PART -7-

189 9 0
                                    

15 - محاكمة كوازيمودو .

كان القاضي فلوريان يتصفح ملف الشكاوي المقدمة ضد كوازيمودو . لقد كان القاضي مصابا بالصمم ، لكنه كان يحاول ان يخفي هذه الحقيقة عن الناس ، فيدرس ملف القضية قبل المحاكمة ، حتى يكون على بينة من اسم المتهم ، وعمره ، وتفاصيل قضيته .
وبعد ان ادخل كوازيمودو الى القاعة وسط اشمئزاز الحاظرين ، وبينهم جوهان فروللو ، بدا التحقيق معه ، فساله القاضي
:( مااسمك ) ؟ فلم يسمع كوازيمودو شيئا بسبب صممه . وظن القاضي ان المتهم قد اجاب ، جهلا بصممه ، فأردف :( هل هذا هو عمرك ) ؟
فسكت كوازيمودو ايضا ، واعتقد القاضي ان المتهم راض قانع.
وشاع بين الناس التهامس وتبادل النظرات .
وتابع القاضي يقول :( انك متهم باثارة الاضطراب ليلا ، والاعتداء على امراة مجنونة ، وبعصيان الرماة من حرس الملك المعظم . فما هوة ردك على هذا ؟ ايها الكاتب ، هل سجلت اقوال المتهم كلها ) ؟
وانفجرت بعد السؤال الاخير سلسلة من القهقهات ، ومع ذلك لم يستطع كل من القاضي وكوازيمودو ان يسمع شيئا منها .
والتفت كوازينودو بازدراء وهوة يحرك حدبته ، بينما اعتقد القاضي ان الناس قد ضحكو لصدور جواب وقح من المتهم ، فرمقه بنظرة غاضبه ثائرة .

ثم دخل روبير داستوتفيل قاضي باريس الاول ، فقطب حاجبيه ، ثم وجه كلامه الى المتهم :( ما الذي صنعت حتى جيء بك الى هنا ) ؟ فظن كوازيمودو ان القاضي يساله عن اسمه ، فقطع حبل الصمت بصوته المبحوح يقول :( كوازيمودو ) .

واردف روبين بعد ان انطلقت ضحكات الناس مرة اخرى :( وهل تهزء بي ايها الابله ) ؟
فأجاب كوازيمودو :( قارع اجراس كنيسة نوتردام ) .
فازداد غضب روبير وقال :( حكمت بضربك على ضهرك في ساحة من ساحات باريس . اسمعت ايها التافه ) ؟
وتابع كوازيمودو المسكين :( ان كنت ياسيدي راغبا في معرفة عمري فأنني سابلغ تمام العشرين في عيد القديس مارتان ) .
وهنا انفجر روبير ، الذي لم يعد قادرا على الاحتفاظ بهدوئه فصرخ قائلا :( ايها الحراس ، خذو هذا الرجل واربطوه الى وتد التغذيب في ساحة جريف ، ثم اضربوه واتركوه ساعة بعد ذلك يدور به الوتد تشهيرا له ، وزراية به ) .

وسجل الحكم ، وروبان يقول :( ان هذه العقوبة ستعلمه كيف يمتنع عن التعدي على الناس ) .

16 - قصة كعكة .

كانت الساعة تدق العاشرة صباحا في ساحة جريف ، ومنظر الساحة يشير الى ان الصباح هو صباح العيد ، قالبلاط مغطى ببقايا المحتفلين ، وبفتات امتعتهم ، واشرطتهم ، وقطرات شمع المشاعل ، وكان الناس يسترجعون ذكريات العيد ، والسفراء ، وبابا المجانين .
وعلى زاوية من الرصيف كان هناك حجرة صغيرة ذائعة الصيت في باريس ، بسبب السيدة رولاند التي امرت بحفرها بعد موت ابيها في حفل صليبية ، ولبست ثياب الحداد ، ثم سجنت نفسها بقية حياتها في هذة الحجيرة ، بعد ان خصصت قسما من اموالها للمحتاجين ، وقسما اخر للنساء اللواتي يصبن بما اصيبت به ، ثم يعتزمن على التوبة بقية حياتهن ، فيقضينها في هذه الحجيرة .
والحق ان هذه الحجيرة كانت شيئا بين البيت والقبر . بل انها قبر حقيقي تذوب فيه شمعة الحياة قطرة قطرة .
وفي ذلك اليوم كانت حجرة السيدة رولاند مشغولة . واذا رغبت في التعرف الى الشاغل ما عليك الا الاستماع الى حديث ثلاث نساء كن ياتين من الشاتليه الى ساحة جريف .

احدب نوتردام ||HUNCHBACK of NOTREDAMEWhere stories live. Discover now