عادت للمنزل ، وقد تلفت اعصابها ..
وقفت امام والدتها ، ورمت عليها أوراق المدير ..
لم تكترث الأم للاوراق ، ووقفت تلحق ابنتها التي تحركت باتجاه غرفتهاوقفت السيدة أمام ريم لتمنعها من الحركة
" طردتي من الجامعة ؟ "
هزت ريم راسها نافية ، وحاولت متابعة طريقها بعينين ذابلتين
لكن والدتها اوقفتها .." زوج خالتك ام أسامة سيسافر لمدة طويلة ، لذا ستأتي هي وابنها للمكوث عندنا طول مدة غيابه .. "
الفكرة فقط جعلتها ترتعش ، لكنها وفي تلك اللحظة بالذات اتخذت قرارها
" سأذهب لأكمل دراستي في بريطانيا .. وقعي على ورقة القبول "على اي حال ، الجلوس وحدها في سكن بالنسبة لها افضل من الجلوس وهي خائفة من أسامة ..
تفاجأت الام ، واسرعت لترى الأوراق التي اعطتها اياها ريم فور دخولها ، قراتها بسرعة .. وعندما أدركت محتواها ، التفتت خلفها لتجد ريم قد دخلت الى غرفتها ..
حاولت أن تفتح باب غرفة ريم ، لكن ريم كانت قد اوصدته جيداً
فبدأت دموع السيدة بالجريان على خديها بغزارة" انها بريطانيا يا ريم .. اتعلمين ماذا تعني بريطانيا ؟ يعني دولة أخرى ومجتمع اخر يا ريم ،، والدك - رحممه الله - لو كان هنا لما وافق على هذا ، فهو يخاف عليكي كثيراً .. "
قالت الأم وقد ملأت شهقاتها المكان ..
وريم قامت بفتح الباب بسرعة لتظهر عينيها المليئة بالدموع ووجنتيها التي اتخذ الدمع منها مجرى" لا .. لم يخف أبي علي يوماً يا امي ، بل خاف على نفسه ، ثم إن هذا مستقبلي أنا وتعليمي أنا ، لقد قال المدير أن هذا أفضل لي .. "
صرخت ريم بصوت مبحوح ، وأخرجت ما بداخلها ، هي حقاً كانت تريد ان تفعل هذا لتخفف عن نفسها ..
الماضي ..
" كم مرة سأقول لكي لا تنظري من النافذة ؟ "
" أبي أنا فقط .."
" لا تجادليني ، أتريدين ان يقول الناس عني اني لم اعرف كيف أُربيكي ؟ ام انكي تريدين أن يأتي الناس الي ليقولوا رأينا ابنتك تنظر من النافذة ؟ ستجلبين لي العار ... "الحاضر ..
مسحت الأم دموعها ، وفعلت ريم المثل ..
وقفت الأم أمام ابنتها ، وصفعت وجهها بقوة
" وانا .. أتريدين ان تتركيني وحدي هنا في اسطنبول ؟ انتي ابنتي الوحيدة هنا الا تذكرين .. "نظرت ريم باتجاه والدتها وقد عزمت على الذهاب الى بريطانيا مهما كلّف الأمر
" لا .. فخالتي قادمة هنا لتجلس معكي هي وابنها ، ثم انني ساعود في الاجازات ،، امي أنا آسفة هذا قراري فلا تقلي في طريقي اكثر ارجوكي "" ماذا تعنين ؟ متى وقفت في طريقك أنا ؟ "
تساءلت الأم عن قصد ابنتها مما قالته ، ربما كان كلام ريم قاسياً لكنه يعبر عمّا تشعر به وما كان يدور في داخلها .." أتذكرين عندما حرمتني انتي ووالدي من منحة دراسية في مدارس الطلاب المتميزين .. بحجة انها مدارس مختلطة ؟ "
ذكرتها ريم بذلك اليوم الذي بكت فين ريم بقهر لأنها لن تستطيع الالتحاق بتلك المدارس .." أكنتي تريدين الذهاب لمدرسة مختلطة ؟ وتقعين بالإثم جهراً ؟ أمجنونة انتي ؟؟ "
قالت والدتها غاضبة من غضب ابنتها لسبب لا جدال فيه ولا نقاش" لكنها لم تكن كذلك ، كانت للاناث فقط ، واحد فروعها كان مختلطاً .. "
دافعت ريم عن رأيها ، ولكن ما فائدة هذا النقاش بعد أن انتهى كل شئتسمرت السيدة دون إجابة ..
كيف ستجيب وكلام ابنتها صحيح .." حسناً حسناً .. اذهبي لبريطانيا وتابعي دراستك ، لن اقف في طريقك حتى لا تعاتبيني في المستقبل .. ولكن اعلمي انني حاولت جاهدة لإقناع والدك حينها لكنه لم يقتنع .. "
ثم ذهبت مبتعدة عن ريم ..
التي شعرت بالقليل من الندم ، ولحقت والدتها وقبلت يدها وطلبت السماح
والتي بدورها سامحتها وقبلتها ...
YOU ARE READING
ÃlãňdrØføbĩă
Science Fictionبين خوفي منك ورغبتي بك .. بين ابتعادي عنك وقربي اليك .. تائهة أنا ، ضائعة ما بين وبين .. ابحث عنك خوفاً من رؤيتك خائفة من وجودك وبُعدك .. ❤