10.2|تبرئة- الصعود نحو القمة|

3K 212 282
                                    

بعد ستة أسابيع

كان يجلس مقابلًا للباب المظلم بذهن شارد.. ستة أسابيع وهو في مكانه لا يعلم ما التهمة التي رموه بها كي يبقى كل هذه المدة..

تنهد بخفوت وهو يعقد يديه إلى صدره ويغمض عينيه، لم يستطع الحصول على معلومة واحدة ممن يأتونه بالطعام أو من الحارسَيْن اللذان يتناوبان حراسة الزنزانة، ولو كان محقًّا في حسابه للأيام لكان هذا يوم عودة العائلة من قصر الجبل، وبالتأكيد ياسين سيبحث عنه حالما يصل وليلى لن تصمت.

«سليم! يا لك من أحمق!»

لا يعلم ما الضير في إخباره بتهمته المزعومة.. كل ذلك التستر لم ولن يجدي نفعًا بكل الأحوال! هو فقط يريد أن يشعره أن اليد العليا له فقط، يعلم ذلك جيدًا، ولكن سليم الأحمق لا يعلم أن سلطته عليه بات زوالها قريبًا جدًا، وليس من المستبعد أن يكون عزام هو الآمر أيضًا.

«القليل.. القليل فقط» تمتم بها وهو يغمض عينيه بهدوء، ثم ما لبث أن فتحهما لسماعه خطوات سريعة تتجه نحو زنزانته، إنها ليست خطوات رجل، هذا واضح، فصوت الكعب يصدح بقوة في الممر، ولم تمر دقيقة حتى فتح الباب لتدخل صاحبة الكعب بسرعة وأنفاسها تتلاحق قبلها.

«عزام!»

ضحك بخفة بعدما تبين هويتها، كريمة التي تحدق به بقلق وهلع، والتي حادثها يمازحها بلطف «تبًّا يا كريمة! تبدين كمن خرجت من سباق للعدو!»

«أيها الأحمق! لقد قلقت عليكَ كثيرًا!»

هتفت بغيظ إثر مزاحه أو ربما قلقها، ولأول مرة يرى عزام الدموع في عينيها فابتسم وهو ينهض بخفة يتابع مزاحه كأنه بقي في هذا السجن العفن لبضع دقائق فقط «وأنا أيضًا اشتقت لكِ ولياسين الأهوج، صحيح أخبريني! أما زال أهوجًا؟»

«أكثر مما تتصور، حتى أنه يكاد يقتل سليم حاليًا»

ابتسمت مجيبة تمازحه بدورها من بين دموعها وقد هدأ روعها قليلًا، فضحك بخفة وهو يتوجه نحوها قائلًا بلطف «ألا تلاحظين أنك أخذتِ دور ليلى؟»

«لمَ ليلى فقط! أنا أيضًا تنهمر دموعي عندما يتعلق الأمر بشخص مقرب لقلبي، ثم ألم أنبهكَ من سليم! أين عقلك!»

تنهد بخفة يعبر من جوارها وهو يهمهم بلا مبالاة قبل أن يغير الموضوع وهما يتحاذيان بمشيهما «إذًا.. كيف كانت فترة النقاهة؟»

«أرجوك! هذا ليس وقته! انظر أنت ماذا حصل لك!»

هتفت به مقهورة، فعلق ببساطة يهز كتفيه وكفيه في جيبي بنطاله «أنا بخير.. ما زلت أتنفس وأجزاء جسدي كلها ما زالت موجودة، لا شيء أتوقعه أكثر من ذلك»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن