الفصل الاول الجزء الثاني ..كلبدون

6K 308 41
                                    


الفصل الاول ...
الجزء الثاني 2
كلبدون ..
تكملة...

ظلت فخرية المسكينة تطلك ليلتين ويوم ببيت الجدة العجوز وصياحها وعياطها مابقى نفر ماعرف بيها
واخر شي ساعة تسعة بالليل ولدت والحمد لله
ولدت بسلامة بنوتة حليوة وسميرة
وعمت الفرحة بيت ابو كاطع بعد ماتبين ان المرة مو عاكر ...
طبعا هو صح كاطع كلش فرح ببنيته بس هو هم جان بوده يكون المولود ولد ...
وظل يسولف ويه نفسه يله ميخالف مدام طلعت المرة مابيها شي الحمد لله اللي خلفتله ذرية ...النوبة الجاية بلكت يطلع وليد

ولانه جانت باردة وطيانه باتت فخرية يم الجدة لثاني يوم الصبح من الغبشى يله عاد رجعت لبيتها
وامها تمشي كدامها شايله البنية .. ومثل مرادت صاحبتنا سمت بتها رحاب ...
واول مادخلت لبست هاكومة دشاديش بازة وبجامتين رجالي ..
وشدتلها امها عصبة حيل على راسها
وتوصيها تكلها انت هسه نفسه توج جايبة وعظامج مفكفكة ماتخلين مي على روحج ..
وبس مسحت جسمها بخاولي منكعته بمي دافي
وكعدت تعيد وتصقل
توصيها ظلي صيحي وعيطي حتى يكولون هاي متوجعة ومتاذية
هاي مسكينة حيلها مهدود
مو تتمضحكين واتجكين بحلكج كدامهن

ظلي اتباجي بوجههم تراهن يحسدنج ويضربنج بعين
يكولن اها شبيها وشجاريلها خلفت جاهل وهيانه جنها حصان جاووش مابيها لاعلة ولاصخام مثل فلانه اللي يومية متخربطة وعلانه الي ماتت ورة الولادة
مااوصيج بعد ...
ورتبت كاروك البنية وطلعت برة جابتلها صوبة نفط وشعلتلها دفت الغرفة وجابتلها تشريب مي عظم وكعدت توكلها وتعلمها شلون ترضع بتها اول ايام ...نومتهن وراحت

طبعا البيت بالثعالبة مو نفس بيت اهلها القديم هناك الغرف مجان بيها بيبان فيخلون بردات ثخينة
بس هنا البيبان شويه تختلف
البيوت عود احسن تنسد بيبانه اثنين رفاع من خشب معظمه متهرئ وتعبان ...
واكو ممر ومجاز يله تطلع للحمام ...
يعني اذا مطرت لازم يلوحك المطر وانت طالع تقضي حاجتك...
وبدت عمتها ورة عشر ايام من الولادة تجيب طشت مي دافي وشب وتكعدها بيها حتى بسرعة تصير زينة
ومن رياجيل قبل جان مايتقرب من مرته الا ورة مايخلص الاربعين ...
فظل يوميه لو بين يوم ويوم يسالها شكد بقالج!

ومن فرحته كاطع من ولدت مرته شال و انطاها نص دينار هدية
بذاك الوكت يعني خمسمية فلس ...وهاي جانت كلش جبيرة ومعتبره
ظلت امه تلومه عليها لانه نادرا مااحد ينطي هيجي لزوجته
و
الناس بعدها تشتري الاكل بالفلوس يعني جيس صمون بفلسين ولو جان الطابع الغالب هو التقشف ...يعني الاكل كله شي بسيط اهم شي جان الخبز بالبيت والدهن والجاي والشكر الي عنده هذني يعني هذا مرتاح لانه قلة من الناس اللي جانت تاكل لحم حتى فشافيش المعلاك يم ابو المحل تنشف وتيبس ومحد يشتريها وهي كلها ماتجي بعشر فلوس هيجي يعني
وبين فترة و فترة جان حتى الجاي والشكر هم ينكطع من السوك ....
وكاطع كلما يلم جلم فلس يروح يشتري بيهم خزين ويضمه خوفا انه ينفقد وهو مايكدر بلياهم ...
وتوه طلع الاربعين وفرح كاطع انه كام يرجع ينام يم مرتهة بنفس الكبة
وهي هم جانت حيل ادلل ه واداريه وهي من يومها
مايوكع الديرم من حلكها وكلما تسبح تحجر رجلها يعني جانت نظيفة ومعدله ...
وحتى يفرحها اكثر جابلها هدية جرغد
اللي تصير مثل الفوطة يسمونها النسوان كلبدون ...يعني محيوكة بخيوط من حرير مو من خيوط عادية وهي بالنص دينار وياها نص لاخ من فلوس الفضل دزت سهيله تشتريلها بيه جلاب ابو الليلو ذهب ...
تتباهى بيه كدام نسوان المحلة وصدك عمتها ظلت تاكل وتمز بشفايفها من عرفت بابنها هيجي مدلل مرته
بس يافرحة ماتمت ...
بذيج الايام كثرت مشاكل جاسم اخوها الجبير بمنطقتهم وصار من اهل الشقاوات وعطال بطال عايش على الخاوات هو وجماعته ...
فكام اخوه الوسطاني الاصغر منه ياخذ عربانته ويفتر بيها
بس مكام مثل جاسم يبقى بالمحلة لانه رزقها صار قليل
لا خطية ظل يفرفر بيها الا ان يخلص مسواكه ليش مو بذيج الساعة جانت مغربية توة راجع يجر عربانته وصفرطاسه وياه ويشوف جماعة ملتمين بالكهوة يم بيت اهله وعرك بالقامات ومسدسات ويصيحون عليه لك الحك راضي
جاسم اخوك ضاربيه سجينه
يكوم المسكين يشمر عربانته ويركض على اخوه وتجيه طلقة تايه توكعه بمكانه ويموت
لابيها ولاعليها ...
ومن الناس كامت تصيح وتعيط انهزموا الولد العراكة ومابقى غير جاسم مدد بالكاع مطعون بخاصرته بسجينه ويصيح ويعيط على اخوه ...
وولد ثاني هم وياه هم مضروب بسجينه بنص بطنه فاقد الوعي...
جتي الشرطة والتمت الناس وولد المحلة راسا شالو جاسم وصاحبه للمستشفى وراح وياهم شرطي
والناس بقت مذهولة من اللي صار بدقايق...
ووبقى راضي الشاب الصغير المغدور متمدد على الكاع وغركان بدمه وعيونه مفتوحة بكل وسعها للسما ...
وماكو دقايق جتي ام فخرية تركض على ولدها ومن شافت ابنها الوسطاني نايم بدمه جابت شكو طين وتراب داير مدايره حطته على راسها وتصيح وتعيط وتلطم
وتشك زيجها بلا وعي اتربعت ولمت النسوان عليها فكامن سترنهن بعبايتها نسوان المنطقة الواكفات يعانين ويلطمن وياها ...
وسكتت كل الاصوات وماتسمع غير صوت ام فخرية تندعي وتبجي ...
صراخها شك گلوب الناس وبجى الرياجيل قبل النسوان وهي تصيح عليهم ليش كتلتوه مو جان بحاله ...
جان رجالي ... هذا اليتيم ليش كتلتوه ...
منو بقالي ذاك ابوه نام جوة التراب وهذا ممد بالكاع وذاك اخذوه لو يعيش لو يموت
ليش ياربي شسويتلك اني
وركضت سهيله الي تصير جارتهم وصاحبة فخرية وامها
ماخذه بدرية اختهم الصغيرة تعت بيها من ثوبها والصغيرة تركض وراها حافية تريد بس تول لاختها وهي تشهك والدموع تجري على خدها
وجها مخروع وشعرها منتول ماتعرف شلون حتمر من هالبمصيبة الي وكعت على راسهم
وراحن يركضن على فخرية يبلغنها الخبر
لعد شلون !
اختهم الجبيرة ولازم تعرف منهم قبل الغريب
وبالطريق كامت تصيح سهيله ...
سودة بوجهنا فخرية
لج فخرية كومي شكي ثوبج والطمي ...
راح راضي من ايدينا ...
من سمع كاطع هذا الحجي لبس كلاشه وركض على ع الباب
كلها شبيج مثل المخبلة تصيحين
تربعت بالباب وكامت تصيح وتلطم الحكونا اكتلوا الولد ومالهم والي
وبدرية تعاين عليهم وتبجي
عاد هوهم راح بوجهه ركض للكهوة يشوف شنو الخبر ...
فخرية المسكينة من خرعتها جمد الدم بيها
فتحت الباب شافت سهيله املخه خدودها وبدرية منتفة شعرها على اخوتها عافت البنية بالكاع ولبست نعالتها ومن خبصتها لبستهم تك وتك وجرت عبايتها وتلطم بالشارع اول والبنات سهيلة وبدرية يركضن وراها
ادور بالوجة الي تتكالها بلكت خبر لو علوم جديدة عن اهلها
اول تالي راضي يكتلوه ..!!
مجانت مصدكة الخبر
هذا الولد الفقيرون ليش يكتلوه وهو توه شب وبحاله افقر واحد من اخوته
وصلت لراس الشارع الي تصير كباله الساحة ووراها الكهوة ومن بعيد لمحت امها والشرطة يجروها ويخورونها عن ابنها وهي تدفعهم ماتقبل ...انوبه وصارت معارك بينها وبين الشرطة ...
ركضت على امها مامصدكة الخبر من شافت اخوها سايح بدمه والنسوان يدفعوها يمنه ويسرى ماتحس على روحها
حست ساعتها جمد الوكت
وتوقف الزمن
هذه مو حقيقة لا هذا كابوس
شنو وليش هذا الولد كاتلينه
ياربي ظلت تفكر ممصدكة مصارله ها اها قبل جم يوم مر عليها جايبلها جيس لبلبي حار ومن مستحاته كف بالباب ومن بعيد سلم عليها وراح
وماحست الا النسوان يدفعوها على امها حتى تفك ياخة من الشرطي
ادخلت فخرية ودموعها تكت وجهها احمر وانكتم صوتها تريد تحجي ماتكدر بس جرت امها وحضنتها
عاد شوية هدات بس ماكدرت تتذكر امها شحجت
وشكالت وشعيطت
جانت تحس بونه باذنها مثل الي انضرب ضربة قوية على راسه مايسمع ولايحس باي شي حوله
المهم كاطع راح وياهم ...ورجعن النسوان ويه ام فخرية كوة يجرونها للبيت تسحل برجليها سحل ...
---هالمسكين تربى مظلوم ويتيم وراح مظلوم ...
وشكد شباب مثله راحوا بلا اثم ولا خطيئة ...
اتكفل رجل فخرية بكل مصاريف الفاتحة والدفنة لانه جاسم بقى بالمستشفى والشرطة هم كلبجته وهو هناك بتهمة محاولة القتل للشاب الثاني الي اتضرج بدمه ووراها حكموا عليه وسجنوا تسع شهور..
من يومها ام فخرية صارت جماد متحرك خشبة متحركة واعصاب محروكة ...
الولد الصغير اللي بقالها جان اصغر من بدرية عمره تسع سنين اسمه علاء...بعده يروح للمدرسة
فشتسوي هاي الاماية المسكينة
كامت اخذت بتها ويشتغلون وي ام غايب يبيعن الليف والفجج
هنه اللي يفترن بيها بمحلات الشورجة والصدرية وابو دودو والكفاح وهم يادوبك يطلعن جم فلس يعيشنهن بالكوة
وطبعا صاحبتنا كامت تشتغل الليل كله تغزل وتحوك الليف مرتين اكثر من قبل حتى بس تطلع جم فلس تدزه بيد سهيله لامها
وسهيله هم مقصرت وياهن ...
لكن هذه المرة المسكينة مجانت محبوبة من كل الناس وخصوصا الرياجيل يضوجون منها لانه هواية تفتر وماتلفي بالبيت تتخشخش بالبيوت وتعرف الكل وماكو صغيرة وجبيرة ماتمر عليها
هي هم شتسوي تركض منا ومناك حتى تحصل لكمتها ...
مثلا تروح على ام كاطع جابت كونية باكله تعرفون وكت نزولها جان بنهاية الثالث فجانت تجي تفلس وياهن ومن يخلصون ينطوها جدرية مال طبخة طبختين تمشي حالها بيهن
لو شوف يامرة بيهن من محتاجة تروح وياها للدكتورة لو مشوار منا مناك هي تركض وياها ومن يرجعون ينطوهنا جم فلس وهكذا عايشة اضافة الى شغلها الاصلي بالفندق الي تشتغلها من المغربية لنص الليل ومرات هم يقشمروها بالحساب وماينطوها كلهن...
سهيلة جانت مرة شكرة شويه بيضة وشعرها فاتح وعيونها عسلية وضعيفة حيل عودة مثل مايكولون ومن يتعاركن وياها يصيحولها سهيلة المسلوله كثر ماناشفة وصفرة ...
بس بناتها الصغار يخبلن وحدتهن جنها انكليزيه هيجي يشبوهن تخاف عليهن من الهوا الطاير وعلى طول يم بيبيتهن امها
تعتني بيهن ليل ونهار الجبيرة جانت صف اول ابتدائي جوري والصغيرة خمس سنين نرجس
توها من جت للدنيا وابوها اتمرض ومات بالكنكري ...
وقبل ماتطلع سهيله بذاك اليوم من جتي تفلس الباكلة ويه فخرية وام كاطع
ركضت جابت الليف وخلتهن بجيس جنفاص وحشت بيناتهن جرغدها الكلبدون والجلاب ...طبعا هذني كلش غاليات ووين ماوين اللي عود عدها تكدر تشتري منهن ...
ووصتها تنطيها لامها تبيعهن وتمشي حالها هالجم يوم لانه ماعدها اي فلس تساعدها بيهن وهاي اول وجبه ليف تحوكها ...
وهم ربحها كله لامها بس تشتريلها براس المال نفس الكمية مال ليفة حتى ترجع تحوكهن
ووصتها مايطلع من حلكها نفس لعمتها ...
ومرت شي شهرين على هالحال وصاحبتنا جان حيلها مهدود منا ترضع ومنا تشتغل شغل البيت ورجلها وبتها صغيرة وفوك هذا كله تسهر للفجر تحوك بهالليف كامت عمتها تضوج منها وتتتملل لانه تتاخر بالنوم ساعة ساعتين تنام ورة مارجلها يطلع وكامت تعايرها بامها انه النهار كله ماخذه البنية الصغيرة اختها يعني
وتفتر بالمحلات ومنها حجاية ومن فخرية حجايتين تكب عركة ومشاكل تنتهي بفخرية مكتولة بكبتها ترضع بتها حليب قهر
من الاهمال كامت بتها تتمرض وبدت تحير بيها مستشفيات ودكاترة
بذاك الوكت جانت المستشفى بحي السباع جديدة وكلهم هنود حتى السسترات هنديات وكوة واحد يفهم عليه ...وكلشي يصير بالصغيرة ينطوها دوة ازرقون ...
الى ان في يوم تحولت وحدة من العركات الصغيرة الى نار بالبيت
هذا الحجي ورة شي اربع شهور من موتة اخوها راضي ...
بذاك اليوم صار عدهم طهوروحدة صاحبة عمتها ام كاطع
صاحت وكلتلها امشي خلي نروح نذب فضل لام عادل جيرانهم
ابنها خلف ولد ومطهرينه...
فخرية اتعذرت وكالت مابيه اروح جانت لابسه دشداشة كريشه سودة ولافه راسها بوصله سودة بنص كصتها كثر مجان راسها يوجعها ...وظلت تلح عليها تروح وياها اخر شي بعد ملت منها صاحت بناتها نورية وزهورة يجن وياها لانه نورية انخطبت وتاجل عرسها ليما تطلع السنة مال راضي الله يرحمه اخو صاحبتنا
بذاك الوكت اي نفر يموت بالدربونه
الجوارين كلها توكف افراحها واعراسها لخاطر جيرانهن ...
والحظ هنا
ليش ماتريد نورية منها الفوطة الكلبدون لامها والجلاب هماتين دتلبسهم كدام صويحباتها !

هنا اصفرت فخرية وظلت تمتمت متحججة انه ضاعن بالهوسة مال الغرفة وماتعرف وين ضامتهن ..
بس هاي ظلت تلح وذيج تتهرب الى ان كومن البنات كلبن غرفة فخرية يدورن على الجرغد وماكو
لما تبين انه طالع من البيت يعني مبيوع كبت العركة من جد وجديد ...بس هالمرة العركة غير
وظلن يعايرنها بامها واختها يفترن على المحلات والرياجيل بالسوك يتحارشون بيهن
وهي تدعي عليهن اتكللهن بعدها السنة مال ابنها ماطالعة ومذابة الحزن وانتن تتهما بشرفها وانوب يردن يعايرنها باخوها بالسجن وصارت العركة امالخ بيناتهن كومي فخرية صبي على روحج نفط وهدديهن اذا مجازن منها الا تحرك روحها

نساء مخمليات للكاتبة ليان عيسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن