Çĥâpťêr 16

264 17 0
                                    

تناول احمد طعامه ، دون أن ينتبه لريم ، التي كانت شاردة بابتسامة تنظر إليه ، كانت سعيدة جداً لأنه تعافى ..

لكن سعادتها هذه لم تطغى على خوفها ، كلما تذكرت أنها ذاهبة للجبل معه اليوم وحدهما ..

انتهى الجميع من تناول طعامه ، وعندما وقفت ريم ، اخذت طبقها وطبق احمد الفارغ .. لتمتد يده وتلامس يدها ، فتركت هي الطبق ، بينما امسكه أحمد قبل أن يسقط ..

" أنا سأغسله هذه المرة يا عزيزتي "
ومع آخر كلمة ، غمز بعينه لها مع ابتسامة مرحة ، لكنها هي تسمرت في مكانها ..  مد احمد يده مجدداً واخذ طبقها من يدها ..
" وسأغسل هذا أيضاً ، اذهبي وجهزي نفسك "

لقاء العيون هذا ، الذي قد تكون ريم قد اعتادت عليه ، هذه المرة كان مختلفاً ..
فبعد أن قال أحمد جملته الأخيرة ، ذهب باتجاه المطبخ .. أما هي فمازالت في مكانها ..

لم تشعر ريم الا بدموعها التي تساقطت ،، أجل تساقطت ..
لكن ليس خوفاً منه ، بل عليه .. لأن يده كانت ساخنة ، مما يدل على ارتفاع درجة حرارته ..
أما عيونه .. فقد كانت حمراء اللون ، وهذا يعني أنه مازال يعاني من المرض لكنه يقاوم ..... من أجل ريم

حملت ريم نفسها الى غرفتها ، وقد كانت تحدث نفسها بأنها ستحاول ، ولن تجعل محاولات احمد في مساعدتها تذهب بلا فائدة ، فهو يعاني لأجلها وقد اقنع نفسه بأنه تحسن رغم أنه ليس كذلك ..

جهزت نفسها ..
وارتدت اجمل ثيابها .. وعزمت على ان تتخلص من الأندروفوبيا ، غير أنها ستحاول الاعتراف لاحمد بمشاعرها اليوم على الجبل ..

لكن خوفها عليه كان كبيراً ، فقررت أن تكتب له ورقة تخبره فيها انها قد كشفته وأنه لا زال مريضاً .. فكتبتها ،، وعندما خرجت وجدته ينتظرها على الأريكة وفي يده هاتفه ..

التفت اليها ووقف عندما رآها ، حجابها وقد كانت اناملها النحيفة تعدله بين الحين والآخر ، ثيابها الأنيقة ونظرتها الخجولة ..

نظر إليها بابتسامة عذبة ، بينما هي لمحت ابتسامته فخجلت .. واخفضت رأسها .. هيأته توحي لها بأنه شاب مختلف .. ملابسه الهادئة تزيده جمالاً ويسحرها بكل تفاصيله ...

كانا يشكلان ثنائياً رائعاً ، لكن القدر كتب عليهما العناء في ظل الأندروفوبيا ..

مدت ريم يدها باتجاه احمد ، وكانت تحمل ورقة صغيرة .. لآحظ احمد الورقة فأخذها وفتحها ..

" أحمد انت مريض ، وانا استطيع الانتظار ، لا داعي لذهابنا الى الجبل اليوم ، عندما تتحسن سنذهب ، ارجوك لا تجهد نفسك .. "

قرأ احمد مافي الورقة بعينيه ، ثم التفت حوله ينظر باحثاً عن الدكتور خالد ، وعندما لم يجده اقترب من ريم .. وبهدوء همس في أذنها
" أحبك أكثر عندما تخافين علي "
وبنفس الهدوء طبع قبلة على جبينها ، ليتحول وجهها للون الطماطم ، وتتراجع خطوة للوراء ..

أمسكت نفسها بصعوبة ، فقد كانت تريد الهرب والاختباء ، أو صفع احمد مرة أخرى ..
لكن الوعد الذي قطعته على نفسها بأن تحاول التخلص من مرضها أوقفها وجعلها تتماسك من جديد ..

ابتسم احمد لقدرتها على التماسك ، فهذه خطوة جديدة في طريق علاجها ، قام وامسك بيدها وسحبها خلفه باتجاه السيارة الصغيرة ..
" ذاهبوون للجبل "
وصرخ بذلك حتى يسمعه الدكتور خالد ..

ركب هو مكان السائق ، وهي الى جانبه ..
لكنها لم تلتفت له أبدأ ، بل ظلت تنظر من النافذة ويداها مرتجفتان طوال الطريق ..

كان احمد في الطريق يدندن بعض الالحان تارة ، ويسكت تارة أخرى ، ثم يحادثها لكنها لا تجيب فيصمت ..

وبعد نصف ساعة تقريباً توقف احمد واوقف السيارة ، سمعت ريم صوت خروجه من عندها فتنهدت ونظرت إلى مكانه مبتسمة ..
زالت ابتسامتها عندما شعرت به يفتح الباب الخاص بها ..
فابتسم لها وقال .. " لقد وصلنا "

ÃlãňdrØføbĩă Where stories live. Discover now