Çĥâpťêr 2

591 29 0
                                    

كانت الاصوات مرتفعة​ ..
قادمة من خلف الباب مباشرة ..
وكذالك اصوات نبضات قلبها ..

فتح الدكتور باب القاعة ، لتهدأ الاصوات ويعود الجميع إلى مكانهم ..
مشى الدكتور أمامها داخلاً الى القاعة ، بينما هي ظلت واقفة بالخارج تنظر للأرض ..

الماضي ..

" لا تدخلي الا اذا سمحوا لكي "
" حاضر "
" ولا ترفعي نظرك إلى أحد مهما كان "
" حاضر "

الحاضر ..

" ما بكِ ؟ ألن تدخلي !؟ "
صاح الدكتور خالد من الداخل ، لترتعش هي خائفة بدورها ، وتتعالى اصوات ضحكات زملائها عليها ..

مشت بخطى مرتبكة ، ووقفت إلى جانب الدكتور خالد الذي بدأ بالتعريف عنها لباقي الطلاب ، ثم أمرها بالجلوس ..

اخذت مكانها في زاوية القاعة ، وحدها ..
كانت ترتجف وتشعر بالهلع ، كأنها داخلة على قاعة تعذيب ..

بدأ الدكتور بشرح قوانين المكان ، واعطاء الطلاب برامج المحاضرات ، ووزع عليهم بعض الأوراق ..
ثم أمرهم بالانصراف ، فغداً سيبدأون بأخذ المحاضرات ..

خرجت ريم ، واخذت نفساً عميقاً ..
وانطلقت باتجاه سيارتها

هناك كانت تنتظرها مفاجأة ، مجموعة شباب يقفون متكئين على سيارتها ويتبادلون الحديث والضحكات ..
نظرت إليهم عن بعد ، ورجفت بخوف جعل مقلتيها تحولان النظر إلى الأرض مباشرة ..

ماذا ستفعل الان ؟! ، كيف ستبعدهم ؟؟

الماضي ..

" لو سمحت ، اعطيني ذاك الكيس "
" تفضلي "

" ما هذااا .. الم اقل لكي لا تحدثي احداً منهم "
" اجل لقد قلت لكن .. "
" بلا لكن ، منذ متى وانا اقول لكي لا تحدثيهم "
" انا اعتذر "
" لا تعتذري لي ، بل اعتذري لكرامتك التي ضاعت ، وشرفك الذي تاه "

الحاضر ..

جلست على المقعد على طرف الشارع ، وجلست مهمومة ..
كيف ستعود للمنزل أن بقي أولئك الشباب على وضعيتهم هذه !

لحظات ، وجاء أحدهم وقف أمامها متسائلاً ..
" ما بكي يا آنسة ؟ هل يوجد شئ ما يضايقك ؟ "

وقفت بسرعة ..
مذعورة ..
كأن الذي حدثها وحش ..

أمسكت حقيبتها بسرعة ، ودون أن تجيب ركضت باتجاه سيارتها مغمضة العينين ..
فتحت باب المقعد الامامي ، وبسرعة جنونية لا تليق بفتاة انطلقت بسيارتها مما اصدر صوتاً صاخباً ..

تفاجأ الجميع من ردة فعلها الغريبة ، بما فيهم ذاك الشاب ..
فقد وقف مكانه لعدة ثوان مصدوماً ، ثم ابتسم وذهب في طريقه ..

وصلت هي للمنزل ..
نزلت وركضت الى غرفتها وقد تسابقت الدموع على وجنتيها ..

ما سبب بكائها ؟
الخوف ..

لكنها تجهل سبب خوفها ، ولا تعلم لماذا بكت وهرعت مبتعدة عندما سألها ذاك الشاب سؤاله بطريقة مهذبة ..
لماذا خافت !؟
هذا ما كانت تسأل نفسها عنه ..

رمت نفسها على سريرها ، وكالعادة .. تريد أن تحضن وسادتها لتخبرها عمّا يحزنها ويقلقها ..

لحقتها والدتها خائفة على حالها ، فما رأته من ذعر في عيني ابنتها وهي تدخل الى غرفتها جعلها تترك ما في يدها وتتبعها ..

طرقت الأم الباب عدة مرات ..
لكن ريم لا تجيب ..
لم تكن الأم تسمع الا صوت شهقات ابنتها ..

وبعد دقائق ، فتحت ريم الباب .. وعلى وجهها ابتسامة كبيرة ، لكن عينيها منتفخة بسبب البكاء

دخلت الأم وجلست على سريرها ، بينما اقتربت ريم لتضع رأسها في حجر والدتها

بدأت الأم بمسح يدها على شعر ريم ، كانت تشعر برجفتها الخفيفة
" لا بأس عليكي يا ابنتي ، اخبريني ماذا حدث ! "

" لا ادري ، لقد خفت .. خفت كثيراً "
أجابت ريم والدتها ، وهي لا تعلم ماذا ستقول لها غير ذلك ..

" لكن مما خفتي ؟ "
سألتها والدتها ، وقد كانت تريد الاطمئنان عليها أكثر ..

" منهم ، من كل رجل هناك ،، لقد تعاملت مع الكثير منهم اليوم ، شعرت أنني ضائعة بينهم ، بل .. خائفة منهم "

ولأن والدتها تعرف ابنتها جيداً ، ابتسمت .. فهي تعرف أن ريم خجولة لحد كبير وانها لم تتعامل مع الرجال في حياتها ابداً وهذه اول مرة ..

ÃlãňdrØføbĩă Where stories live. Discover now