*

خرجت من السيارة وظلت تتأمل القصر الكبير ببرود ، تقدمت دون ان تكترث بالشخص الواقف بجوارها !!
مشت بهدوء وهي تدقق في كل تفصيل ، فكرت بأن الشخص الذي صممه موهوب حقاً !!
قال جاسر : هل أعجبگ المكان ؟
ردت ببرود : هل من المفترض أن يعجبني ؟
قال جاسر بخبث : سيكون منزلگ لذا يجب أن يعجبگ !!
قالت جازية بسخرية : أنا متأكدة من ان كلمة منزل لن تدوم طويلاً وستتأكد انت بنفسك ان تحوله لسجن !!
لم يجب جاسر وأكتفى بالصمت !!
عند إقترابها من القصر رأت الخدم يحيطون المكان ، بينما هي تقترب من الباب شعرت بخوف كبير ، خوف من المجهول ومايختبئ خلف هذا الباب ، هي كـ شكل زوجة بينما في الحقيقة هي ليست سوى لعبة في يدي زوجها لكن هذا لن يدوم طويلاً !!.
حركت مقبض الباب ودخلت لتجد صالة كبيرة بيضاء و أثاث مُرتب بأناقة ، أرائك بيضاء مُطرزة بالذهبي وخداديات تتفاوت الوانها بين الذهبي والتركواز مُرتبة بعناية !!
بينما جازية تقترب لاحظت خمس نساء وطفلة يجلسن ويشربن الشاي ولا يبدو انهن يجهلن زواجها بل بدين مُنتظرات !!
إثنتان كبيرتان ، ثلاث شابات وطفلة لم تتجاوز العاشرة !!
أخذت جازية نفساً عميقاً وتقدمت بخطوات واثقة وإن كانت ترجف في أعماقها !!
رأت عشرة أعين تقيمها بحقد وكره ، فكرت جازية بسخرية ان الحقد متوارث في هذه العائلة ، وقفت إحدى الكبيرتين وقالت : كيف تجرؤ على الزواج بهذه الحقيرة ، هل نسيت مافعله والدها ؟
تسائلت جازية عن مافعله والدها ليكسب اعداء كـ هؤلاء !!
رد جاسر : لا لم أنسى عمتي !!
تأملت جازية عمة جاسر ، لو النظرات تقتل لـ كانت جازية في عداد الموتى الآن !!
قالت المرأة الاخرى : فـ لتشرح ياجاسر !!
المرأة التي تحدثت كانت أكثر هدوءً وإنضباط ، لابد انها والدته !!
قال جاسر : ليس هُناك ما اشرحه ، أعجبتني وتزوجتها !!
لم تستطع جازية منع إبتسامتها ، إلتفت الجميع لينظر لجازية بعيون مزدرئة ، لم تأبه جازية لنظراتهم بل بقيت كما هي بهدوئها !!
تحدثت إحدى الشابات : لا داعي لهذا الغضب ياعمتي !!
بدت المرأة المُتحدثة واثقة بنفسها ونظراتها المُتملكة تُثير إستغراب جازية ، هل يعقل أنها زوجته ؟ بدت جميلة بعينيها الكبيرتان وأنفها الصغير وشفتيها الناعمة ، لم تبدو كـ إمرأة غيور بل بدت كـ جاسر !!
فكرت جازية بأن رغبة جاسر بالانتقام كبيرة ليتزوج على زوجته ويجعلها تُشاركه إنتقامه !!
إتسعت عينا جازية وهي ترى عمة جاسر تتقدم وفي يديها قدر ماء ، رفعت العمة القدر ورمته على جازية ، تناثر الماء على جازية وتبلل جسدها كُله !!
رأت نظرات المتعة في عيني جاسر وزوجته ، هي لن تسمح بأن تكون محط سخرية لأحد ، أبداً !!
قالت العمة : هذا الماء القذر لايساوي شيء أمام قذارتگ !!
تمالكت جازية اعصابها ورسمت إبتسامة جميلة وقالت : إن كان هذا يخفف من حُزنگ فـ لا بأس مُستعدة أن أتحمله !!
شخرت العمة بغضب وقالت : أنتي حية كـ والدگ !!
ردت جازية بسخرية : وانتي الآن تتحدثين عن رجل ميت بالسوء دون جدوى وتقعين في ذنب عظيم !!
ردت العمة بحقد : ومافعله والدگ اليس ذنباً ؟
صمتت جازية ، توقع كُل من في المكان ان لا ترد لكنها فاجئة الجميع وتحدثت بهدوء وتعالي : في الحقيقة لا أعلم ماهو خطأ والدي ولا أستطيع الدفاع عنه وحتى لو فعلت هذا لن يغير الماضي لذا لن أضيع وقتي في الحديث بأمور تافهه !!
تعمدت جازية أن تبدو متعالية وهي تتحدث لكي ترد الصاع صاعين وليعلمو انهم مهما سكبوا من ماء قذر عليها فـ هي مُحتفظة بكبريائها !!
ألقت جازية نظرة جانبية على إحدى الخادمات وقالت : دُليني على غرفتي !
للحظات ظنت جازية ان الخادمة لن تتحرك إلا أنها توجهت لباب كبير في اليمين !

إنتقام رجل و كبرياء أُنثى / بقلمي؛كاملةWhere stories live. Discover now