10

323 44 8
                                    

"ليليآن!" عاتبتني والدتي. تنهدتُ بصوتٍ خفيض.

"أُمي. لا تقلقي، كل شيء بخير." طمأنتها. لأسمعها تشتكي لإدوارد على الجهة الأُخرى. أمسكتُ بالهاتف ووضعته على أذني الأُخرى وأنا أخطُو أكثر نحو الغرفة.

"أي إمرأة تترك شهر عسلها من أجل صديق؟" عاتبتني بإستنكار مجددًا. قلَّبتُ عيناي وقد تباطأت خطواتي وإستطعتُ أن ألمح باب الغرفة ذو اللَّون البُني الفاتح. لم أخبرها بأنهُ في المشفى، لأنها كانت ستحضر كل أفراد القرية لرؤيته ولقامت نهاية العالم في عينيها.

"أمي.. أنا حقًا مدركة لما أفعله. أحادثكِ لاحقًا." أخبرتها. وقد تصلبت قدماي حِينما لمحتُ طيفه من خلال نافذة تُطل على الغرفة في الممر. لقد تغير عن آخر مرة رأيته فيها.

"حسنًا، أوصلي سلامي لنايل." أجابتني بيأس. لأهمهم مُوافقة قبل أن أغلق المُكالمة وأضع هاتفي في جيبي بتمهل وعيناي لم تُفارقانه.

مسدتُ يداي وقبضتهما معًا بتوتر واضح. هُو هُنا، ونايل هُنا.. أيُمكن أن يسوء الوضع أكثر؟

خطوتُ ببطىء وأنا أرمي بذكرياتي الحزينة للخلف، للمحرقة كي تمُوت. قبضتُ على الباب ولمحتُ ظهره مواجهًا للباب حيث يقف أمام السَّرير حيث يقبع نايل.

ببطىء، كدقات السَّاعة في لحظات الإنتظار دفعتُ الباب للأمام. عيناي عانقتا رأسه من الخلف، شعرُه البُني العسلِي الفوضوي الذِي يدل على ليلة صعبة، وقاسية.

خطوتُ للداخل وحينما أدرك وجودِي إستدار.. وحِينها، غرقتُ في بحر عينيه. تفاجئت كثيرًا بنظرته، جريحة، غاضبة.. وحزينة بشدة.

"لقد أتيتِ." سخر بجفاء وهو يجلس أمام الكُرسي فاسحًا المجال عن نايل. كان يرقُد وعلامات الإرهاق بادية على وجهه.. هالات سوداء أسفل جفنيه، وقد بدى نحيفًا، مريضًا. غطى قناع الأكسجين شفتيه وأنفه وقد كان من الواضح أنهُ يتنفس بصُعوبة.

"ما الذِي حصل؟" سألته وقد إقتربتُ من نايل.. حالته كانت سيئة جدًا! جدًا!

أمسكتُ بيده بضعف وأنا أتطلع لوجهه، لم يكُن بخير إطلاقًا.

"لقد أفرط في شُرب الكحُول كالعادة... ولكن هذه المرة عاداته السَّيئة قد جعلت صحته تنهار للحد الأدنى." أجابني بصوتٍ جافْ. ضغطتُ برقة على يد نايل الباردة.

"عاداته السَّيئة؟" سألتُه بإستنكار وعيناي مثبتتان على وجه نايل.

"إنهُ هكذا منذ أربعة أشهر ليليآن.. يستيقظ صباحًا يعبث بشقته ثم يفرط بالشرب وبالمساء أيضًا.. هذا إن ذهب للعمل إلا أنهُ يلبث بالمنزل كي يشرب ويسكر حدَّ الإغماء." أجابني بهُدوء، لأشعر بقلبي يغُور.. أربعة اشهر! منذ أن هرب إلى أمريكا.. منذ أن أخبرته بقراري.

ألوَان الشَّفق || L.POnde as histórias ganham vida. Descobre agora