8

309 45 17
                                    

"ليام أُنظر!" جذبته حيث النجوم بدأت تلمع بوضوح. إبتسمَ بلطف وهو ينظر نحوي.. إنهُ ليام الذي أعرفه!

"إنها جميلة." أخبرته وأنا أتطلع للأعلى. لمحته يومىء.

"أجل إنها جميلة جدًا." أجابني وهو ينظر نحوي. أخفضت بصري للرمال التي نجلس فوقها.

"انا سعيدة." أخبرته بعد لحظة صمت خجول. إقترب نحوي وهو ينصت بإهتمام.

"لأنني عدتُ أعرفك." إعترفت له. ليشابك أنامله بيدي.

"وأنا سعيد.. لأنكِ لم تعطي لأي شيء يريد أن يدمرني فرصة لأن يفعل." ضغط على يدي وهو ينظر عميقًا نحوعينيَّ.

"ما الذي تعنيه؟" سألته وقلبي ينبض بعنف للدرجة الذي أسمعه في أذنيَّ. صوتُه الدافىء يعانق مسامعِي هو الآخر.

"خبر الصحف، وما حدث في الماضي.. لم أعتذر لكِ أبدًا عما جرى." أجابني بندم.

"لا بأس ليام." أجبته بسرعة وأنا اشابك كلتا يديه بإبتسامة.

"ما حصل قد حصل وإنتهى. أنا بخير الآن." طمأنته وانا اومىء برأسي. صُعقت من نظرات الأسى في عينيه.

"كلا. لقد أخبرني إدوارد بما جرى.. أنا أعرف ما حدث في تلك الأشهر." أردف وبدأ يضغط على أناملي.

"وكونكِ حية حتى اليوم معجزة بحد ذاته." أضاف. أفلتُ يدي من قبضته وأرحتها على وجنته.

"أنا بخير، لا تحمل همًا بما جرى." تلمستُ لحيته تحت راحة يدي ببطىء.

"أنا آسف جدًا. لقد كنت صبيانًا وقتها." إعتذر وقد هرب بعينيه بعيدًا عني. إنهُ دافىء دومًا.. من الدَّاخل ومن الخارج.

عانقته بقوة وأنا أبتسم بإتساع. قلبي لا زال ينبض بقُوة للدرجة التي آلمني فيها.

"أحبك تعلم؟" إعترفتُ له قد عبثت بشعره ضاحكة. حاوطني بذراعيه وراح يدس وجهه في رقبتي.

"بتُ أفكر هل أستحق كل هذا الحُب منكِ كل هذه المدة...بالرغم الذي إرتكبته فيكِ؟" همس وصوته بدى قريبًا عند أذني.

"أنتَ تستحق." إنقبض قلبي ألمًا ورحت أتمسك فيه.

"أنت تستحق وأكثر ليام." بدأت دموعي بالهطول. لمَ أبكي؟

"وأنا حقًا سعيدة لأنني عرفتك ووقعتُ بحبك أكثر من مرة." أخبرتُه بسعادة. إبتعد عن العناق قليلًا ونظر نحوِي.

"ليليان." همس بإسمي.

"أحبك." أخبرته وأنا أغرق في عيناه الدافئتين. تلمس وجنتي بأنامله.. ثم وقع بصره على شفتيَّ.

جذبني إليه ولم أشعر بشيء سوى بشفتيه.

خوَاء! مظلم.. فارغ! فتحتُ عينيَّ وقد شعرتُ بدموعي على وجنتِي. حُلم؟ كان ذلك حُلم؟ إستمرت دُموعي بالتساقط وصار نحيبي مرتفعًا.

"ليليان؟" صوتُ ليام الناعس وهو يتقلب مواجهًا لي. إستمرَّ نحيبي.

"ليليان إستيقظي إنه مجرد حلم." حرك كتفيَّ. وقد أشعل المصباح الذي يستقر فوق المنضدة بقرب السَّرير. إستمررتُ بالنحيب.

"ليلي لا بأس." طمأنني وهو يقرِّبني إلى حضنه. حُلم.. وبدأتُ أتذكر ما جرى اليوم.. خرجنَا نتجول في الجزيرة ومع المغيب رحنا للمنتجع لتناول وجبة العشاء وحينما عدنا للكوخ سقطتُ نائمة من الإرهاق.

"لا تبكي.. لا بأس." طمأنني ليام. ويده تطبطب على ظهري بعطف.

"لا باس لقد انتهى." إستبد به القلق حينما زاد بكائي.. إلهي لقد فقدتُ عقلي من حلم جميل!

"مجرد كابوس ليلي." تحدث راجيًا بأن أهدىء. لكن نحيبي صار ممزوجًا بالشهقات.

"كلا!" أجبته وسط إرتجافي وبكائي.

"ماذا؟" سألني وهو ينظر لوجهي الباكي.. راح يمسح دموعي.

"لم يكن كابوسًا." حاولت رؤيته من خلال دموعي ومن إضاءة المصباح الخافتة.

"إذا مَاذا؟" سألني بإستنكار وأنامله تمسح على وجنتي. إشتد بُكائي.. ستكون ليلة صعبة!

"لقد كان حلمًا جميلًا." أجبته وسط شهقاتي.

"لمَ تبكين إذًا؟" حنَّ صوته وهو يستمر بمحو دموعي. هززت رأسي.

"لأنه إنتهى!" إختنق صوتِي في حنجرتي إثر بكائي. عانقني ليام لصدره.

"بإمكانكِ إخباري عنه إن أردتِ." أخبرني وقد هدأ نحيبي.

"كُنَّا في الشاطىء.. ننظر للنجوم." إبتدأت أسرد عليه وقد خفَّ بكائي.. كان الحلم يبدو حقيقيًا ذو مشاعر.

"وماذا حصل؟" سألني بإهتمام وهو يمسد شعري.

"وبعدها بدأنا نتحدث عن الماضي و.." إختفى صوتِي حينما وصلت بتمهل للحظة إعترافي وعناقه لي و...

"ماذا جرى؟" سألني بعدما أن لاحظ صمتي المفاجىء. بقيت أنظر لقميصه الأسود غير راغبة بأن أنظر لوجهه.

"ليلي ما الأمر؟" ضغط على كتفي بلطف وهو يخفض رأسه قليلًا يتطلع لوجهي الباكي.

"بإمكانكِ أن تريني إن لم تُريدي التحدث." تحدث بتفهُم. رفعتُ رأسي له وإلتفت عيناي بعيناه الدافئتين.. ما عاد هناك من جبل جليدي صحيح؟ الأمرُ برمته كان من توهمات عقلي!

"ماذا جرى بعدها؟" سألني وهو ينتظر منِي أن أريه بقية الحُلم. رفعت يداي وعانقتُ عُنقه. بقي ينظر في عينيَّ.. وحينها نسيتُ كل شيء وما عدت أرى سواه. ليام الذِي أحببته وسأحبه دومًا.

أريتُه بقية الحُلم ولم يتركني، وبقي المصباح الخافت يلقي بضوئه علينا.

ألوَان الشَّفق || L.PTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon