١٥/ منزلكِ هو المقبرة

40 3 2
                                    

- الصورة : أميليا -

" لا يُعقل "

همسَت بصوتٍ خائِر منهك مُتناسية وجود هاري أمامها والذي لم يفهم ما خطبُها ،

" اميليا اخبريني مالّذي يحدثُ معك ؟ "

تحدث هاري بنبرةٍ قلِقة بينما يهزّها من كتفيّها لتستفيق وتنظر له بفزعٍ ،

" اميليا ! "

نظر اليها بتساؤل لتبتلع ريقها بخوفٍ وتبتعد عنه لتغادر المنزِل تاركة هاري في كومة تساؤلاته ،

في طريقها الى منزلها رنّ هاتفها لتنتفِض لبُرهة ثم تتنهّد وهي تمسك هاتِفها لترد عليه ،

" مرحباً براد كيف الحال ؟ "

حاولت جعل نبرتِها هادئة بالرغم من تشحرجاتِ صوتِها الخائف ،

" مالّذي تقوله ؟ ، كيف حدث ذلك وانا لا اعلم ؟ ، سآ..."

كانت ستخبره انها اتية للاطمئنان على حاله لكنها تذكرت انه ماكثٌ في منزل زين ولن تستطيع مقابلته بسبب اللعنةِ ! ، شتمت في داخلها لتسترسل الحديث مرة اُخرى لكنه قاطعها هذه المرة ،

" لابأس زين ليس في المنزِل على أيّة حال ، "

انزلت حدقتيها الى الارض تُفكر كيف ستكون في منزله وهو غير موجود ؟ ، اذ ذهبت سيكون الامر صعب عليها لذا رفضت بطريقة لائقة وأكملت سيرها نحو منزلها ،

---------

عاد زين مُتأخراً ليجِد براد نائماً ، تنهّد براحة لانه حقاً لا يريد الاستماع الى سذاجته ، شقّ طريقه نحو غرفته التي إفتقد التواجد فيها بالايام الخوالي ، فقد كان أغلبية الوقت لا ينام من كثرة التفكير ، واذ حدث ونام ، ينام جالساً على الأريكة بدون قصد او في السيارة .

رمى جسده الرجولي على السرير بإستسلام ، اغمض عيناه يتذكر احداث اليوم المريرة ، كيف جاءته القوّة أن يترك يدها المُتشبثة بخاصته و الذهاب ؟ ، ربّما لانه لا يريدها أن تتأذى بسببه ،

كان يشتكي قبلاً ان الايام تمرّ بسرعة وهو لا يشعر بالساعات وكأنها ثواني ، وان وقته اصبح ضيّق ، والآن اصبح يضحك بسخرية على نفسه ، فقد اصبح يشعر بكل صغيرة في كل يوم ، وكل يوم وكأنه قرن ، سوى تلك الربع ساعة المتاحة له مع اميليا فإنها تمرّ كالبرق ،

تذّكر فجأة داك المشفى المحترق ، مشفى والده والذي اصبح ملكه الاَن ، تذكّر انه نسي أمره بالكامل ، زفر الهواء بغضبٍ على حاله ، وقرر ان يذهب غداً اليه
ويستأنف العمل .

------

مرّ اسبوع ولم تلتقي به ، لم تسمع عنه شيء ، كانت دائِماً تقترب من منزله لكنها تتراجع ولا تعلم لماذا ، تشعُر وكأنها تُعرّضه للخطر ان رأته ، وكانت تُقنع نفسها ان ابتعادها عنه سيكون لصالحه وسيعلم يوماً ما .

بينما هو كان قد استأنف عمله كمدير للمشفى الذي كان قد ترمم من الحريق ، لا اثر لأميليا ولا حتى المدعو باللعنة ، عادةً يفرح الناس عندما يجدون الهدوء من المشاكل لكنه يشعر بالعكس ، يخشى هدوء اللعنةِ ، ولا يفهم اين تختفي اميليا ايضاً ،

يشتاق لها بالطبع ، يوّد معرفة وضعِها ، كان دائما يُرسل براد والذي هو بحالٍ افضل الاَن ولكنها كانت تتهرّب بشكلٍ مثير للجدل ،

غيّم اللون الاسود على السماء الرمادية ليجعل منها سوداء تُعلن وصول الليل الطويل ، وصول وقت التفكير الذي لا نهاية له ، لأصحاب الهتلان السوداء تحت اعينهم ، مثلها تماماً ، امتنعت النوم مراراً ولكنها لم تقدر فقد كانت تنام قليلا ولكنها لم تَعُد ترى شيء لذا قررت اليوم ان تنام لان الصداع بدأ يُلازمها كالجحيم .

وليتها لم تفعل ، هي لا تُفكر مثل زين ، هي لم يُقلِقها غياب اللعنةِ لأسبوع بل كانت تظن ان ابتعادها عن زين هو ما جعل اللعنةِ يرحل ، يا لها من ساذجة في الحقيقة ،

" نلتُ منكِ "

تسلل ذاك الصوت المنبوذ الهامس لسمعِها ليجعلها تنتفِض مُستيقظة بفزع واضعةً كفيّها على وجهِها ، انفاسها غير منتظمة ، شهقاتها مُرتفعة ،

بقيت لبعض الوقت حتى استعادت انفاسها و تبعد كفيّها عن وجهِها وكانت الصدمة ،

" يا الاهي ! "

استقامت من مكانِها تدور حول نفسها بذعر لا متناهي ، هي تذكر انها نامت في غُرفتها والآن ! ، الاَن هي في مقبرة ! ،

" لا تفزعي يا جميلة هذا مكانكِ المناسب ! "

انتفضت مرة اُخرى لتأخذ خطواتها بِبطىء وهي ترتجِف لرؤيتها تلك القبور المتناثرة ، هي لا تخاف المقبرة ولكنها تخافها في مُنتصفِ الليل ! ،

اخفضت ناظرها الى القبر الذي امامها لتجد إسمها منحوتاً عليه ، انتفضت بفزع لتجري باحثةً عن محرج المقبرة وهي تصرخ بأعلى صوتِها ،

اقتربت من البوابة الحديدية الكبيرة المؤدية للخارج وما إن كادت تغادر حتى اُغلقت البوابة عليها لتصرخ مُجدداً خلفها ،

" رجاءاً ليساعدني احدكم ! "

أي شيء يعبر عن الحزن والخوف و الذعر من دموع وصراخ وفقدان اعصاب كان مُتجمعاً بها ، لماذا يحدث لها هذا بعدما طنّت انها تخلصتُ من اللعنةِ ؟ ،

" من هذا اليوم منزلكِ هو المقبرة عزيزتي ، لقد حجزتُ لكِ قبراً يحويكِ وسيكون قبر شريككِ بجانبكِ ايضاً "

-----
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتُه 💜

كيف الاحوال ؟

ومع هاد الفصل بيبقى خمس فصول وتنتهي الرِواية بإذن الله ✨❤️.
 
الفصل قصير بس لانه م حبيت أطوِّل اكثر نزلته 💙

••

" اللهم اني أسألك علماً نافعاً و رزقاً طيباً وعملاً مُتقبلاً" 💖.

| حـضرَة العِشــق |Where stories live. Discover now