نهاية الفصل الرابع 60 ياصاحب القبة البيضاء

3K 260 70
                                    

·


نهاية الفصل الرابع
60
ياصاحب القبة البيضاء!
ربيع 98
عندما تطأ قدمك هذه الارض لاول مرة
وعندما يمر عبير نسائمها بخاطرك
وتجول بعينك فضاء هذه المدينة بنخيلها وصحرائها
تلمح من بعيد
من اعلى تلة فيها
جنة الحياة ونعيم الاخرة
تلمح جانبان الخلود المطلق والفناء الذي لاينتهي
فهناك عبر ذلك الجانب يرقد خالدا منتصبا شامخا
عبر الاف السنين ومن حوله يعيش الناس يرتوون من وميض رونقه بذلك البلسم النقي
منظرا سرمديا متالقا
حيث تتلالا قبته البيضاء تحت وهج الشمس الساطعة وسط الصحراء المتلهفة
التي احتضنته متباهية
بان شرفها الله بلمس حناياه
حيث يمر ذلك العبق التاريخي مغلفا اجواء المدينة المغبرة
التي لاطالما كانت مطمعا لعين الحاقدين
يمر بخيالك ان تلك الارض قد وطأها هو يوما
قد مر من هنا او ربما هناك
قد اشرف بكفه على اطعام اليتامى والارامل
بخفيه المتشققتين وبملابسه الخشنة
كان يطوف حولهم ساهرا يبحث عن جرح يداويه وعن اه يصبرها
نعم انه لابد مر من هنا
يليتنا تلقفنا تراب نعليه!!!
وفي الجهة الاخرى منه يقابله اولئك الذين اختاروا الرقود بقربه ليشكلو منظرا مهيبا
يترك الناس خلودهم الابدي في هذه الارض على امتداد 1400 عام
قبرا فوق قبرا
جيلا بعد جيل انهااكبر مقبرة على الكرة الارضية وعلى مدى التاريخ
فيها رفات اناس عاصروه واناس قد توفوا للتو!!
يزحفون اليه في اواخرهم ليقضوا راقدين بالرقب منه
عسى ولعل ان تهب نسائم شفاعته مرقدهم الاخير
لايمكن ان تغفل عينك وان تمر بالطريق انها كلها مؤديه الى الحرم الشريف
الى صاحب القبة البيضاء
الى اعدل القضاة
وازهد البشر
الى منى فنى نفسه في الدنيا فخلده الله فيها !!
نزل فاضل من سيارته قرب المرقد الشريف منتجي على هادي ابن خالته
العرك يكت منه مع انه الجو طيب وبيه شويه بروده
جان لابس قميص خاكي وبنطرون قماش جوزي فاتح ...
ووجهه بلون الليمونه ماينعرف لون عيونه من خدوده ..
شعره كام يوكع من كدام بكثرة
جان مشمر الردن وكافها ...
نزل وكعدوه على عربانته وبدى هادي يدفع بيه
المسافة مكانت كلش قريبة
لكن الطريق صحراوي ووعر ومع كل خطوه يهب التراب خلفك
واول ماكعد عيونه صارن دم حمر من خنكة العبرة ...
مشوا وهو يمسح بعركة او يمكن بدموعة واول مادخل
اخذ نفس عميق
كانه يستنشق ريحة من ريحة الجنة
او عبير عطر خرافي
رفع نظره واطلع على الكتابة المكتوبه فوك
الغارقة بين النقوش الكوفية الرهيبة
السلام عليك ياامير المؤمنين
كله ياامير المؤمنين
سلام الله عليك مابقيت ومابقي الليل والنهار
يااامير المؤمنين طول عمري نايم بين ثانيا شباكك ...
ماجيتك طالب شي ولاراغب لحاجة
اجيت اجددلك الولاية
بجى ونزلت دموعه عصره الالم بشده
انت اعرف بحالي
انت الامان الي جنت الوذ بيه
ياابو الحسن... يابو الحسين
..دخل وتغيرلون وجهه وبدى يرجف ...خذني يمك تعبت وتعبت الحواليه ...
كون تاخذني انام بقربك ويضمني ترابك ...
تعبت وحقك ابنك الحسين
و اول ماوصل الشباج وبخطوة مفاجئة شمر نفسه من الكرسي على الكاع وبدى يزحف خطوتين والتصق بالشباك
ووكعته فززت هادي والي كاعدين ديقرون الزيارة بالقرب من المرقد
جانت دنيا توها فجرية مع ذلك هم هواية ناس بس سنطة مو ازدحام وكتل
ضم راسه على الضريح وصار يبجي وماينسمع منه غير اول كلمتين
اقترب منه هادي حتى يغطي عليه ولايدفعوه الزوار
شافه ضامه راسه حيل ومتعلق بالشباج
كله
ياامير المؤمنين
ياعلي يابو الحسن
يابو اليتامى بروح ابنك الحسين
وبدى يتمتم بكلمات مخلوطة بدموعه والالم يعصر ملامح وجهه النحيل
محد سمع دعوته وشنو جان يريد
بس الكل حسوا بحرارة دمعته وهي تختلط بعبق ريحة الفضة ...
ظل يضرب براسه على كيف ..
مثل مشتاك ومفارك حبيبه من سنين
اقترب منه هادي اكثر حتى يشوف شبيه
فااشرله انه يعوفه بحاله
جان يشهك
ويشهك بقوة
ياربي شلون خليت حب هذا الامام يتزعم ارواح ملايين وعبر كل هاي السنين
مشفناه ولا حتى نصفه التاريخ
لكن حسيناه في كل همزة نفس تمتزج ويه ريحة الضريح
ومن عصره الالم اكثر بدا يان
فتشبت بيده الهزيلة ذاك الشباك ..اتشبث لقوة حتى بينت دماراته
هادي جان يقرا دعاء الزيارة وعينه عليه
اقترب منه شايب كله بويه هذا الشاب الاشكراني كرابتك
كله اي حجي
كله شكله انكريزي
مبين عليه مو منا
اي حجي من بغداد من الكاظمية
---هااا بويه موداكوبن مبين عليه موش منا
شبيه بويه ؟شو جنه موجوع......
--والله حجي ادعيله مريض وحالته تعبانه
---مبين عليه ابن عوايل مايخذونه بعالجونه بره
---مايرضى حجي حاولوا وياه مايرضى
عنده عويل؟!
تلاث ولد
---الله يشافيه الكم بويه مايستاهل مبين خوش ادمي
اختلط الالم ويه الوجع واختلطت الدموع ويه عصرات المرض ...
وهو مصر يقرا الزيارة ويكملها
الى ان كطع نفسه اشر لهادي يقرا بمكانه وهو يردد وياه
ياامير المؤمنين ويعسوب الدين وقائد الغر المحجلين
اختفى صوته وبدى يعلى مرة ثانية عندما وصل
اتيتك هاربا من ذنوبي التي احتطبتها على ظهري فزعا
اه صاح فاضل
انحنى فاضل وبدى يتمتم ويه هادي الي جانت عيونه عليه
قطع الزيارة وكله فاضل انت كلش تعبان خلي نرجع مامرتاح لحالتك
رفع راسه وكله كمل
اتقبلني ياامير المؤمنين اتقبلني وبدى يتلوى
انتبهوا عليه الشباب القريبين منه وحسوا بيه بيه جروا ديساعدوه مارضى يحل الشباج دمعت عيونهم عليه ...
لكن همه ماهدوه الظاهر الالم جان مبين عليه وبدى جسمه ينتفض وكع على الكاع واتمدد عليها
وارتفعت نظراته للسما
تامل السقف الزجاجي البلوري المطرز
الملئ بالمرايا
والثريات الضخمة الي بريقها يخطف الابصار
الي يكاد يجزم اي شخص محدق فيها
انه الملائكة تحوم حوله وتحرسها بجناحيها
ابتسم فاضل وانقطع سمعه
جزع هادي وهو يحاول يكومة ويفرك ايده
لكن فاضل مكان يصد ويرد جمدت نظراته على السقف
نهضوا البقية وبدوا يتجمعون حوله وهمه متاملين بفزع منظره المبتسم وهو ينادي ياعلي..
ودنكوه عليه حتى يسمعون همسه وهو يتمتم بصوت يعلى وينصى .
ان الله وملائكته يصلون على النبي ياايها الذين امنو صلو عليه وسلموا تسليما...
ظل يكررها وهو مبتسم ..
ومر شريط حياته من كدامه وشاف صورته وهو لابس الشورت الكصير بعمر السبع سنوات
بشعره الاشقر الطويل يرقص مع قفزاته ويه الطوبة
وقميصه الابيض وهو يدفع جرخ التاير...
وياسين ...صديقه
وغلامسين رفيق العمر يركض وراه
من شافهم بجى ومد ايده
غلامسين انتظرني
بهت الناس
وكالوله لهادي هذا دينازع
جيبوا السيد يقرا عليه
وظلوا يلقنوه الشهادة
اتشاهد اتشاهد اخويه
لكن هو كان في عالم اخر ...
طلعت بيبيته وراهم وهي تحط ماعون الكليجة على الدجة وبصفها مصاصات ام الديج وهو يركض اسرع واحد حتى ياخذ الحمرة ...
مد ايده راد يلزم وجه جيرانه ورفيقه ...
ظل يحملق ويرفع ايد وينزل ايد والناس تخض بيه تريد توعيه...
بينما ظل يتمتم بكلمات
ويردد الصلوات
الى ان يبست الشفة وجمدت النظرة ...
فقد الوعي
والشباب شالوه وركضوه بيه خارج الحضرة وكلها تصيح دخيلك يابو الحسين
بينما هادي انخطف لونه وبدى يركض بيه مخبوص ودايخ مايعرف شيسوي اخاف لايروح من ايده
الى ان صعدوه بالسيارة واخذوه للمستشفى
ومناك اتصل هادي من الاستعلامات على بيته
جانوا كلهم نايمين ففزت نور على صوت التلفون
ركضت ومن عرفت فاضل هيجي
كعدت رحاب على كيفها ودموعها تكت
وراسا خابرت على اهله
خطية خرعتهم من الصبح
كلولها انت ابقي ويه الجهال وابوه وامه يروحون يجيبوه ويجون
هنوبه هي خافت تخابر امها تكللها
خافت عليها عدها ضغط لايصير بيها شي
وللعشرة ماكو خبر
لا اهله خابروا ولا احد رجع
ظلت تدك بالتلفون على كل كرايبه محد يعرف شي
ماتحملت بعد خابرت اهلها وجتيها امها خطية على السريع
بدرية مجانت بالبيت طالعة تسلم وجبة ستر مخيطتها
بس فخرية راسا خابرت على علاء طبعا مابقالهم احد
فصار هم رجالهم الوحيد وجبيرهم
كون سعد ابنها بالدوام لساه مراجع
لكن امل كلتلها علاء طلع من الثمانية ونص متواعد ويه زهير
من يرجع اني اكله يجيبني ونمر عليكم
علاء من عرف بشغلة تزوير العقد لاسم غير اسم عهود
ظل ليلتها منايم ويحاول يتذكر كل الاحداث
وشك بكلشي
واتذكر كم مرة ومرة طلب منهم عقدوا الزواج وكل مره يقنعوه بحجة شكل الى ان قرر يروح بنفسه ويدور
وطبعا مو سهلة تطلع هيجي معلومات
لكن نظام الرشاوي بدى يتسلل لمفاصل الحكومة من بداية الحصار وا استفحل بيها
ماتفاجا علاء ولا انصدم
بالعكس جان متوقعها
لانه يعرف الوضع الامني شلون كان ولازال
بس ربما سنة بعد سنة كانت تصيرالامور اهون
والرقابة والملاحقة اضعف
صارت الامور الاقتصادية تشغل البلد اكثر من اي شي اخر
معاناة الناس بالفقر
والبطالة وانتشار الامراض ومنها السرطان خصوصا في المناطق الجنوبية وتحديدا في مدن معينة بالبصرة
وبدات انواع جديدة تظهر على الساحة مكانت معروفة قبل منها الاسهال والجفاف
علاء من رجع حجى كلشي لامل عن موضوع عهود والعقد الغريب الي شافه
وكيف ظل يلوم بنفسه اخته فخرية من اتساهلت وياه وبردته
كل مرة كان يحاول يتدخل جانت تمنعه بحجة ماتريد مشاكل الى ان انسد الموضوع طول هذه الفترة
وامل بدورها نصحته مايحجي شي الى ان يتاكد
فسالتها فخرية ساعتها على التلفون شعنده ويه زهير
جاوبتها انه ياخذه لدكتور مال مفاصل علمود كباته توجعه كلش وصايرمايكدر يمشي
بس وكتها فخرية حست انه الموضوع متعلق بعهود لكن ماتدري ياترى امل ضمت عليها لو هو علاء محاجي شي
على ساعة اربعة ونص العصريه جوي اهل فاضل وهو وياهم شاديه مي مغذي بايده
جيتت عليه رحاب بوست بيه من شافته منتهي ورايح
وظل هادي يحاول يبرر موقفه انه شكد حاول ويتوسل بيه يرجعون ماقبل عند الله يسبمه
وهوايه كرر الله يسلمه هواية يعاند ومايسمع لاحد
ولاول مرة رحاب توف ام فاضل شكلها غير شكل
جانت تلوب على ابنها خافت لاتكون هذه ايامه الاخيرة
وجهها شاحب وكانه شافت شي مفزع
بينما ابوه كان ذاهل وصامت مايعرف شيسوي
التمو الكل داير مداير بالغرفة
وعباس جان واكف يم الباب يحاول بذاكرته الطفولية يحفظ هذه اللقطات الاليمة على قلبه
ابوه وهو شبه مغمى عليه والكانوله والمي المغذي بايده
بيبته كاعدة على الكاع ونايمة يم رجليه تندعي وتتوسل وابوه كاعد على كرسي حديد صغير يم راسه بينما امه رحاب جانت واكفة وترتعش مثل سعفة نخيل وسط الريح
عمه حيدر كاعد على القنفة وبحضنه بشار وعمار كاعد يم رجله حاط طيارته الحديد كباله
ونور واكفه وراه وبصفهم هادي ينتظرون المضمد يكمل قياس الضغط
وبيبيته فخرية كاعدة ويه ام منة وبتها بالصالة
كئيبين نفسهم مايطلع
مايعرفون منين تتلاقفهم الاخبار المتعبة
اندارت ام فاضل على زوجها وعيونها مورمة من البجي وكلتله باجر يطلعله الجواز واوديه لعمان
يقبل مايقبل مالي غرض
شيسوي يعني قابل
اجتفه واخذه اني كتلك هاا
سكت ابو فاضل ومغوركة عين
شعور صعب من تحس اعز من روحك وماتكدر تنقذ حياته
هز براس ومانطق كلمة
مسح عيونه عباس وطلع للكراج اصدقاءه يصيحه
ويهو يندعي بسره
ياربي بس لاتموت ابويه
اني كلش احبه!!!
اخذ الطوبه وبدى يركض
من جهة ثانية اتواعد علاء يروح على زهير للبلديات يم الامن العامة الي هناك
كله زهير اطلع مناك وتعال عليه قبل العشرة
زهير جان رايحة بشغلة لابن جيرانهم يطلعه مناك
البارحة جانو ماخذيه الامن من البيت
وهمه متعلمين بالمنطق
اي شي يصير يركضون على زهير ابو سامي يفزعلهم
وبالفعل هو بطبعه مايرد احد
جانت الكل تحلف براسه
ولانه بوكتها جان ممنوع اي اي احد يمشي من يم الامن او اي سيارة توكف او تطبك هناك
فظل علاء مرتين يلوف من التقاطع القريب مناك
راسا الحرس حسو بيه ولكفوه وركضوا وراه
خطية هو هم خاف وراسا وكف السيارة ونزل يحاول يشرحلهم
والحمد لله بساعتها طلع زهير وهدا الموقف قبل لايتفاقم
صعد بالسيارة وكله شلونك ابو سمير اطلع بينا لقدوري عازمك على باكلا بالدهن
والله ميت من الجوع اصلا اني طالع بلا ريوك
لا تكلي متريك وشبعان مالي دخل اليوم لازم تضرب ويايه الباكلا
ابتسم علاء وكطبيعته الدمثه كان جدا متجاوب وياه
انطلقوا لقدوري
واجتيهم صينية فافون صغيرة ثاردين بيها الخبز العراقي الحار ويه الباكلا ومفركعين عليها البيض ووياها راسين بصل
وبصفها استكانة الجاي الحارة
كعد ياكل زهير كانه مفجوع وصارله زمن مماكل ربما كان يفكر بالموضوع الي حيتناقش بيه ويه علاء اكثر من تفكيرة بالاكل في حين اكتفى ابو سمير باستكانة جاي ثانية
-- ابو سمير اني اعرف انت ليش جايني اليوم
وشتكول انت حقك
---بس العقد مزور ابو سامي
---واكيد هم انت متوقع هذا الشي وتعرفه ولاتكولي لا مااعرف
انت من اهل البيت وتعرف كلشي
وبدا يمضغ بتلكؤ اللقمة الاخيرة
واشار بايده وهو يحاول يكمل الحوار
عقد المحكمة هو لضمان حقوق البنية
وهاي حجاية من عندي بفلس احمر مراح مراح اظلمها وبشرابي ابو سمير
شكد جان مهرها المقدم مية مييتين دينار يصيرن ميتين الف
والمؤخر لاسامح الله هم اسلمه بيدي الك
شكد تلثمية دينار لاصارن تلثمية الف وعليهن مية
واحنى الممنونين واني حاضر لكلشي تريده
ظل العتب واللوم من طرف علاء
والتنازل من طرف زهير
الي مراد يتفاقم الموضوع وينفتح اكثر
ازهار كاطع مجرد ورقة استعملت لاكمال العقد وه بالفعل موجوده ومن سكنة الزعفرانية
وطلب زهير من علاءطلب اخوي ان مايفتح الموضوع اكثر ويتوغل بيه
لكن علاء اصر يعرف اذا كانت لازالت المراءة المذكورة زوجته ام لا
فكله لا طلكها بعد كم شهر من زواجهم وانطهوها فلسين
مجرد عقد وهمي
وبطريقهم مر على المصرف وسحب مية الف الموجودات عنده
وانطاها لعلاء وكله باجر اسلمك المية الثانية لكن علاء رفض وكله المسالة مو فلوس
واحنا مطالبين منكم لاحاضر ولاغايب
لكن نريد حقوقها هي ماتضيع
طمنه وكله ماتضيع
واذا على الجنسية
انطيني صبر واني اطلعلها وحدة جديدة
متزوجة ومن نزار همين
بقى النقاش اكثر من اربع ساعات حول الموضوع بين شد وجذب
كان الطرف المنتصر الخاسر هو علاء
في كل باب يفتحه على زهير كان الثاني يغلقه بالمراضاة والتنازل
كان كل همه انه يرجع نزاريعيش حياة طبيعة مثل كل البشر
نزار الي بدى يقضي معظم وقته ملتصق بسامي
يطلع وياه الصبح ومايرجع الى من يعزل
لكن تصرفاته بدت تضايق اخوه
مستغرب على المجتمع الجديد
ويتعجب على نوع الزبائن الي تمر للمحل
يفتح حلكه من يشوف بنية لابسه بدي حصر وبنطلون جينز ضيك وكيلو مكيااج والشعر المنكوش الاحمر والاصفر
والدلع والتميع
ممصدك يكله هذني شنو
هذني من هنا من عدنا لو جايات من بره !!!
يضحك سامي ويكله لعد انت ششايف؟!!
وبدن البنات يتضايقن من نظرات نزار الي كلما وحدة تفوت يظل صافن عليها
خصوصا اذا جانت مو راحة بالزايد يبحلق
وسامي يغمزله وياشرله ان يجوز
الى ان مرة في احدى الظهاري وكان سامي ديعزل نص تعزيله حتى يرجعون للبيت يتغدون
كانت اكو قيصيريه جديد مبنية كبالهم فمو كل المحلات مفتحة بيه كم واحد
جتي ام عباية مبهذلة ومخربطة ووياها بنية صغيرة بعمر ال17 او ال18 ساعة
دتدخل وتطلع
الظهرية عادة بين الوحدة والثنتين قليل اكو شغل فتصير سنطة
وقليل ناس رايحة جاية ومعظم اهل المحلا يعزلون المحل ويرحون للغدا لو يتغدون جواته
الى ان طبت محل التصوير بنهاية القيصيرية اتاخرت المرة بيه ماطلعت
وكل شويه توكف بالباب وتطلع
طبت اتاخرت هالمرة
سامي هز راسه متضجور
فنزار ساله كله اكلك اني فهمت غلط لو السالفة داجة هي هشكل
كلا لا مافهمتت غلط
هذا رائد هو اعوج ويدور سوالف مكسرة
فساله المصور اسمه رائد
---لا ابن المصور رائد يكعد بمكان ابوه
---وهاي محد يلكفها
---شعلينه يله امشي نروح
ويه طلعتهم طلعت المرة والبنية وراها مخربطة ومكفوشة وتعدل بهدومها
شو هاي المرة الجبيرة رادت تلحك بسامي ونزار وهي تضحكلهم وتغمزلهم
الثاني وكف ينتظرها وسامي يجره يكله بابا خلي تولي وصخة هذه امشي نروح لاتسويلنا مشاكل
كله اوكف اريد افشر عليها والله وجان يلزم طابوكة وبنص راس المرة من اقتربت منه اكثر
انفتح راسها وطفر الدم
اتخربطت ووكعت بالكاع
كامت بتها تصيح وتعيط وتلطم يم راسها
ووماكو ثواني انترس المكان ناس والتموا عليهم
وبسرعة نقلها سامي للمستشفى وجتي الشرطة اخذت نزار
الي قهر نزار بهذه الحالة
من بدى سامي يتوسل بالشرطة ويكللهم راجع جديد من الاسر وحالته النفسية تعبانه
صفن ومن ساله الضابط بمركز الشرطة كله لاسيدي هذه مو شريفة وانقهرت على البنية وياها تبيعها وحاول يشرح موقفه
هز راسه الضابط وراد يحوله للتوقيف اجى زهير ووياه مسؤال حزبي جبير
لموا الموضوع بجم فلس وطلعوا نزار
حكم عليه ابوه بعد مايروح للمحل نهائيا
لانه اصلا سامي قبلها متشكي منه ومن تصرفاته لكن جانوا يحاولون يتجاهلون الموضوع حتى لايتاذى اكثر
ماعرفوا انهم بكلامهم هذا دمروه لنزار
كام يضحك وهو يلف جكارته
نزار جان ياخذ الجكارة يفتحها ويطلع التتن ويرجع يلفها مره لخ
يحب هذه الطريقة واتعود عليها
اتذكر ساعتها شكد جان ينكتل من يدخل عركات يدافع بيها عن شباب صغار يتعرضون للتحرش بالاسر من جنود عراقيين نفسهم اكبر منهم بالعمراتذكر شكد اكو شباب ورجال مشوربة وقعت تحت تاثير السجون الذكورية ومارسوا الشواذ
وهو اللي كان محافظ على نفسه ويحذرهم يجي يوم وترجعون للعراق شتكولون لاهاليتكم
ولعشيرتكم
ولكم الزلمة الي ينزل راسه ماينرفع لا والله لو جوه التراب
هسه صار بيه حالة نفسية من ضرب وحده ك.....ة !!!!
كره فعلها المقزز
باوع من الشباك واخذته صفنه
واتذكر اليالي السود
من جان يالف عركة اثنين مشوربين على شاب صغير هذا يكله هو الي والثاني يكله اني احبه اكثر من
اندار فشاف عهود دتلم الغرفة
والتلفزيون مفتوح بصوت ناصي
جان تلفزيون الشباب ديعرض مسلسل مكسيكي
اقترب اليخاندروا وحاول يضم غوادالوبي اله بلقطه حميمة
ضحك نزار وكللها شوفي عهود
هاي قبل جنا من تطلع هيجي لقطة بالافلام العربية كلنا ندير وجهنا نستحي
يبووو شكبرها واذا ابويه وانوبه امي هم كاعدين
اركض اكلب القناة على اساس اكو غيرها ههههه
هسه اللقطات عادية لا وصايرات البنات يفرحن
اني جيل المسلسلات المكسيكية حامل وهي عمرها 15 سنة
كبر!! حجها وهو يعود بحلكه يقلد على البنات المراهقات
سكتت عهود ومجاوبت من يعلق هيجي تعليقات
لانه بالنهاية حتكب عركة مثل كل مرة
يمكن جانت تريد تكله شنو قصدك قابل اني مو حامل الصوج مني؟
وهو يردها وهي ترادد بعد اكثر باوعت واتخيلت الحوار الافتراضي بيناتهم لثواني هزت راسها ونزلت
وهو عادي ماهتم
جاان يفكر باجر يجيب طيور ويرجع يربيهم
ويسويها تجارة
يربي ويكبرن ويبيع منهن وهكذا؟
نزلت عهود غسلت المواعين وجانت مها دتسوي عشا وبتها بحضت نورية دتلاعبها
كملت الغسل وغسلت شكو هدوم وصعدت
حتى قليل تحجي وياهم
ومن صار العشى صاحتهم نورية ينزلون كلهم سوى يتعشون الا سامي جان يروح مايرجع الا ورة نص الليل
ومحد يعرف بيه وين يروح
وحتى من يسالوه ويه جماعتي
وين جماعتك
فندق فلاني نادي فلاني
لكن يومها علاء وامل اتفقوا يبقى الموضوع كما هو الا اذا استجد امر لاسامح الله بالطلاق ساعتها مستحيل وهو قرر قرار قطعي انه ما يتنازل بفلس احمر لزهير
حتى الراتب والمخصصات الي اكلتها نوريه عليها
هم يرجعها اله
واخذ زوجته وراحوا لبيت رحااب
يشوفون صحة فاضل
الي تفقت عائلته بوجوب سفره العمان
وجانت ماساة رحاب السفر
ماتعرف تسافر وتاخذ جهالها وحيبهذوله وهي هناك حايرة بزوجها
ومنا مدارسهم
لو تعوفهم يم نور وبعدين ابو فاضل يجيبهم
الى ان اتفقوا بالفعل تعوفهم لحد ماتخلص المدارس يجيبهم عمها
لكن فخرية تبقى وياهم طول الوقت
فخرية الي كانت تمر بازمة مالية ضيقة كلش
جانت صبحية من دكت عليها الباب ام صلاح
وكعدن يشربن جاي
كلتها شو مارحتي تاخذين الحصة
---والله رجلية كالت عليه كوة امشي ام صلاح
وهذه صابرين من يوم رد زوجها الشهيد شو اختفت ماتعرفين اخبارها
جانت تساعدني تجيبها ويايه
---لا والله كلشي مااعرف عنها لاكت مرة شفت عمتها تجر ابنها شهيد هذا الصغيرون
كالت اريد انقله من المدرسة
---يا
يمكن شالو لعد
اي مانعرف اخبارهم
--معقولة تشيل وماتكولي وماتمر عليه ؟
ام صلاح وكتها جانت جاية تريد تاخذ الدين مالتها من فخرية لكن من عرفت باحوالها سكتت ماحجت
فخرية جانت تشتكي من ميلاد
تريد هدوم للتخرج ومصاريف وهي ماعدها
عهود من راحت راح المصرف وياها
جانت هي شايله المصرف والمسواك
حتى زوجها بطلها من المختبر كلها ارتاحي بالبيت مامحتاجين هالتلافيس
وهي تستحي ادز فلوس لامها الا من تشوفها
بقت على سعد وهذا من فلوس شراكته ويه سامي طلع فلسين راح اشترك ويه خياط يخيطون جلد
قماصل وجنط ومداليات
بس هذني مايطلعن همهن
مايدرون السوك واكف لو شريكه يبوكه
هو هم مجان يهتم
يادوبك الي يطلعه مصرفه اله
وكشخته من يروح للمعهد
فخرية جانت تتوسل بيه يلوم فلوسه حتى يدفع بيهن بدل
يضحك عليها يكللها يمه البدل الف الفين الم بيهن
مليون ونص شيجيبهن!!!
فبقت على الي تنطيها منه بدرية
وجم فلس من علاء
وقبل سفر رحاب لعمان
صارت حفلة التخرج لميلاد
بدرية دبرتلها قميص مشجر وبنطلون اسود
هذه كانت اول مرة ميلاد تلبس بنطلون
وطبعا الصبح من كعدت وبدلت
كبت عركة كلش جبيرة بينها وبين سعد
مايقبل تلبس البنطلون
كللها اشكه واحركه وماتلبسيه
وهي تعاند وهو يعاند
واخر شي قفل عليها ماتروحين للحفلة
وكسر مكياجها وكامت تدك وتلطم عليه
الى ان فخرية ماكدرت تفاككهم
خابرت على اختها الي اجتي بعودة الماسحة
دمكت راس سعد وطلعته بره البيت
بس بقى متاني اخته بالكراج
شافت ميلاد تبجي انقهرت عليها
حطتلها البنطلون بالجتطة وكلتلها زمالة تعالي يمي بدلي وطلعي
ليش هالمشاكل
وبالفعل طلعت لابسة تنورة ومناك راحت مبدلة وبدرية بنفسها وصلتها بالتكشي للكلية ومناك راحت للخياكة
حفلة التخرج احلى شي يمر يحاة الانسان
جانت ميلاد تحس نفسها فراشة طايرة وهي لابسة نموذج من الشفقة السودة الملفوفه بشريط احمر
وكل شويه تروح تعدل حمرتها الطوخ
ومكارتها الي اخذتهم من خالتها
طلعت بيومها غير شكل جانت احلى بهواية من غير كل الايام
ولاول مرة تنطلق ويه شباب قسمها وصفها
صح جانت اكو غصة من يفوت شمس الدين وجماعته
ويظلون يطلعون الها وهو مسوي نفسه ممهتم الها
لكن هي بالفعل استمتعت بذاك اليوم الي عمره مايتكرر
ووكفت اخذت الصورة الجماعية
اخذتها بالسرة الثاني ليفوكحتى لاتبين لابسة بنطلون
وباتسامه عريضة
بينت صورتها كاجمل ماتكون
في نهاية شهر الرابع
اخذت رحاب زوجها ورافقتهم عمتها وعمها وبرحلة شاقة ومتعبة 12 ساعة الى حدود طريبيل ثم عمان
كان التعب اخذ ماخذه من فاضل
بقوا هناك شهرين تقريبا
اجر بيها ابو فاضل شقة طابق ارضي
في حين بقت فخرية يم نور والجهال اقل اسبوعين خلصت المدارس وامتحاناتهم
وراحوا يم والدتهم في حين راحت نور يم عمة فاضل الحجية الكبيرة وبقت يمها فترة منها اداريها ومنها لاتبقها وحدها بالبيت
طبعا السنة كلها راحت على رحاب وكونها السنة الثانية بنفس الصف
فصلت وراحت عليها الدراسة
في عمان قرر الاطياء ان يجب ان يقوم فاضل بعملية زراعة كلية جديدة
وحطوا اسمه بقائمة الانتظار
لكن المسالة كانت في العراق اهون
الناس الفقرا والمحتاجين كانوا يبيعون كلاتهم عادي هكذا اما المستشفيات
وياتي سماسرة اللاتجار بالبشر يعقدون الصفقات تحت الطاولة
رجعت العائلة مباشرة الى العراق بغداد
وحصل فاضل على كلية بمقابل ميتين وخمسين الف دينار
وكان هذا الشخص رقم خمسة يله طلعت التحاليل مطابقة
وبالفعل كانت العملية في نهاية شهر السادس
وللاسف فشلت
الجسم رفض الكلية
وكانت اصعب ايام على رحاب
تتذكر جانت راجعة من المستشفى وعيونها تعبانه
محروكة حرك من قلت النوم والتعب والبجي
فاضل جان ممد بغرفته وامه نايمة بالجرباية بصفه
ورحاب صافنة على السما
دنيا ليل وحارة مكطوعة الكهرباء نور جانت تهفي لاخوها
مع بنكة صغيرة على الباتريات
ماتجيب غير بس الهوى الحار
الجهال نايمين وعمار جان بحضنها نايم
على المرجوحة كانت رحاب تتارجح ويه الامها
كان قلبها مقبوض وقررت انه ماتدعي خلاص
تعبت من خيبة الالم وخصوصا الاهيرة
كانت غصة في قلبها
كل ما ماردته هو ان تنجح العملية ويرجع زوجها يعيش
نزلت دموع باردة
مالحة مؤلمة
مسحتها وشالت عمار وطبت جوه نامت على القنفة
بليلتها شافت حلم
بيبتها ام فخرية كاعدة على جرف نهر
وتكللها رحاب شوفي هذا النهر الي خذا جاسم وراصي
خافت رحاب بداخلها انه النهر نفسه ياخذ فاضل عافت بيبيتها وركضت ادورت عليه
لكنه كانت صغيرة كلش حست نفسها تايهه وكعدت مفزوعة
جتي امها وخالتها يمها
بقوا كم يوم وراحوا
من خلصت الامتحانات نجحت ميلاد وكذلك سمير وروان الي كانوا بالكليات
لكن ميلاد هي الي تخرجت وسمير باقيتله سنه وحده وهم يتخرج
وبالفعل اول شي اتاملته هو التعيين
وزهير دكلها صدر وكللها اني اعينج
وبعدها بفترة تمت عملية زرع كلية جديدة لافاضل وههذه المرة نجحت العملية

نساء مخمليات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن