16

276 41 24
                                    

"ليليآن قابلي كارولين." إبتسم ليَام نحوِي وهو يقدمني نحو سيدة عجوز جمِيلة الملامح رغم كبر سنهَا. كَارولين؟ أمعنتُ فيها للحظة، عينيها الخضراوَين اللامعتَين وشفتيها بلون الفراولة الحيوي.. شعرُها المربوط بإحكام بلون أشقر باهت يبدُو كالسَّتان المخملِي من الشِّيب.

إبتهجتْ ناحيتنا وإستقامت مِن المقعد وتقدَّمت وهي تمد يدها لمصافحتي.

"سعيدةٌ بلقائكِ سيدة باين!" إبتسمت فِي وجهي وهِي تصافحني، أومأت لها بالإيجاب وقد إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيَّ.. صوتُها الرَّنان المُبهج يأسُرني.. وهذا ما أدى لذهولي، أهي كارولين ذاتها التِي كانت تتصل على ليام في الأيام الماضية؟

"سعيدة بمعرفتكِ." أومأتُ لها ورحنا ثلاثتنا نجلس على الطَّاولة في المَقهى. إستكانت ذراعيها على الطاولة وهِي تنظرنحونا بسَعادة بالغة.

"إذًا، كيف الأُمور معكما أيها الشَّابان؟" إبتدأت الحديث وعينيها تتنقل بيني وبين لِيام، فتعُود لتستقرعليَّ.

"أمورنا جيدة. الحمدُ لله." أجابها ليَام وقد نمت إبتسامة دافئة على محياه وهُو يتطلع نحوها.

"هذا رائع! أعرف أنهُ لم يمضي سوى شهر على زواجكما، لكـن هل تحادثتما في موضوع الأطفال؟" سألت كارولين مِن جديد بحماس وعينيها الخضراوين تلمعان.. كما لو أنها والدة ليَام. إصطبغ وجهي بلونِ الخجل وإستطعت أن ألمح ليَام يتحاشى النظر مباشرة نحوها من طرف أهدابي. سمعتُ تنهيدة كـ"أوه" من كارولين وهِي ترى ردة فعلنا الصَّامت.

"إلهي! أعتذر.. لم أعرف أنكما لم تتناقشا في هذا بعد." تحدثت كارولين بإعتذار، ليحمحم ليَام بـ"لا بأس". بقيتُ أحدق في حضني.. طفل؟ ومن ليام.. هذا الموضوع لم يجل بخاطري إطلاقًا.

أعني أحب الأطفال، ولطالما شعرتُ برغبتي بأن أغدو أمًا.. لكن ومع كل الذِي يجري.. يجعل الأمر صعبًا، مرهقًا..غير قابل للتَّصديق. وكأن الحياة تضغط عليَّ من جميع النواحِي فلا أستطيع أن أركز مليًا على رغباتي وأُمنياتي بسُهولة ودُون تضحية!

"لا بأس..لا تقلقا، لديكما الوقت الكافي." طمأنتنا كارولين بعدها بلحظات وهِي تبتسم نحونا كأمٍ فخورة وقد ضمت يديها إلى بعضهما. أومأت قبل أن ألحظ ليام يلتقط القائمة ويجول ببصره على المشروبات متجاهلًا إحمرار أذنيه الذِي بدأ يتضح مع الوقت. وجدتُ نفسي أبتسم ببلاهة وأنا ألحظ خجله.

"إذًا نطلب الآن أيها الشَّابَين؟" إقترحت كارولين وهِي تحرك القائمة بين يديها، لأومىء وأنا أمد يدي لألتقط القائمة الثالثة ليرن هاتفي في جيبي. أمسكتُ بالهاتف وألقيتُ نظرة على المتصل لأجده نايل.. نهضتُ فورًا بعدما أن أومأت لكليهما فِي إستئذان سريع.

ألوَان الشَّفق || L.PKde žijí příběhy. Začni objevovat