٦/ لا صَوت ولاَ صُورة

68 10 1
                                    


اغمضَت عيناها بينما تتنفس بأنفاسٍ غير مُنتظمة ، حوّلت عيناها بهدوء حول المكان تتفحص أي شيء يراقبُها ،

" قرأتِ إذاً ! "

صوتٌ خشِن داهم حبلَ أفكارِها وتشتَت عقلُها فالصوتُ غريبٌ عَلَيْهَا ، وضعت البيتزا بجانِبها بِبطىء بَينَما تنظُر بحذَر الى الرجُل الذي أمامها والذي إتّضح انه يستعيدُ انفاسه ويضعُ كفّاه على ركبتاه ،

" من تكون بحق السماء ؟ "

انفعلت في الحديث مَعَه وهي لا تُلام على هذا ، فهي قد سئِمت وجود ألغازٍ إقتَحمت حياتَها فجأة ،لازالت جالسةً دون حِراك ، فقط لا تشعرُأنها بخيّر بعد كل هذه المُفاجأت .

" همم إهدأي ، حسناً ساُخبركِ بشيء سيجعلكِ بالفعل تهدئين حسناً ؟ "

رمَت إليه نظراتٌ حادة بينما ترتدي ملامحها رداء الإستنكار ،

" هل تمزح معي ؟ ، غادِر في الحال هيا ! "

صرخت بصوتٍ منتهي وكأنما احدهم دعس على أحبالِها الصوتية ، أمسكت وجهها بقلة حيلة بينما هو يجلسُ يقربها حيثُ يفصلُهما صندوق القطط ، تكلم بحذر ،

" أيمي إطمئِني انا هنا لمُساعدتِك ! ، اُدعَـ.."

لم يُكمل كلامه لتلتفِت إليه تنظُر اليه بغموض لتتكلم بنبرةٍ هادئة جعلته يضحك بعفوية ،

" أيمي ؟ من تظّن نفسك يا هذا ؟ "

تحولّت نظراتُها الى اُخرى مُتعجّبة تدور حول سرّ ضحكه هذا !

" هو وحدَه من يناديكِ هكذا اعلم ، و أجل هو من أرسلنِي إليكِ ليطمئِن عن أحوالِك ، هو قَلِق وأرسلَ لكِ هذه ، "

قدّم إليها كاميرا مُصغرّة كما كفّ اليَد ، نظرت إليه بتساؤل لتفتحها وتضغَط على زرّ التشغيل ليظهرَ لها من كان يحّن قلبُها إليه ،

" إيمي ، اُحاول صدّقيني أنا اُحاول التواصل معكِ بشتّى الطرق وفعلاً لا يهمني ما سيفعله ، بالتأكيدِ وصلكِ ما وصلَني ، لا تستائي عزيزتي ، إبقي قويّة أنا بجانبكِ ! ، انه فقط يومٌ واحد وغداً سنلتقي ربع ساعة ! ، "

إنتهى الشريط لتسقط على تلك الشاشةِ قطرةٌ شفافة نابعة من عيونِها البراقة المُغلّفة بغشاءِ الدموع لكنّها لن تخذله ، ستكون قويّة ، لاجله ! .

" سأخذها معي ، لأتواصل معه بعد رُبعِ ساعة الغَد ، في حالةِ طوارىء ما ! "

ابتسمت بسخرية في نهاية جملتها بينما تضعُ الكاميرا في حقيبتها وتهم بالوقوف ،

" أجل وسأعملُ كساعِي بريدٍ لكُما ، بالمناسبة أُدعى براد ، صديقٌ لزِين ، وحسناً اليكِ رقمي في حالِ احتجتِ توصيل شيء ما له ! "

إبتسمت إليه بهدوء بينما يذهب هو بخفة ، تنهدت تمسكُ بصندوق قِططها وتُكمل مسارها نحو مقصدِها ،

| حـضرَة العِشــق |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن