١٦

1K 55 0
                                    

_

بسم الله الرحمن الرحيم 🌻💛
#بقربك_مسكني 🌺❤
رواية ^^

الفصل السادس عشر

بك استجير ومن يُجير سواك
فأجر ضعيفاً يحتمي بحماك
إني ضعيف أستعين علي قوي
ذنبي ومعصيتي ببعض قواك

من قصيدة الشيخ السوداني إبراهيم علي بديوي

أنهت بتول صلاة الفجر وهي تمسح بضع دموع عالقة علي وجنتيها .. مسحتهم ليحل مكانهم في الحال دموعاً آخري ..
ختمت صلاتها بأعجوبة من بين شهقاتها المنفلتة ..
اتجهت بوجع إلي شرفتها .. وضعت يديها علي السور .. وأغمضت عينيها بألم لتُطلق سرح دموعٍ آخري ..
من أين لكِ بكل هذه الدموع يا بتول !
فتحت عينيها لتقابلها صورة القمر ..
وحيد بائس مثلها وسط كل هذة الظلمة ..
عادت بذاكرتها ليومين مرا عليها وهي حبيسة غرفتها ..
لم تنجح محاولات المحامي مع هاني المتمسك جداً بها وكأن لا تفلح فتاة آخري تصلح لدور تلك السندريلا البائسة ..
أخبروها بأنها وقعت علي عقد السندريلا وهي في أوج حالاتها فرحاً وسعادة بهذا الدور .. وأكدوا عليها بأن عدم الالتزام بأي شرط من شروط العقد سيعرضها لمسألة قانونية ..
لكن العم محسن قال بأن المحامي سيفعل كل ما في وسعه كي يقنع السيد هاني كي ينهي الموضوع ودي متضمناً شرطاً جزائياً .. وإلا سيحاول أن يُخرجها بكفالة أن تعقد الأمر أكثر ..
أغمضت عينيها مرة أخري وصرخت في وجع : كفي .. كفي
من وقت ما علمت بأن من المحتمل قد تتعرض للحبس والشيطان لا يتركها في حالها ..
" اخلعي الحجاب يا بتول .. وارتديه بعد ما تؤدي دورك علي أكمل وجه .. وبهذا لا تتعرضي للحبس .. وتحققي حلم السندريلا .. هل نسيتيه حالاً .. ولا تخافي .. ارتدي أيضاً الحجاب فيما بعد .. الشهرة بإنتظارك يا صغيرة " ..
وضعت يدها علي أذنيها بشدة .. وتذكرت أنها تلقت مكالمة من المسرح .. يريدونها علي وجه السرعة .. تشرق الشمس وتكون متواجدة هناك في الحال .. فغداً السندريلا ستنير المسرح وسيصفق لها الجمهور المنتظر ..
وضعت يدها برفق علي قلبها تطمئنه بذكر الله ..
.........................

في عتمة سماءك ،، سيضئ الله لك النجوم ..

وقف بتول أمام مرآتها تعدل من وضعية حجابها بتوتر ..
قبضت علي يديها بشدة وقالت لنفسها بصوت مرتعش : اهدأي بتول اهدأي
سمعت طرقاً علي الباب فقالت بصوتها المرتعش المتقطع : ادخل
دخل مروان بحماس وقال : لا تقلقي يا بتول .. أنا متفائل جداً لكِ ولي
قالت بتول بتردد : أنا خائفة جداً يا مروان
أخذ مروان يقفز علي قدميه بخفة ويحرك يديه بتناغم وقال بمرح : بتول لا تخافي حقاً .. كوني قوية وشجاعة ..
وربت علي كتفها برقة قائلاً مشجعاً إياها : كوني قوية بالله
ابتسمت بتول بصعوبة وقالت : هل أنت مستعد للنهائي ؟
ابتسم مروان بمرح وقال بتوتر قليل : جداً
أمسكت بتول بوجنتيه في خفة وقالت بإبتسامة : سأذهب لأري أمر المسرح وبعدها سأتي لنحتفل اليوم بك .. أنا أثق بفوز فرقتك اليوم ..
قال مروان بإندهاش : متفائلة جداً
ردت بتول برقة : مثلك !
ابتسم مروان بخفة وقال : من الواضح أن كلا منا متفائل للأخر
ضحكت بتول بتوتر وقالت : أتمني بأن يُجدي تفاؤلك مع خيراً
قال مروان بثقة : بإذن الله ..
أمسكت بتول حقيبتها واتجهت لباب غرفتها مغادرة وقالت بمرح : وليكن في علمك ستلتقط صوراً لي بالكأس والميدالية خاصتك ..
وسكتت برهة تتذكر من كان يلتقط لها الصور دائماً ..
ابتسمت بهدوء ورحلت ..
وقف مروان مكانه لحظة .. يتذكر هو أيضاً من كان يلتقط له الصور .. فأمسك بهاتفه وكتب لمعاذ رسالة
" أفتقدك جداً يا رفيقي ،، اليوم النهائي ،، ادع لي ،، سأرسل لك صورتي بالكأس والميدالية بإذن الله "
ضغط علي زر الإرسال وضحك بمرح علي تفاؤله وقال : كم أن التفاؤل مُعدي
تهادى إلي سمعه صوت سوسن وهي تقول بحماس : هيا يا مروان يا بطلي .. سنتأخر ..
ابتسم مروان بخفة وقال : أنا بطل اليوم بإذن الله ..
.......................
سبحانه مقلب القلوب ..
قد تكون تهيم حباً لشيئ وفجأة تجد بينه وبين قلبك ألف سد وسد ..

بقربك مسكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن