المرأة في تاريخ العراق القديم_2_

233 13 3
                                    


نساء على خارطة العراق التاريخية  

1) الكاهنة العظمى "انخيدو أنا " ابنة سرجون سيد بلاد اكد وسومر والجهات الاربعة

هي أول أميرة تشغل مركز الكاهنة العظمي (لأنو) وللإله (سن) وهو اله القمر، وهي بذلك قد حازت على مجموعة من السلطات الدينية في مدينة الوركاء، ولعل امتداد السلطة في العائلة تعبر عن شكل من أشكال تمظهر النظم السياسية فيما سبق، والتي كانت تحكم باسم الآلهة في تلك الفترات التاريخية الغابرة، كما إن (سن) ذاته عند العرب الجاهليين هو(ود) إله الحب في بعض ما يرمز إليه، ولازالت الكلمة تحمل مدلولاتها التاريخية بالتعبير عن مشاعر الحب، وقد سادت عبادة آلهة القمر في أور.

كما أن أهميتها لم تنبع فقط من اعتبارها الكاهنة العظمي، وإنما لكونها قد سنت أن يبقى بعدها منصب الكاهنة العظمي مقتصرا على الأميرات من بنات وأخوات الملوك أيضا، وشغلت (انخيدو أنا) إضافة إلى منصبها منصبا آخر هو الكاهنة العظمي أيضا لمعبد الإله (آنو) إله السماء في الوركاء .ولم تشتهر الأميرة بكونها الكاهنة العظمى فقط أو لسنها ما أشرنا إليه، بل بكونها قد برزت في مجال الأدب، وهي شاعرة تنظم القصائد في مدح الآلهة، وقد وصلتنا أحد قصائدها الشعرية المسماة (سيدة النواميس الإلهية)، والتي نظمتها في مدح الآلهة (أنانا)(عشتار)، والمعروف ان الأكديين حين تسلموا السلطة في وادي الرافدين قد رفعوا من شأن الآلهة أنانا السومرية، وينسب البعض الأكديين أنفسهم إلى القبائل العربية القديمة التي عبدت الآلهة (عشتار)، والتي كان يرمز لها بنجمة الصبح، أو الزهرة، وهي ذاتها (العزى) عند العرب الجاهليين، كما تشكل الزهرة في شروقها الصباحي (نجمة الصبح) تعبيرا عن آلهة الجمال، بينما إذا اشرقت بعد المغيب فهي تعبير عن آلهة الحرب، ولربما كثرت في الأشعار العربية ذكر النجوم لذلك الارتباط بالمقدس الجاهلي.

و تتميز القصيدة التي وجدت على ألواح الطين أنها من تلك القصائد النادرة التي كتبت عليها اسم مؤلفتها ولقبها، ومن المعروف أيضا انه في المعتقدات الاكدية تكون أنانا هي زوجة الإله (آنو) رئيس الآلهة السومرية، وهو الذي جعلها حاكمة لجميع النواميس الإلهية، وبذلك كانت هي ذاتها مقررة للمصائر، ويبدو أن هناك تشابها بين هذه الأسطورة والأساطير اليونانية التي تتكلم عن ربات المصائر .و سنحاول فيما يلي أن نعيد صياغة بعض شطرات القصيدة التي احتوت على 153 شطرة شعرية، والتي وجدت مكتوبة بالخط المسماري

سيدة النواميس

يا سيدة النواميس والنور الساطع

واهبة الحياة الجليلة في لكون

كاهنة الإله (آنو)، وزوجته

أيتها المرأة العظيمة، الفاتنة بحليها

المفتونة بالتاج واهب الحياة

حارسة للنواميس السبعة بيديك القادرة

المرأة عبر التاريخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن