١١

1K 51 0
                                    

_

بسم الله الرحمن الرحيم 🌺❤
#بقربك_مسكني 🌷💜
رواية ^^

الفصل الحادي عشر

من يحبنا بصدق يكن بجانبنا في وقت الغُمة .. ومن يعشقنا يظل ملتصقاً بنا حتي بعد ان تنقشع تلك الغُمة كي يمحو آثارها العالقة في روحنا ..

وآثار غُمتها لم تكن نفسياً فقط .. فغُمتها جسدية وأصابت جسدها وروحها .. وهو ما بدر منه سوي الإلتصاق بها وبشدة وكأنه طفل يخاف أن يضيع من والدته في الزحام .. كأنه غريقاً يتمسّك بقشٍ في الماء ..

يمسك بمنشفة مبللة بالماء ويمسح بها فمها برفق بعد ما أفرغت ما بجوفها لثالث مرة بعد جرعة الكيماوي الخاصة بها اليوم ..
رفعت له عينين منهكتين للغاية وقالت بصوت ضعيف : أتعبتك معي كثيراً يا شاكر
ترك شاكر المنشفة جانباً وأمسك بيديها الهزيلتين وقال بحنان : لا تتفوهين بمثل هذا الكلام مرة اخري ..
اتجه بها إلي سريرها القابع بإحدي غرف المشفي الذي تتعالج به ..
نجحت العملية وقطعوا أكبر شوطاً في العلاج ولكن يبقي الكيماوي وغيره ..
ولا ترضي سوي بشاكر أن يذهب معها في أيام الجرعات .. ترفض الكل إلا سواه .. ولا تعود في نفس اليوم كي لا تظهر عليها تلك الأعراض المصاحبة لكل جرعة .. لا تريد أن تُظهر ضعفها أمامه .. لقد عاهدت نفسها زهرة السوسن القوية .. الكبرياء يجري مع كرات دمها الحمراء والبيضاء ..
قبلت به وليس بغيره كي يري هذا الضعف ..
وإن أخفت بعض الآثار .. فكيف ستخفي ما هو واضح للأعين ؟؟
رفعت يدها بضعف تلمس شعيراتها التي رأسها بإستحياء .. ونزلت دمعة يتيمة من عينيها اللاتي صمدتا كثيراً .. فخضعت واحدة منهما قبل الأخري ..
مسح شاكر دمعتها بأناملها وقال بحُب : تبقين الأجمل في نظري ..
كادت ترد عليه بإبتسامة رقيقة .. فأتتها نوبة تقيؤ أخري .. منعتها من الإبتسام والكلام ..
.....................

وبعض الكلمات لا تُنسي .. فرفقاً بنا

تجلس بتململ في غرفة المعيشة في شقة خالتها .. تقرا مجلة .. تقلب بين قنوات التلفاز بعشوائية .. تتصفح علي مواقع التواصل الإجتماعي .. لكنها أبداً لا تجرؤ علي مغادرة الغرفة ..
تعلم بأن معاذ هنا .. في غرفته .. لكنها تخاف أن تخرج فتصطدم به .. وهي لا تتحمل .. فهي مازالت في طريقها لجمع شتات قلبها العاشق له .. مرت شهور بعد عملية والدتها .. لم تره فيها كثيراً .. فكانت تنطوي في غرفتها .. أو بين أحضان والدتها .. أو بين أضواء المسرح .. واليوم أصرت خالتها عليها هي ومروان بأن يأتيا علي وجبة العشاء .. لأن والدتها في المشفي اليوم .. ومروان الآن في النادي ولم يأتي بعد ..
وأخبرت خالتها بأنها لا تريد مقابلة معاذ .. ووافقتها خالتها في الحال وكأنه هو من أخبرها أيضاً بذلك ..
عند هذه النقطة .. توجعت وأدمعت عيناها .. فأخذت نفساً عميقاً وهبت واقفة من مكانها وخرجت من الغرفة ونسيت إصرارها علي عدم المغادرة ..

بقربك مسكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن