15

269 48 12
                                    

"ليلي.. إستيقظي." صوتُه العمِيق الحُلو قريب مِن أذني وأنفاسه تعصف بعُنقي. تململتُ فِي محلِّي وإنقلبتُ على الجهة الأُخرى مغمغةً طالبةً بمزيد من النَّوم. صوتُ قهقهته الخافتة يصِلُ إلى أذنيَّ جاعلةً من قلبِي يفز مِن مكانِه.

"هيَّا ليليآن، سيفوتنا وقتُ الإفطار." عاد من جديد يُتابع همسه في أُذني وصوتُه ممزوج بالسَّعادة. فتحتُ عيني ببطىء لأصبح على مظهر وجهه النَّاعِس. إبتسمت.

"صباح الخير أورورا.. نمتِ طويلًا!" قهقه وإبتسامته تتسع بمرور اللحظة.

"صباح الخير لك." جاوبته قبل أن أرفع رأسي عن الوسادة الباردة. نهض ليَام متتابعًا لحركتي.

"إذًا، تجهزي بسُرعة.. الإفطار في قاعة الطَّعام بالطابق الأرضي." أردف وهو يُعدل قميصه الأبيض الرَّسمي وهو يخطو خارج الغُرفة.

ما هذا الصَّباح الجميل يا إلهي؟ شعرُه المصفف وعينيه اللتَين تلمعان حبُورًا.. إبتسامته، وملامح وجهه الصَّافية. حتى شعر ذقنه يبدُو لطيف أكثر الآن!

تسللتُ للحمام لأخذ إستحماما صباحي خفيف وأمحُ عن وجهي آثار النَّوم. لففتُ المنشفة حول شعري وجففتُه بعناية.. أمسكتُ جهاز تصفيف الشَّعر والمشط كي أبدأ بتسريح شعري ذو اللفائف وجعله منسدلًا.

بقيتُ عدة دقائق وأنا أرتب شعري وفورَ ما خرجتُ من الحمام الذي بات دافئًا من بخار الماء المنتشر فيه تصاعد رنين هاتف فوق المنضدة، حيث جهة ليام في السَّرير.. هاتفُه.

زممتُ حزام رداء الاستحمام حول خصري وأنا أخطو نحو المنضدة الخشبية. مرت عيناي على إسم المتصل لأقلِّب عيناي سريعًا وقد كانت الحادية عشر صباحًا.. مَن يتصل في هذا الوقت وفي يوم السَّبت؟!! طبعًا.. كارولين الذِي تجعل هاتفه كمخلوق يستقيظ ويعود للحياة.

رفعتُ الهاتف ونقرتُ على زر الإجابة وأنا أكتم غيظي.

"مرحبًا." تحدثتُ بإقتضاب. ليُعانق مسامعي صوتها الرَّنان.. لأشعر بأنني أتعامل مع روزالي هايل من رواية الشَّفق!

"أوه أهلًا ليليآن.. كيف حالكِ؟" سألتني وشعرتُ بإبتسامة في صوتها. رفعتُ حاجبي بإستنكار وأنا أجلس على طرف السَّرير.

"أهلًا.. أنا بخير؟" أجبتها بالتسَاؤل لغرابة سؤالها عني... وهي تتعامل غالب الوقت مع ليام، زوجي أنا.

"هذا جيد! هل يُمكنني محادثة ليام عزيزتي؟" هل يُخيل إلي أم أنها تبدو لطيفة كثيرًا معي؟ كدتُ أنا أتحدث لولا أن الهاتف إختفى من يدي ورفعتُ رأسي لأجده بنظارته الطبية الدائرية وقد إستقر الهاتف بجانب أذنه وهو يلقي علي نظرة سريعة قبل أن يتجه نحو الشُّرفة.

"أهلًأ كارولين.. أنا بخير..ماذا عنكِ؟ هذا ممتاز! إذًا.." إبتدأ حديثه وعلى شفتيه طيف إبتسامة.. تلك الإبتسامة التي لا تظهر سوى حينما يُحادثها هِي.. إبتسامة حميمية، تُخفي الكثير من بين حناياها أشياء كمشاعر إيجابية، جميلة.. لن أحظى بها أنا!

زفرتُ بضيق وسرتُ نحو حقيبتي، ربما الأمور بيننا أحسن من ذي قبل.. لكن لا زال هُناك تلك الكارولين! أخرجتُ ثيابي بغيظ مكبوت وأنا أتجاهل وقوفه وصوتُه العميق الجهُور وهو يتحدث معها.

تبًا لها. تمتمتُ بغير صوتٍ وأنا أحمل ثيابي وأتجه نحو الحمام مِن جديد. إرتديتُ سروال جينز وفوقه قميص أصفر يصل لمنتصف فخذي، قصير الأكمام.

خرجتُ وقد علَّقت رداء الإستحمام في علاقة الباب حتى يجف. وكان ليام لا زال بالشرفة، يضحك... ويبدُو أن المكالمة ستأخذ وقتًا طويلًا. وأنا ألحظ جلوسه على المقعد وينظر للخارج صفَّر الشَّيطان بفكرة في عقلي وهو يضحك. إبتسمتُ بخفة وإقتربت من الشرفة.. حيث كان ليام موليًا ظهره لِي.

إنحيتُ بخفة وطبعتُ شفتي على خده الملتحي، شعرتُ به يتصلب وقد إستكان.. ضغطتُ بشفتي على بشرته للحظة قبل أن أنحني أكثر وأقبِّل خط فكه الذِي تُغطيه اللحية. شعرتُ به يغدو تمثالًا.

قهقهتُ بداخلي وأنا أبتعد عني وكأن شيئًا لم يكُن. عُدت للداخل وإرتديتُ حذائي أستعد للخروج وحِينما كدتُ أن أخطو نحو باب الغرفة ذراعٌ قوية سحبتني للخلف وشعرتُ مباشرة بشفتين ناعمتَين ضد وجنتي.

"مًشاكسة." همس ليام وأنفاسه تلمس بشرتي. أغمضتُ عيني وقلبي يخفق بعنف من قُربه.

"ما الذي تفعلينه؟ ترتكبين جريمة فيَّ وتلوذين وكأن شيئًا لم يكُن.. إلهي ليليآن." ضحك بتوتر. كُدت على وشك فتح عينيَّ لولَا أنه إقترب منِي.. لأتفاجىء تمامًا به يقبِّل شفتيَّ برقة.

وكأن جسدي غدى جمادًا، كل خلية فيه تصرخ وتفقد عقلها.. هذا كان حقًا فوق المتوقع. افلت عناق شفتينا بعد لحظاتٍ دامت عُمرًا.

"هيا للإفطار." إبتسم وأنا أنظر إلى وجهه الجميل من خلال أهدابي، أمسك بيدي وجذبني معه للخارج وقلبِي يركض إليه.. يتخذ إليه سبيلًا في كل مرة وفي كل مرة يعُود الأمر أكبر، أكثر.. فوق طاقتي بشكلٍ جميل. كم هُو جميل الوقوع في حبه مرة تلو الأُخرى.. وكل واحدة أجمل من أختها.


ألوَان الشَّفق || L.Pحيث تعيش القصص. اكتشف الآن