PART - 15 -

114 3 0
                                    

32 - خطة جرنجوار

كان بطرس جرنجوار في يوم من الايام يتأمل بناء من الابنية الرائعة في الشارع ، وعندما احس بيد توضع بوقار على كتفه. ولما التفت الى الوراء ، وجد صديقه القديم ، بل استاذه القديم ، الكاهن كلود فروللو وراحا يتكلمان عن النقوش والمنحوتات . وفي هذه الاثناء ارتفع صدى خيول جارية ، وراى المتحاورون امامهما على طرف الشارع فرقة من رماة حرس الملك ، وبايديعم رماة مشرعة في للفضاء ، والضابط في مقدمتهم .
وقال جرنحوار للكاهن :( ما اشد ان تنظر الى هذا الضابط ) .
-:( ذالك انني ظننت اني اعرفه ) .
-:( وما اسمه )
-:( اعتقد ان اسمه فوبوس دي شاتوبار ) .
ثم قال الكاهن :( تعال ! ان عندي شيئا اقوله لك ) !
ومضيا ، فاخذ الكاهن يساله عن ثياب الفرسان وثياب الكهنة ، وغير ذالك . ثم قال :( ماذا فعلت يا جرنجوار بهذه الراقصة الغجرية الصغيرة ) ؟
-:( الاسميرالدا ؟ اعتقد انهم شنقوها ) .
-:( لا ياصديقي .. ساخبرك عنها : انها في الواقع مختبئة في نوتردام . ولكن العدالة ستخرجها منها بعد ثلاثة ايام ، وستشنق في ساحة جريف ، بعد ان صدر تشريع برلماني خاص بشانها ) .
قال جرنجوار :( هذا خبر محزن حقا ) .
وهنا قاطعه الكاهن ليقول :( لقد انقذت هذه الفتاة حياتك في الماضي . الا تريد ان تصنع شيئا من اجلها ) ؟
وقال جرنجوار :( وكيف السبيل الى انقاذها ) ؟
فرفع الكاهن صوته قائلا :( لقد فكرت مليا في هذا . ساقول لك رايي بصراحة : ان الكنيسة مراقبة ليلا ونهارا . ولكن استطيع ان ادخلك اليها فتقابل الفتاة . فتبادلها ثيابك ، ثم تخرج هي ، وتبقى انت ، فتشنق ، وتنجو هي من الموت ) .

ولم يكد جرنجوار يسمع هذا الاقتراح حتى اصفر وجهه ، وقال :( ما رايك ان خطرت لي فكرة انقذها بها ، دون ان اعرض نفسي لحبل المشنقة ) ؟
فقال الكاهن بحماسة :( وما وسيلتك ) ؟
-:( اعلم يا سيدي ان اللصوص رجال طيبون وهم مستعدون لخطف الفتاة بفضل الفوضى التي سيحدثونها ، وبمساعدة ضئيلة ) .
قال الكاهن وهو يهزه :( وما الوسيلة؟ تكلم )!
وانحنى جرنجوار على اذن الكاهن يهمس فيها . واخيرا امسك دوم كلود بيده، وقال له ببرود .
:( هذا شيء حسن . فإلى الغد ) .

33 - الهجوم

وفي ليل اليوم التالي هب سكان بلاط العجائب ، رجالا ونساء واطفال ، وبصخب شديد يصدر عن اسلحتهم ، منطلقين إلى نوتردام ليخلصو الغجرية ، ويغنموا ببعض تماثيل الكنيسة المذهبة .

لم ينم كوازيمودو تلك الليلة بالذات . لقد كان شديد القلق من الاضطراب الذي بدا على الكاهن كما ان كوازيمودو كان قد لمح في ذلك النهار وجوها متجهمة تدور حول بناء الكنيسة ، وتنظر إلى غرفة الفتاة اللاجئة . فظن كوازيمودو ان هناك مؤامرة تحاك ضد الغجرية ، وان حقدا شعبيا كان موجها اليها ، كما كان موجهاً اليه .

وبينما كان يستطلع المدينة ، من الشرفة ، وبعينة المفردة الحادة ، لمح الموكب يتقدم نحو الكنيسة .
كان كوازيمودو يتساءل ان كان عليه ان يوقظ الغجرية ليتيح لها منفذا إلى الهرب ، عندما رأى ان صفوف الموكب كانت سبعة او ثمانية .

والواقع ان كلوبان ترويفو كان قد صف جماعته كمن يهم في الاشتراك في معركة ، ثم اخذ يخطب في جمهوره قائلاً :( ان اختنا الاسميرالدا قد ادينت ظلما وباطلا . وانها سترسل إلى المشنقة في الغد ، لولا عناية الله وتدخلنا نحن . فليكن الله فب عونك ايها الاسقف ! تشجعو ايها الإخوان ، ولا اظنكم ستلقون مقاومة )!

ومن المؤسف ان كوازيمودو لم يسمع هذه الاقوال ، وانه قرر ان يجابه وحده الحشد كله . فاخذ يرمي الالواح الخشبية على المحتشدين ، فقتل عددا كبيرا منهم .
ولكن المهاجمين ظلو يحاولون تحطيم باب الكنيسة، وهم يعتقدون ان الكهنة كانو يرمونهم بالالواح . لقد كانت مقاومة كوازيمودو كمقاومة فرقة كاملة.
والواقع ان الواح كوازيمودو وحجارته لم تكن كافية لابعاد المهاجمين . وبينما كان الأحياء منهم يعملون على تحطيم الباب ، انهار عليهم سيلان من المياه المغلية، فانهار الرجال  . وارتفعت نار عظيمة بين برجي الكنيسة  .
اما جوهان فقد خطرت له فكرة مكنته من دخول الكنيسة . فقد نصب سلما معلقا بحاجز الردهة الاسفل . واخذ جمهور اللصوص يصفق له بحماسة.

وهبط عن السلالم ، وراى جوهان نفسه وجها لوجه امام الاحدب . لقد امسك كوازيمودو ذراعي جوهان . بيده اليسرى، واخذ ينتزع بيده اليمنى في صمت شديد ، وببطئ رهيب ، الاسلحة التي كان يحملها جوهان . فبدا كوازيمودو و جوهان كقرد يقشر جوزة  .
لقد ادرك جوهان ان اجله قد جاء  .
ََوراى المهاجمون كوازيمودو يؤرجح جوهان بيد واحدة فوق الهاوية الهائلة ، ثم سمعت ضجة ، وراو شيئ يسقط عند ثلث المسافة فوق نتوء من بناء الكنيسة العظيم  . لقد صار جوهان جسدا ميتا وبقي معلقا هناك ، وقد تطاير دماغه .
وارتفعت صيحات الرعب بين اللصوص ، وصرخ كلوبان :( إلى الانتقام )
وهجمت الجماهير ، وهم يصرخون ، ويصعدون إلى الكنيسة ،  وقد صمموا على الانتقام  . اما كوازيمودو فقد كان قد استهلك طاقته ووقف عاجزا امام هؤلاء الأعداء ، وهو يرتجف خوفا على الغجرية .

احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAMEWhere stories live. Discover now