Çĥâpťêr 6

370 27 0
                                    

" يبدوا أنها متعبة ، انظري كيف نامت فأرجلها على الارض ورأسها على الكنبة "
" من قال لها اننا نحتاج لمن ينظف غرفتنا ، دعيها فهي تستحق هذا "

سمعت ريم هذه الكلمات دون أن تستوعبها ، فقد كانت تغط في نوم عميق ، لكنها أدركت أن المدعوتان بـ جين وآشلي قد عادتا لغرفتهما ..
فوقفت مسرعة ، وعدلت ربطة شعرها وابتسمت لهما ، لكن سرعان ما تبددت هذه الابتسامة عن وجهها ..

" أنتما !! "
قالت ريم متفاجأة ، فهما نفس الفتاتين اللتين كانتا في المطعم ، فابتسمت مجدداً لمجرد تذكرها حالتهما

نظرتا إليها ، وقد بدأ الانزعاج عليهما ، هما حقاً لا تذكران شئً مما حدث

" انتي ،، لماذا نظفتي الغرفة هاه ؟ "
سألت آشلي وقد بدا الغضب في عينيها ، فمن الواضح أنهما كانتا تريدان الغرفة كما كانت

" انا اعتذر أن ازعجكما هذا ولكنني عندما فعلت ذلك فكرت بأنني سأشعركما بالسعادة "
ردت ريم بأسى ، فقد خاب ظنها كثيراً ..
بينما هن لم يجبنها ، فقد كانتا تشعران بالتعب ، فخلدتا للنوم بسرعة ، لتتجه هي الى سريرها وتنام ..

جاء الصباح ، واستيقظت كل من ريم وجين وآشلي على صوت العمة ماريا وقد أحضرت لهن الافطار وقامت بفتح الستائر ..
رفعت ريم رأسها ونظرت للعمة مبتسمة ، فما رأته كان شئً عجيباً لكنه قد اسعدها بحق ..

" يا عمتي ما هذا الشئ على رأسك ؟ "
سألت جين العمة ماريا عن الشئ الذي غطت به خصلات شعرها الرمادية ، فابتسمت العجوز ونظرت إلى ريم ..
" ماذا كان اسمه يا ابنتي ؟ "

ابتسمت ريم وتمتمت لها " الحجاب "

لم تفهم الفتاتان سبب وضع العجوز للحجاب ، فقامت العمة باخبارهن انها تريد الحفاظ على نفسها من العيون المزعجة ..
ضحكت كل من جين وآشلي عليها مستهزئات منها ، فغضبت العجوز وخرجت من الغرفة ..

ارتدت ريم ثيابها ووضعت حجابها ، وخرجت للفتيات بأبهى حلّة ، وهن نظرن لها ثم تبادلن بعض النظرات ، ربما اعجاب أو استغراب .. لكن لا بأس فقد خرجن جميعهن الآن باتجاه الجامعة ..

عاد ذلك الخوف ، وتلك الرهبة ..
عاد الرعب من جديد عندما وقفت امام مكتب المدير ..
طرقت اناملها الباب برقّة ، فقام أحدهم بفتحه ،، وعلى ما يبدوا أنه رجل وظيفته فقط فتح واغلاق الباب ..

تقدمت ريم باتجاه المكتب ، وكالعادة ، وضعت أوراقها امام المدير دون أن تتكلم معه أو تنظر إليه ..

" اخبرتني ماريا عن قدومك ليلة البارحة ، أهلاً بكي "
رحّب بها المدير وقام باخبارها عن قاعة محاضراتها وعن اساتذتها وزملائها ..
ثم قام بدعوة السيد مادلين ، ليصطحبها ، فهو المسؤول عنها الان كما كان السيد خالد في اسطنبول ..

بكل خفة دخلت خلف السيد مادلين الى قاعة المحاضرة ، وعندما كان السيد مادلين يعرّف زملائها عليها .. كان الجميع يستهزئ بها وبحجابها مما أشعرها بالضيق والاختناق ..

الماضي ..

" انظرن ، انها ترتدي الحجاب وهي في هذا العمر الصغير ، مسكينة .. "
" اجل لقد سمعت أن والدها هو من اجبرها "
" يا الهي انا والدي لا يفعل هذا معي البتة "
" ولا انا "
" حتى انا .. "

الحاضر ..

جلست هي في مقعد بعيد عن الطلاب لوحدها ، وقامت بمتابعة المحاضرة مع السيد مادلين ..
وعند انتهاء محاضراتها ، كانت تشعر بالجوع ، فذهبت إلى كافتيريا الجامعة ، لكنها لم تسلم من مضايقات الرجال ..
فخرجت تركض مسرعة باكية .. انها خائفة ، خائفة جداً ..

ركضت حتى وصلت لمقعد منعزل ، بعيد قليلاً عن أعين الجميع ..
جلست وأخذت تلهث وتبكي وتدعو خالقها بأن يساعدها ، فهطل المطر ليختلط مع دموعها ..

وبينما كانت تحاول أن تجمع شتات نفسها تحت المطر ، امتدت تلك اليد حاملة مظلة منعت وصول القطرات إليها ..

فالتفتت ريم بسرعة ليزداد خوفها اكثر ..

ÃlãňdrØføbĩă حيث تعيش القصص. اكتشف الآن