Part 5

29.6K 664 8
                                    

تلك اللحظات التي نسرقها من الزمن نسترجع فيها مضينا ربما نحزن على كل ما فاتنا ربما نندم و ندرك أخطاء جسيمه فعلنها في حق أنفسنا أوفي حق غيرنا ولكن كل لحظه نمر بها تحسب علينا و إلينا ولهذا يجب التفكير في كل ما هو أتي حتى لا يبقى الندم هي الحليف الدائم .

اتجهوا معا إلي بوابه الخروج ولكن قبل أن يخرجوا منها اصطدمت ندى بشخص ما فوقت ونظرت له ونظرت له قالت
ندى : أسف جدا
الفتاة : مفيش حاجه أنا اللي مكنتش وخده بالى
ابتسمت ندي للفتاه ابتسامه بريئة ثم وهزت رأسها بتقبل بينما هتفت نادين بسرعة
نادين : معلش حصل خير يله يا ندي
لاحظت الفتاه تلك الواقفة بجانب ندي فاتسعت عينها من صدمتها وحين سارت نادين وندي عددت خطوات سمعت الفتاه ذاتها تهتف بصوت مرتفع
الفتاه : قمر ...................
وقفت نادين على الفور وما زالت تعطى ظهرها للفتاه فاتسعت حدقة عينيها من هو الصدمة وجف حلقها لا تعرف ماذا تفعل أيعقل ان تكون هذه الفتاه تعرف قمر ولكنها تداركت الأمر بسرعة علمت أنها أخطأت حين توقفت وارتبكت بهذا الشكل ففكرة بسرعة فى طريقه لعلها تتخلص من هذا الموقف فقامت بحركة سريعة وأوقعت حقيبة يدها فتناثرت متعلقاتها ، انتبهت ندي للحقيبة وجست نادين على ركبتيها لتجمع أغراضها ولكن تفاجأت بالفتاة تساعدها في جمعهم متعلقاتها فنظرت لها يرتباك ، كانت الفتاه تراقب قسمات وجهها المتوتر بعد أن اعتدلت في وقفتها فمدت الفتاه يدها و هى تبتسم لها بعذوبة مصطنعه وهتف

الفتاه : أنا رقيه وأنت ٍ
أعطت لها يدها وسلمت عليها ولكنها ما زالت متوترة وبشده بعد هتاف هذه الفتاه لاسم قمر 'إذن هي تعرفها فمن هذه الفتاه وما سبب معرفتها لقمر و اى صدفه أوقعتها فى هذا المكان لكي تصطدم بها من دون كل هولاء الفتيات ولكن نبها عقله إلي ندى والفتاه الذين يقفون يتابعون ردت فعلها الغريبة فأسرعت بمد يدها لفتاه وهى تقول

نادين : أنا نادين
ندى : و أنا ندي
نظرت رقيه إلي نادين جيدا ثم قالت لها بطريقه غامضة
رقيه : هو أحنا متقبلناش قبل كده
كان التوتر هو حليف هذا الموقف أصبحت هي في أشد حالة توترها ضعفها فقالت متلعثمة
نادين : لا لا متقبلناش
نظرت لها ندى باستغراب من هذا الارتباك الملحوظ ثم نظرت إلي رقيه و ابتسمت وقالت

ندي : لا مفتكرش ، بس بجد فرصه سعيدة
رقيه : وهي تنظر إلي نادين ، أنا اللي ليا الشرف
كنت في اشد حالات اضطرابها فنظرت إلي ندى بسرعة ثم قالت
نادين : يله يا ندى عشان تأخرنا ، تشرفنا بمعرفتك يا رقيه
أخذت يد ندى أكملت طريقها بسرعة تاركه رقيه تتخبط بأفكارها بين حقيقة مره وخيال ربما قد تجسد أمامها

المستقبل بالنسبة لله حدث في علمه وانتهى، وكل ما يأتي في الغد القريب والبعيد بالنسبة لله تحصيل حاصل، ولهذا نجد الله يصف أحداث يوم القيامة بالفعل الماضي مع أنها مستقبل. كما في قوله تعالى: ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا )

فلا يوجد حاضر ولا مستقبل بدن ماضي و أنتٍ يا نادين مهما كان الشبه بينك وبين قمر لا تستطيع ٍ أن تعلم ما عاشته ومع من فسبق الماضي وحده فقط مهما قومت بقص الحكايات وتأليف الروايات يبقي الماضي متعلق بكل وحده منكم علي حدي حتي لو كان المستقبل مشترك فسبقي الماضي هو الفاصل بينكم

وضع الهاتف أمامه على المكتب الفخم بعد أن طمئن هذه الفتاه على نجاح العملية ، ثم قام من على كرسيه واتجها إلي نافذة غرفته المطل على البحر الهائج السائر علي تلك الجريحة التي يدعوا لها الجميع أن تنجي مما أصابها، فنظر إلي نقطه بعيده وأخذ يسترجع ذكرياته مع هذه الفتاه التي كان يحدثها قبل قليل نادين ، نعم انه اللواء سعيد هذا الرجل الذي يعرف بالذكاء والدهاء فمنذ أكثر من ستة أشهر كانت الأوضاع صعبه على الجميع كان سعيد دائما يرى قمر كابنته فقد كان على صله وطيدة بعائلتها أى عائله الأسيوطي وخاصة اللواء محمد عمها الذي كان دائما يؤمنه عليها ، كما كان يحب العمل مع هذه الفتاه التي دائما وابداً تكون مكسبا لمن يعمل معها لكنه قلق كثير عندما علم أنا الخطر يداهم حياتها فأخذ يفكر في حل لكي يحمها من هذا الشيطان الذى يتربص لها ، ولكن لم يساعده الحظ فلقد علم ناجي وقتها بشأن العميل السري الذي قام بزراعته في هذه الفيلا ليأتي إليه بكل ما هو جديد حول هذا الرجل فبعد أن كان يقيده ويراقبه أصبح الآن طليق وها هو يهدد ويخطه في قتل فتاه قد أنها حياة اهلها وها هو يعاود ليقتلها من جديد ، فكان عليه أن يفكر في حل سريعا وكان تفكيره كله منصب نحو ندي ابنة ناجي البلتاجي بعد معرفته مدي كرهها له ولكن ندي بعد التحقيقات التى أكدت عدم قدرتها على العمل معهم فكانت فتاه هادئة إلي حد كبير لا تقدر على هذا العمل لكن ما باليد حيله فيجب أن يعرف ما ينويه هذا الرجل بأى طريقه وهى أبنته من المستحيل أن يؤذيها ولكنه في الوقت المناسب قبل ان يقوم بتجنيد ندى علم من أحد العاملين عند ناجي أنه يبحث عن ابنة أخيه فأخذ سعيد يبحث عنها هو الآخر لعله يجد فيها ما يبحث عنه وبعد البحث لعددت أيام وجدها ولكن الصدمة أنه أكتشف مدي الشبه بينها وبين قمر ووصله القرابة بينهم ولكن هذا الشبه جعله يفكر فى الكثير والكثير من الخطط فربما هكذا يقدر أن يحمي قمر ويدخل إلي بيت ناجى ولكن الآن عليه فقط ان يتكلم مع الفتاه ويقنعها فسافر إلي الإسكندرية حيث ان نادين كانت تسكن هناك بعد أن رجعت هي والعائلة التي تكفلت بها بعد موت أمها و فذهب إليها فى منزلها وطلب لقائها واخذ يقنعها كانت الفتاه تعرف قصة موت أبوها وبعض أفعال عمها فسهل هذا الأمر من مهمته كثيرا فوافقه عل الفور ولكن بقى أمر واحد هو الأخطر التي تداهم حيات قمر و تحديد الخطة الأنسب لهذا الوضع الذي يقدر من خلالها أن يحمى قمر و نادين ويقدر ان يدخل إلي جحر الأفاعي من دون أن يتأذى أحد منهم فأخذ يفكر ويفكر حتي توصل إلي ........

.....................................................

مازال يقف ينظر لهم وينظرون لهم كان الجو مشحون بشحنات غضب وحقد دفين ربما لو تركوا له المجال لأشعل النيران فى هذا القصر اللعين ولكن يا حسرته عليه فنيران قلبه المشتعلة اقوي من نيران العالم بأكمله انتهت العناصر من المداهمة والتفتيش ووقف واحدا منهم يقول له
العنصر : وهو يحيه التحية لعسكريه ، تمام يا فندم ملقناش حاجه
آسر : وهو يبتسم بسخرية ، اجمع العناصر
العنصر : تمام يا فندم

ثم نظر آسر إلي الاثنين لواقفين أمامه ينظرون له بسخرية وتشفي قال بقوته المعهودة
آسر : تصور كنت هستغرب أوي لو لقينا حاجه
ناجي : بثقة ، حاجه إيه بس أحنا نضاف والحمد لله
آسر : بضحكه عاليه ، أه نضيف جدا دا تصدق من كتر نضفتك مش عارف أقف معك فى مكان بس معلش ملحوقه أكيد مسيرك هتقع فى أيدي وسعتها مش هرحمك
شريف : بعصبيه ، شرفت يا ابن الأسيوطي ومره تانية البقاء لله في المدام كانت غاليه علينا كلنا
وكأنك يا ابن البلتاجي ضربت على وتر حساس مكان فى صميم القلب ولكنك فى نفسك من المؤكد قد أحسست بشعر ممتاز فأنت تتفنن في جراح الناس ولكنك وقعت تحت مخالب أسد مجروح
أسرع آسر بحمل سلاحه ووضعه أمام رأس شريف فنظر إليه الجميع بصدمه وأسرع إليه فارس وزياد الذين كانوا يقفون خلفه كانوا يستمعون إلي هذا الحديث الذي هز روحهم و أثار غضبهم وهم ليس على صله وطيدة بالموضوع فكيف حاله هو بينما أسرع ناجي هو الأخر ليقف بجانب ابنه فأخذ فارس يقول
فارس: آسر أهدي عشان خاطري
كان ينظر إلي شريف فقد تغير لون عينيه وأصبح لونها بلون الدم من شد غضبه
أم الأخر فكان يبتلع ريقه بخوف جالي على تقاسيم وجهه
زياد : اهدي يا آسر و يله بينا
كان ينظر له وكأنه فى عالم آخر لا يسمع أحد ممن حوله ولكنه فى لحظه رفع مسدسه إلي أعلي وأخذ يصوب به فى الهوا ليخرج ما بداخله من غضب ثم نظر إلي ناجى قال
آسر : عود أبنك لما يقول كلمه يبقى زى الرجالة ويتحمل نتيجتها مش يبقى شكل الحريم يقولها ويبقى هيموت من الخوف ثم نظر ليه وضحك ضحكه ساخرة وذهب ومن خلفه زياد وفارس
..............................................................
كان يقف ينظر لها وهي تستند على الحائط المقابل لهذه الغرفة التي استكنت الحركة بها ، كان ينظر لها لعله يستشف ما بداخلها وما يدور فى رأس هذه الفتاه التي دائما تسير فضوله الذكرى منذ ان عرفها فأبتسم بعذوبة استسلم إلي تلك الذكرى (( لقد تم تكليفه بالحدي العمليات في محافظه أسيوط وسوف يقوم احد الضباط هناك بمساعدته فذهب فى حماس مشهود ولكن ما صدمه حين وصل هناك ورائه انه سيعمل مع فتاه أنثي فكيف هذا هو الأول على دفعته لأربع سنوات على التوالي كيف له أن يتنازل ويقوم بالعمل مع أنثي ليس لها حولا ولا قوي فكيف سيعمل معها و يكون مسئول عن النجاح في هذه العملية كما انه سيحمي هذه الفتاه الذي رمها القدر لتكن على عاتقه ...........

( نعم يا ساده ، هكذا هو تفكير الرجل في الأنثى إنها دائما حملا ثقيلا على عاتقه ، ستكون دائما وابدأ هكذا منذ ان خلقنا الله وهم يفكرون هكذا ويضعونا في مكانة الصفر ولكنه على شمال العدد أيلا قيمه له ولا له حولا ولا قوه ، أي تفكير هذا يا سيدي انظر لنفسك من تكون أوليس من ولدتك من رحمها هي أنثي ! لماذا تنظر لها على أنها عائق لما لا تنظر لها على أنها سبب ، سبب في نجاحك سبب في وجودك الأنثى هي أمك الأنثى هي أختك الأنثى هي امرأتك فلما تنظر له سبب لإعاقتك ولما لا تنظر لها على أنها سبب .. سبب في نجاحك بل هي والله السبب في كل نجاحك )
كان تفكيره هكذا في بدء العمل في هذه العملية ولكنه تفاجئ بها وبقدرتها وربما هي كانت السبب الحقيقي في نجاحها من بعدها رجع هو إلي القاهرة لكنه ظل يقدر هذه الفتاه يذكرها بالخير دائما على الرغم من تعاملها الجاف معه ولكن أحب أسلوبها وأحترم أخلاصها وتفانيها فى عملها ، لقد مر على هذه العملية ما يقرب من ثلاث سنوات ، فقد كان نسى هذه الفتاه إلي أن جاء إليه اللواء سعيد في أحد الأيام وأخبره عن هذه العملية الصعبة وأخبره أنه يجب أن قوم بتدريب أحد الفتيات التي ستقوم باختراق احد أختر شبكات مافيا السلاح وكانت مهمتي تدريبها علي فنون القتال و اختراق الشبكات والتجسس كل شيء لا أعلم لماذا في هذا الوقت تذكرت "قمر الأسيوطي " فأن من بعد العمل معها احترمت النساء وقدرت فربما تكون هذه الفتاه مثلها ، فوافقت على الفور ولكن حدث ما لم أتوقعه وهو أن هذه الفتاه هي الشبيه ً المطابقة لقمر الأسيوطي فتعجبت كثي فكانت هذه الفتاه ما هي إلا " نادين عامر البلتاجي "

وصلت نادين وندي إل القصر فوجدوا أن الباب الرئيسي مفتوح على مسرعيه وبعض سيارات الشرطة تخرج من الفيلا فتوقفت السائق ليفسح إلي سيارة الشرطة بالخروج ولكن ..................................


(في جحر الافاعي ) (ما بين الحب والانتقام)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن