32 - خطة جرنجوار
كان بطرس جرنجوار في يوم من الايام يتأمل بناء من الابنية الرائعة في الشارع ، وعندما احس بيد توضع بوقار على كتفه. ولما التفت الى الوراء ، وجد صديقه القديم ، بل استاذه القديم ، الكاهن كلود فروللو وراحا يتكلمان عن النقوش والمنحوتات . وفي هذه الاثناء ارتفع صدى خيول جارية ، وراى المتحاورون امامهما على طرف الشارع فرقة من رماة حرس الملك ، وبايديعم رماة مشرعة في للفضاء ، والضابط في مقدمتهم .
وقال جرنحوار للكاهن :( ما اشد ان تنظر الى هذا الضابط ) .
-:( ذالك انني ظننت اني اعرفه ) .
-:( وما اسمه )
-:( اعتقد ان اسمه فوبوس دي شاتوبار ) .
ثم قال الكاهن :( تعال ! ان عندي شيئا اقوله لك ) !
ومضيا ، فاخذ الكاهن يساله عن ثياب الفرسان وثياب الكهنة ، وغير ذالك . ثم قال :( ماذا فعلت يا جرنجوار بهذه الراقصة الغجرية الصغيرة ) ؟
-:( الاسميرالدا ؟ اعتقد انهم شنقوها ) .
-:( لا ياصديقي .. ساخبرك عنها : انها في الواقع مختبئة في نوتردام . ولكن العدالة ستخرجها منها بعد ثلاثة ايام ، وستشنق في ساحة جريف ، بعد ان صدر تشريع برلماني خاص بشانها ) .
قال جرنجوار :( هذا خبر محزن حقا ) .
وهنا قاطعه الكاهن ليقول :( لقد انقذت هذه الفتاة حياتك في الماضي . الا تريد ان تصنع شيئا من اجلها ) ؟
وقال جرنجوار :( وكيف السبيل الى انقاذها ) ؟
فرفع الكاهن صوته قائلا :( لقد فكرت مليا في هذا . ساقول لك رايي بصراحة : ان الكنيسة مراقبة ليلا ونهارا . ولكن استطيع ان ادخلك اليها فتقابل الفتاة . فتبادلها ثيابك ، ثم تخرج هي ، وتبقى انت ، فتشنق ، وتنجو هي من الموت ) .ولم يكد جرنجوار يسمع هذا الاقتراح حتى اصفر وجهه ، وقال :( ما رايك ان خطرت لي فكرة انقذها بها ، دون ان اعرض نفسي لحبل المشنقة ) ؟
فقال الكاهن بحماسة :( وما وسيلتك ) ؟
-:( اعلم يا سيدي ان اللصوص رجال طيبون وهم مستعدون لخطف الفتاة بفضل الفوضى التي سيحدثونها ، وبمساعدة ضئيلة ) .
قال الكاهن وهو يهزه :( وما الوسيلة؟ تكلم )!
وانحنى جرنجوار على اذن الكاهن يهمس فيها . واخيرا امسك دوم كلود بيده، وقال له ببرود .
:( هذا شيء حسن . فإلى الغد ) .33 - الهجوم
وفي ليل اليوم التالي هب سكان بلاط العجائب ، رجالا ونساء واطفال ، وبصخب شديد يصدر عن اسلحتهم ، منطلقين إلى نوتردام ليخلصو الغجرية ، ويغنموا ببعض تماثيل الكنيسة المذهبة .
لم ينم كوازيمودو تلك الليلة بالذات . لقد كان شديد القلق من الاضطراب الذي بدا على الكاهن كما ان كوازيمودو كان قد لمح في ذلك النهار وجوها متجهمة تدور حول بناء الكنيسة ، وتنظر إلى غرفة الفتاة اللاجئة . فظن كوازيمودو ان هناك مؤامرة تحاك ضد الغجرية ، وان حقدا شعبيا كان موجها اليها ، كما كان موجهاً اليه .
وبينما كان يستطلع المدينة ، من الشرفة ، وبعينة المفردة الحادة ، لمح الموكب يتقدم نحو الكنيسة .
كان كوازيمودو يتساءل ان كان عليه ان يوقظ الغجرية ليتيح لها منفذا إلى الهرب ، عندما رأى ان صفوف الموكب كانت سبعة او ثمانية .والواقع ان كلوبان ترويفو كان قد صف جماعته كمن يهم في الاشتراك في معركة ، ثم اخذ يخطب في جمهوره قائلاً :( ان اختنا الاسميرالدا قد ادينت ظلما وباطلا . وانها سترسل إلى المشنقة في الغد ، لولا عناية الله وتدخلنا نحن . فليكن الله فب عونك ايها الاسقف ! تشجعو ايها الإخوان ، ولا اظنكم ستلقون مقاومة )!
ومن المؤسف ان كوازيمودو لم يسمع هذه الاقوال ، وانه قرر ان يجابه وحده الحشد كله . فاخذ يرمي الالواح الخشبية على المحتشدين ، فقتل عددا كبيرا منهم .
ولكن المهاجمين ظلو يحاولون تحطيم باب الكنيسة، وهم يعتقدون ان الكهنة كانو يرمونهم بالالواح . لقد كانت مقاومة كوازيمودو كمقاومة فرقة كاملة.
والواقع ان الواح كوازيمودو وحجارته لم تكن كافية لابعاد المهاجمين . وبينما كان الأحياء منهم يعملون على تحطيم الباب ، انهار عليهم سيلان من المياه المغلية، فانهار الرجال . وارتفعت نار عظيمة بين برجي الكنيسة .
اما جوهان فقد خطرت له فكرة مكنته من دخول الكنيسة . فقد نصب سلما معلقا بحاجز الردهة الاسفل . واخذ جمهور اللصوص يصفق له بحماسة.وهبط عن السلالم ، وراى جوهان نفسه وجها لوجه امام الاحدب . لقد امسك كوازيمودو ذراعي جوهان . بيده اليسرى، واخذ ينتزع بيده اليمنى في صمت شديد ، وببطئ رهيب ، الاسلحة التي كان يحملها جوهان . فبدا كوازيمودو و جوهان كقرد يقشر جوزة .
لقد ادرك جوهان ان اجله قد جاء .
ََوراى المهاجمون كوازيمودو يؤرجح جوهان بيد واحدة فوق الهاوية الهائلة ، ثم سمعت ضجة ، وراو شيئ يسقط عند ثلث المسافة فوق نتوء من بناء الكنيسة العظيم . لقد صار جوهان جسدا ميتا وبقي معلقا هناك ، وقد تطاير دماغه .
وارتفعت صيحات الرعب بين اللصوص ، وصرخ كلوبان :( إلى الانتقام )
وهجمت الجماهير ، وهم يصرخون ، ويصعدون إلى الكنيسة ، وقد صمموا على الانتقام . اما كوازيمودو فقد كان قد استهلك طاقته ووقف عاجزا امام هؤلاء الأعداء ، وهو يرتجف خوفا على الغجرية .
YOU ARE READING
احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAME
Romanceعادة نحن نترك امر الثقة بالاشخاص الى العينين ماذا يحدث حين تكذب العين وتزيف الحقائق وحين ينجلي ضباب الاوهام ويظهر المخفي هل يحدث ما يخطط له القدر؟ هل سنرفض؟ هل سنقاتل ؟ هل سنستطيع تغييره؟ ل ڤكتور هيغو .