرهم مو شريفة صارت و طلعت من طورهم وحجايتهم من زمان
كالت لرحاب اول مانوصل خلي واحد من الولد يوصلني للكراج اروح لعمة نزيرة
جاوبوها انه اصلا ماكو طرق والجسور كلها مكطوعة
فسكتت وعيونها على الدرب وقلبها متوجه الى رب السما
وطولوا بالطريق 8 ساعات يله وصلا للبيت
من كثر الازدحامات والارتال الامريكية الي مرت عليهم بطريق الرجعة
جانن ميلاد وقيم مكيفات على الهوسة ويعلقون على السيارات والشاحنات المليانه ناس ويفرحن من يفوت رتل وبالختلة يسلمون عليهم على كيف باشارة التلويح ويضحكن على المجندات
تكللها شوفيها جنها ليمونة كد ماشكره
تكولين مصقول حامض حلو هههه
هي بيضى شكرة وملوحتها الشمس شتصير طماطة ههه
وبدن يتذكرن شصار وياهن البارحة و يضحكن خصوصا من جانن يحفن وحدة ولكفتهن فخرية واتخبلت
صارت عصبية عليهن هي منا تريد هن تلفلهن مايبين منهن شي وهذني كاعدات يتحفحفن ويتزوكن
فجاوبتها ميلاد تضحك
بله لزمونة بنص الطريق شيكول علينا وصخات البغدادايات لو مبهذت هذني وين ج وقبل ماتمل الحجاية !!
جاها نعال طاير بنص راسها
ظلوا يضحكون على ميلاد وشلون امها كامت تركض وراها وهي تختل ورة طليعة
واخر شي جبرتهاتلبس الجبة مالتها
لكن الي زعجهم وكتها هو روان
تعبها الطريق وظلوا كل ساعتين يوكفون وتنزل هي من السيارة اختنكت وطريق بدرة كله صحراوي
الحر وصللهم ساعة 11 الظهر وبدى الهوا والغبار وتراب السيارات يسبب الغثيان...
الوحيدات الي كانت الدموع تملى عيونهن نور وعهود
نور من خوفتها على نفسها من بيت خالها
و اما عهود فحكاية اخرى
الي صار انه قبل مايرجعون بيوم اخذها خالها على صفحة وحجالها الموضوع كله يعني موضوعها هي ونزاروالعقد المحكمة
هي ماصدكت بالبداية وطلعتله الهوية الجديدة دتريد تفند كلامه
باوع عليها كللها عهود هذه الهوية مزورة !!
كامت تبجي وهي تكله شلون شلون قشمروا عليه
استغرب خالها هذا التصرف كللها همه غير يردوج سووا هيجي على شنو هالهوسة الي انت مسويتها!!! هداها وكللها
انه من المهم من ترجع تفاتح زوجها بكل هدوء علمود يروح يسوون عقد جديد بالمحكمة من تستقر الامور تضمن حقوقها مدام بعد الحكومة سقطت وبعد ماكو لاحزب ولا غيرها
مكانوا يعرفون انه في بغداد اخر هم الناس هو تصديق عقد او وثيقة!!
عهود كانت مصدومة وهي تفكر بكل الاحداث الي صارت بالفترة الي فاتت من يوم زواجها ولما تاسرولحد الان
كلها كذب في كذب
شكد اتحملت ياربي
انوبة من طلق سامي مها والبيت صار كله براسها
شكد اخملت عذابات واتحملت خبالات زوجها!!
من وصلوا كان فرح وخوف يمتزجان في قلب كل واحد منهم
فرحة العودة للبيت
والخوف من القادم والمجهول
معظمهم كان متفائل عسى ولعل خيرا يحدث
ومن اول يوم العودة بدات الناس تعاني من ازمة الكهرباء والبنزين والغاز
الكهرباء انقطعت تماما اما
قنينة الغاز فصارت من ربع دينار الى خمس الاف
وبدات الناس تلجا الى وسيله الطبخ على الصوبات
تقريبا جان النفط بعده موجود
بالنسبة لبيت فخرية على طول جان برميلهم المزنجر ورة البيت مليان نفط
ومنها بدت العوائل كلها تطبخ على الصوبات واقواهن واسرعهن هي صوبة علاء الدين الرصاصية او الخضرة الي انعدم لونها
جانت فخرية تخليها بره على الصبة بصف المطبخ وتعوفها من الصبح للظهرية يله هو مستوي الاكل
لازم كلش من وقت تطبخ حتى تلحك تخلص على الظهرية اذا مسويه تمن ومركة
طبعا مجان اكو دوام بذاك الوقت الكل منتظر شحيصير
بعدها بفترة طلع قرار حل الجيش وقبلها انفتحت كل السجون وهربوا المساجين
معظم السجناء السياسين تم تصفيتهم قبل الحرب
فالي هربوا كلهم كانوا جنايات لو سرقات او تزوير خصوصا في زمن قبل الحرب انتشر التزوير بشكل فظيع وبكل شي حتى العملة زوروها
اول عودة العائلة خافت رحاب على نور يجي خالها ويسويلهم مشكلة
واصلا هي هم وحدها
نظفوا البيت وقفلوه وكعدت يم اهلها
وجان سعد اغلب الاحيان يروح يبات يم بدرية لو يم خاله علاء علمود الشغل
جانوا يوكفون سرى يتراوسون هو وكريم وسمير على البنزين
حقيقة مشكلة البنزين اصابت البلد بالشلل وارتفعت الاسعار بشكل صاروخي في حين انخفض سعر الذهب ل75 الف دينار للمثقال الواحد وكثرالغش بيه ايضا
ومن سمع علاء كل الدوائر احتركت
ركض يدور هو ولد خواته عن اي مستمسك يدل على اخوه جاسم
راد اي شي
اي جرة قلم تكول هو وين وشنو مصيره
حفت رجليه وماخلى دائرة مراح الها
طبعا جانوا اكو اشخاص معيينين جوي لموها كل الاوراق والوثاق المهمة وراحوا
من بعدها انتشرت الفديوات الخاصة بالمحاكم والتعذيب الي كانت السلطات سابقا تمارسها ضد معارضيهم
وانتشرت قوائم هواية باسماء المعدومين كانت مغيبة
دوروا هواية وبكل البنايات وبكل الطوابق مالكوا شي
جان عنده امل علاء يعرف شي عن اخوه لكن مصارت
زهير بعد فترة من الحرب ماتحمل القهر من سقطت الحكومة فصارت بيه جلطة
المشكلة مجان اكو مستشفيات وحاروا بيه نزار وسامي يدورون على دكتور بالبيت يعالجه
كل المستشفيات الي راحولها جانت منهوبة تماما حتى شافوا الدكاترة يتعاركون ويه الناس وهي دتبوك الغراض
وكذلك البنوك
جان منظر تقشعر اله الابدان واحد يكتل الثاني عينه عينك حتى ياخذ حصته من الفلوس الي باكها
حتى الكثيرمن هاي الرزم جانت ملطخة بالدم وهاي مروا عليها من جانوا يدورون على علاج مستشفى او صيدلية
وانتشر الهرج والمرج بالشوارع وكان يزيد يوما بعد يوم
بتلك الاثناء صحة زهير كانت ايضا تزداد الى ان صار بيه شلل ومكام يكدر يمشي شالت
فخرية وانطتهم كرسيها الي جانت تستعمله من انكسر حوضها
جانوا شامريه بالسطح طلعته عهود و نظفته واخذته الهم
زاد الهم والحمل على عهود وظلت ضامه بقلبها الي كللها خالها عليه وشافت مو وكتها تفتح الموضوع ويه نزار لكن حقدها عليهم تحول الى ردات فعل عنيفة عليهم خصوصا وانه اتحملت مسؤولية عمها زهير هي هم لانه عمتها نورية اصلا تعاني من فقرات ظهرها وماتكدر اداري زوجها
ظلت نورية تتحمل عهود وعصبيتها وتبلع وتقنع نفسها انه زين من عدها اداريهم البيت كله صار عليها
وحتى وجود سامي هم كان عبء اضافي
منها هي الي تطبخ وهي تنظف وهي الي تغسل هدوم
وهي الي يوميه غاسلة البيت من فوك ليجوه خصوصا وره العواصف الترابية الي بدت تلتهم بغداد بالاسبوع مرتين على الاقل وماكو كهرباء وحارة وبك وهمين تعالي اداري عمها واكل خاص ومداراة خاصه
فجانت معظم الوكت تتعارك ويه نزار الي مصار يلفي بالبيت الا بالليل لما يطمن انه انهد حيلها ومابيها بعد تتعارك
من جهة لخ جان هم بدرية هي ابر الانسولين وشلون تحافظ عليها
معروف انه هذه الابر لازم تبقى بارده وهي خسرت جم وحده لانه فسدت بالحر
فكانت من الاائل الي اشتروا المولدات الصغيرة الي دخلت مباشرة ورة الحرب وانتشر بيعها
واشترتها غاليه جان اهم شي عدها الثلاجة تشتغل لانه هذه المولدات يادوبك بنكة وثلاجة وتلفزيون
بس مشكلتها البنزين
خلت الي عدها وماعدها غعلى مصرف المولدة والبنزين جانت تشغلها 3 ساعات واطفيها اربعه بس حتى تبقى الثلاجة باردة
وصارت اي احد تسمع بيه رايح عمان او سوريا توصيه على الانسولين
الي صار شبح وكابوس يلازمها ليل نهار
وجانت قيم تخابر البنات من يعلكون المولدة يركضون ينامون جوة هوا البنكة
ومرات يشغلون التلفزيون وجان يسحب بس قنوات ايرانيه
بعد الحرب صار العراق ساحة لكل الدول
كل من استطاع ان يدخل دخل
المراسلين والصحفيين
ينقلون الاخبار وكلها تصب في زاوية وحدة العراق بعد سقوط النظام الى اين
فالل كان خارج العراق ويشوف الاخبار جان يتاكد تماما انه اهله صاروا بخير كان منهم اسما
الي انهارت وحتى للشغل مكامت تروح
تعبت اسما وهي تشوف الاخبار وكامت تقضي الليل كله بجي جانت تتمنى احد بس اي احد يتصل باهله تريد تعرف بيهم عايشين لو لا
جانت تمتنى ولو خبر
اتورت كلش علاقتها بعمر وبدت تنفعل وياه مع انه حاول يوكف وياها لكن هي شعرت بالذنب فابتعدت عنه وانعزلت
جانت تحس انه دتختنك وصارت عدها نوبات هستيرية
ونفس الشي كان الموضوع ويه فرح
فرح كانت اسواء حظا
جانت مكابلة التلفزين وكاعدة حامل باشهرها الاخيرة من طفها الاول وبيوم السقوط اتعاركت ويه جعفر رادت من عنده تسافر لعمان تروح على الاقل قريبة اذا صحلها تسمع خبر من اي احد رايح جاي
تعبتها الاخبار ومردت اعصابها
لكن جعفر!! الي ماينطي حتى مصروف الها
جانت عايشة على المساعدات الحكومية فرح بت الصايغ جانت تبجي بالليل من الجوع
وكبريائها يمنعها تكول لرجلها انطيني وجيبلي
طول هذه الفترة كانت تستلم مصروفها من اهلها!!
كل الناس بامريكا جانت هي ادز لاهلها بالعراق الا فرح جانت من القلائل الي يدزلها ابوها المصرف من يسمع بته اجاها صيف وشتا وهي نفسها على نفس حطة الهدوم الي جابته وياها
مجانت تعرف تتصرف وياه باي طريقه
متلون متقلب بالف وجه وجه
شخصية غريبة ومقيتة !!
كلشي عنده بالمزاج
بذاك اليوم اتعاركت وياه وهو بكل برود راح اتصل على الشرطة عليها
يكللهم زوجتي ماتخليني اروح للشغل وتريد تضربني !!
اي لاتستغربون هذا الي صار فعلا!!
الرجولة والحلال والحرام صارت جوة الرجلين من عقله قفل وخلاه على صفحة!!
وطبعا انطش الخبر والفضيحة بين العوائل العراقية الي كعادتها حملت المراءة المسؤؤولية لرجة انه كالوا عليها لعد الله ياعده شكد متحملها الى ان وصلت بيه المرحلة يخابر الشرطة عليها
ولا اللي يكول عفقية عليه يفتهم رادت تطلعه من طوره حتى يضربها ويروح للسجن هو خابر عليها الشرطة!!
لكن الاخيرة من جتي وشافت الوضعية وشافت المسكينة حامل
واهلها بالعراق ماتعرف عنهم شي
كلتلهم شوفي ماعندي كارت بنك
ماعندي عشر دولارات اطلع بيها !!
وبعد التحقيقات جبروه يعتذر منها وينطيها فلوس كدامهم
كد مااستحقروه!!
الا ان بعد فترة نزلت تلفونات الثريا في بغداد وبعض الاشخاص كام يتاجر بيها
كل خمس دقايق ب7000 الف عراقي!!
اول من ركض جان ابوها المسكين خابر على بنته وطمنها عليهم
هي بساعتها من سمعت صوتهم جانت تسمع صوت دكات كلبها اقوى منهم
جانت تحجي وتبجي تسال على واحد واحد مالحكت تشي لاهلها على الي ديصير بيها
ومن شدة انفعالها ثاني يوم اجاها الطبق
راحت للمستشفى وهي تندعي ودموعها بعينها
جانت تكول ياربي اني مو بش غريبة وطن هنا اني غريبة اهل وزوج
ماريد اموت بالغربة خليني اربي الطفل ماريده يتربى بيدين ابوه
ياربي سهل ولادتي ماعندي غيرك لارجال لا امي لا ابويه وحدي وانت سندي!
وظلت تندعي لاهلها لانه هي سمعت مرة انه المراة من يجيها الطلق دعائها مستجاب
جانت بس تدعي الله يفرحها بشوفه اهلها مرة ثانية
ونفس الشي راح سامي هم خابر على اسما وطمنها بس مكللها ابويه هيجي صار بيه
جانت الاربعينية
ولاول مرة الناس تسمع القرايات بالشوارع
والمواكب والمشايات الي انطلقوا زاحفين لكربلاء
وانتشرت سيديات باسم الكربلائي باروع مااطلق من قصائد يايوم ازور اعتابك
كانت ابهى وافخم زيارة روت عطش المحرومين من زمان
وبهذه الزيارة دخلوا العديد من الايرانين عبر الحدود
جانوا يعرفون ربما تكون الاوضاع خطرة لكن الشوارع امتلات بيهم
وبنهاية شهر السابع كالو الموظفين لازم يرجعون يدامون ويسجلون حضور يبقون ساعتين مرتين بالاسبوع ويرجعون
من الاوائل الي راحوا جانت ميلاد
رادت بس تعرف اي خبر عن عمران بلكت يكون يسمع الدوام رجع ويمر عليها
بذاك اليوم اخذت خالتها وياها لانه سعد ماقبل تروح وحدها اصلا ماكو نسوان بالشارع
حتى بوكتها جانوا مرات الولد من يشوفون دبابة امريكية يوكفون يسولفون ويه الجنود بالبداية
فيالوهم
وينهم نسواكم ليش ماكو !!
فتجنبا للمشاكل قررت بدرية تروح وياها لانه فخرية اصلا مابيها تطلع للسوك
انوبه تلفات الدنيا
طبعا فتحوا جسور مؤقتة متحركة بين الكرخ والرضافة
بس ازدحامات شديدة واختناقات وحارة
انسحبت وكتها شويه شويه سيارات الكوستر وراحن للشمال
ودخلن بدالها الكيات بكثرة
جانت هي موجودة قبل الحرب لكن كلش قليلة
وبالفعل طلعوا من ساعة سبعة ونص الصبح وصلوا بالعشرة
جان باب المركو مفتوح ودبابتين امريكيه والجنود طالعين كاعدين قريب عليها
البناية مكسرة الباواب منهوبة نهب
الموظفات كاعدات على الصبة جوى في شجرة النبك الجبيرة الي كبال المركز والموظفين قريب على الباب واكفين متجمعين تقريبا عشرين واحد
اول مرة يشوفون ميلاد محجبة
طبعا اي واحد يجي الكل تستقبله فرحانين انه رجعلهم بسلامه
فياخذوه بالاحضان وهذه اول مرة يشوفون ميلاد بالحجاب
جانت تنظر بلكت صديقتها هم تجي ماكو ظلت ويه بنات الحسابات اغلبهم مداومين هنه والافراد لانه سمعوا حتجي الرواتب وحيوزعوها بالدولار
وكيفت بدرية على هالكعدة
ظلت تسولف ويه النسوان وهنه هم كيفن عليها وعلى سوالفها
طبيعة بدرية جانت تذب الحجاية تضحك الموجودين بينما تبقى ملامح وجهها ثابته ماتتحرك
كلش حبوها
باوعت ميلاد على الهيئة شلون جانت و شلون صارت
وشكد تعب عليها دكتور احمد سوى المستحيل حتى يحولها من مركز الى هيئة ابتسمت واتذكرت شلون ذبحوا خرفان شكر لوجه الله من طلعت الموافقة ووزعولهم اللحم كل واحد جيس يطلع بيه كيلو
لو من جانت هنا بنفس الساحة تجي شاحنات البيض والدجاج توزعلهم ويكوفون سرة عليها همه والدكاترة!!
وهنا هنا تمام كل ذكرياتها مع حبيب عمرها عمران الي جانت مستعدة تنطي ايام من عمرها حتى تعرف عنه خبر
وراها كاللوها البنات روحي اخذي اضبارتج كاموا يوزعوها علينا
هي كيفت راحت على ست فاتن اخذت اضبارتها
جان فايل لونه بين الاخضر والسمائي حوافه مشكوكة
فتحت وظلت تقرا وتتامل بيه
كلشي مكتوب عنها الى وصلت بالمعلومات ا الشخصية
تقرا وتنبهر كلشي مكتوب شوكت شالو من حي الجامعة لحي الجهاد
واخر سطرين ولديها خال معدوم
وجواها خط احمر
انعقج شكلها
باوعت زين
كلبت الورقة ماكو اي شي
بس ولديها خال معدوم
زين لا كاتبين الاسم ولا التاريخ
راحت ترجف وعيونها مغوركة سالت ست فاتن عفية هاي الاضبارة كاملة مناقص بيها اوراق!!
كالتلها والله يجوز بيها نقص روحي شوفي الغرفة مطشرة طشار مااعرف بس اني الي عدلت الفايلات ولميتهن
وحتى لو ضايعة ورقة مستحيل تلكيها شوفي هناك
واندارت ميلاد شافت كومة اوراق مطشرة اتاريها من الافراد ذابيها من الشباك
كالت اكيد اكو تكملة مبين الجملة بيها تكملة
ركضت دورت بالاوراق كلها تراب ومطينة وماطرة عليها
شتلكى
كامت تمسح عيونها وهي تروح لخالتها البنات انتبهوا عليها كالولها شبيج كالت ماكو شي
راحت على خالتها وجرتها كلتلها يله امشي نرجع
بدرية كالت دخلينا شويه كاعدين نسولف
بس بعدها ممكلة الجملة انتبهت اكو شي
وهي دتطلع شافت واحد من الجنود شال تلفون وديخابر بيه تلفون مثل الثريا
كالت حتى لو احصله واخابر عمران وين اكو بعد خطوط اكيد خطهم مكطوع
جرت خالتها وهي تبجي ولفت الفايل سوته اسطوانه وطلعت
اول ماطلعت جرتها خالتها كالتها شبيج مثل نعجة مهزومة تركضين شنو عبالج احد ديصورلج فلم!!
سعاد حسني انت شبيج تبجين منو مات!!
كالتلها خالة الله عليج لاتكولين لامي
هاج
اقري شوفي شنو مكتوب
وطلعتلها الصفحة وقرت ولديها خال معدوم
ضربت حيل على صدرها وصاحت يمه سودة بوجهج بدرية
ومن خرعتها كعدت على الرصيف
وكامت تضرب على راسها
ولج يمه خذوه الجاسم
واني الثوله كل هالسنين اكل بلكت الله ويطلع مهزوم وعايش بفلسطين
ولج ميلاد والله جان عندي امل يرجع من يشوف الحكومة راحت
اتاريهم عادميه
زين ليش
هو مو راح يقاتل وياهم
ليش عادميه!!
ولج لا
لا تكولين
اخ يافخرية
اخخخ
اخخ علاء
طلعوا عادمينه
زين ليش
لييش
وبسرعة اخذت تكسي وبوجهها راحت لعلاء
خطية جان واكف دياكل تمر على الصبة دينتظر سمير من بره اتاخر وظل باله عليه
من شاف بدرية ابتسم كعادته
بس من شاف حالها وشاف حال ميلاد
راسا كعد على تنكة الدهن الي جان خالها مثل جليكان كلبها وكعد عليها عرف اكو شي
صاحت عليه بدرية ولك علاء تعال الحكنا
من قراها علاء كلشي مافتهم من هاي الجملة
ليش عادمينا!!
وهاي شوكت ياسنة!!
ستينات سبعينات ثمانيات لو تسعينات
دخل علاء بدوامه ثانية
ورجع اله واهس يدور مرة لخ بين الاوراق بالبنايات من جديد
وقرروا مايكولون لفخرية علمود صحتها
لكن الحزن قطع قلوبهم كلهم
وبعدها بفترة ولدت روان
روان ولدت بنية سموها مريم
امل كالتلها سميها نرجس ماقبلت مرادت تقهرها
فكرت تسميها على اسم ام امل بس ابوها ماقبل
كللها هاي دنيا يجوز تشوفين امج اخاف تنقهر
فاخر شي هو سماها مريم
جان هو الفرحان بهذه الولادة وكام هو ورجلها يتراكضون يلمون بنزين علمود المولده البنية حصفت من الحر
انوبه ترابه الجو ماينجرع
وره الاربعين اندكت الباب ساعة ستة العصر
بس امل وبتها بالبيت طبعا من رجعوا من بدرة ولحد الان هي مارجعت لبيتها بقت بيت اهلها مره بحجة حملها وهي كاعدة طابق ثاني
ومرة علمود بتها
اهل شهاب كلش فقرة مجانوا يحجون
جانوا يستحون انه يقصرون ويه البنية
عافوا ابنهم وزوجته على راحتهم
اندكت الباب دكة قوية جانت امل توها منومة مريم وروان كاعدة تاكل عنب
مدت راسها شافت ولد ضخم وياه مبين راس مرة لابسه عباية
الدكة جانت من ايد المرة
ركضت امل لبست ازر الصلاة وطلعت يم باب الصالة صاحت منو
---كالتلها اني نرجس نرججججس عفية افتحولي
اني نرجس ام سمير
هذا مو بيت علاء!!

نساء مخمليات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن