١١/ الزِيارة الأخيِرة

42 5 2
                                    

.

هذه المرّة العاشِرة التي يقرأُ هو فيها تلك الملاحظة ، بدأت تترددُ في ذهنه وقد شعر انه على وشكِ فقدان صوابه ،

" سكين ! ، سكين ! ، سكين ! "

كان يهمسُ بداخله و يحاول ان يَتواصل مع اميليا بأي طريقةٍ كانت ، لا يعلم ما الذي فعله اللعنة بها ! ،

" ما بالكَ مع السكاكين سيد مالِك ! "

قاطع براد حبل تفكيره بينما يجلسُ برفقته على طاولة المطبخ ،

" لا امزح براد ، لقد هاجمها بواسطة سكين ، هذا ما كتبه ! "

صُدم براد لكلامه بينما يمد زين ورقة الملاحظة لبراد ليلتقطها بين يديه ،

" زين.."

نظر اليه زين ليجده عاقداً حاجبيه ينظر الى ورقة الملاحظة بإستغراب ،

" ماذا هناك ؟ "

سأله زين لكن براد قرّب الورقة لوجهه ينظر اليها بسذاجة ليتنّهد زين بتملل ،

" براد ماذا تفعل ؟ "

نظر براد اخيراً لصديقه ليقول بجدّية نادراً ما يتكلم بها ،

" زين أنت لن تنجح في مجال المزاح ابداً ! ، هذه مزحة سخيفة "

بدأ الغضب يتخلل عروق زين البارزة على عنقه بينما ينظر الى براد بتساؤل ،

" براد هل تراني امزح ؟ ، نبرتك جادة وكلامك فارغ ! "

ضرب المنضدة بيديه ليعطيه براد الورقة ،

" ليس بها شيء ، انظر جيّداً ! "

امسك زين بالورقة مُجدداً لكنه تفاجأ بها فارغة ! ،

" لا يعقل براد هذا مستحيل أتفهمني ؟ ، لقد قرأتها فوق العشر مرات ! ، قرأتها انا لستُ مجنون ارجوك ! "

-------

" لستُ مجنونة لوي ! ، صحيح ؟ ، انا احافظ على عقلي للان ! ، ارجوك اخبرني ! "

همست أميليا بصوتٍ شبه مسموع الى لوي الذي يجلس في مقعد الحديقة و بجانبه هاري الذي يتكىء على الكرسي المقابل ،

" اميليا توقفي عن هذا ، انتِ بخيّر ولم تفقدي عقلكِ ، بل هو الذي فعل ، هذا اللعنة هو المجنون لا انتِ ! ،"

وقفت أميليا امامه تصرخُ منفعلة وهو لا يلومها على حالتِها هذه بعد الذي عاشته اليوم ،

" لقد سئِمتُ من هذا الوضع ، علّي إيجاد شيء يفك هذه اللعنة عني ! ، انه يقتلني بِبطىء ، تماماً كما يفعل مع زين ! "

أنهت جملتها بضعف عند تذكّرها لزِين ، نظرت للسماء السوداء التي تزينها النجوم لتغمض عيناها بتعبٍ ،

" زين هذا لا اتقّبله الى الاَن ، بحقكِ كيف تثقين به ؟ ، هو غير طبيعي البتة ، حسناً اعلم انه ملعون مثلكِ ولكن ثمّة شيء غير اعتيادي به ! "

| حـضرَة العِشــق |Where stories live. Discover now