١٢

1K 50 0
                                    

_

بسم الله الرحمن الرحيم 🌺❤
#بقربك_مسكني 🌷💜
رواية ^^

الفصل الثاني عشر

كيف تنظر لشخص يترك أحب الناس إليه يعيشون في معاناة موجعة وبيده العلاج ؟
قاسي القلب ،، أليس كذلك ؟
لكنك لا تعلم بأن أحب الناس إليه يعاني أعراض إنسحاب وعلاجه ما آدمنه .. فكيف إذاً يقدم العلاج ؟
أصبح رقيق القلب ،، أليس كذلك ؟
لا تحكم علي أي شخص حتي تمر بمثل ظروفه تماماً
وقتها أيضاً لا تحكم أيضاً .. رجاء
فإن مررت بنفس الظروف .. فرص أن تقوموا بنفس التصرف ضعيفة نوعاً ما ..

اتجه بتوتر ناحية أريج التي فزعت من اضطراب ملامح وجهه ..
فقالت بقلق : معاذ .. ما الأمر ؟
ابتلع ريقه وقال بهمس : بتول تحتاجك الآن
ظهر عدم الفهم علي ملامح وجهها ..
فأكمل بتوتر : لقد رأتني الآن ثم ركضت مسرعه بإتجاه دورة المياه ... فهلا ذهبتِ إليها !
نهضت أريج من مكانها وقالت مسرعة : حسناً
مشيت خطوتين ثم سمعت صوت وقع أقدام خلفها ومعاذ ينادي : أريج
التفتت إليه بتساؤل .. فوضع بين يديها البخاخ وقال بألم : قد تحتاج بتول إليه الآن ..
أغمضت أريج عينيها متفهمة وتركته متجهة حيث بتول ..
فتحت الباب بتوجس .. واتسعت عيناها فزعاً ثم ركضت ناحية بتول الزرقاء .. زرقاء الوجه .. زرقاء الشفاه .. زائغة العينين .. وكأنها تودع عالمها الموجع ..
أمسكتها من كتفيها وقالت في هلع : بتول حبيبتي
رمشت بتول عينيها بوهن .. وتنفسها يخفت شيئاً فشيئا ..
وضعت أريج البخاخ بفم بتول ..
بدأت بتول تسترد وعيها .. كانت منذ قليل تنعم بإبتسامة من معاذ تخصها .. كانت تسمع منه كلمات الغزل .. كان يعدها بأنه سيظل معها ولن يتركها أبداً ..
أفاقت الآن علي واقع آخر تمقته وبشدة ..
فتحت عينيها بضعف ووجدت نفسها مستكينة بين ذراعي أريج القلقة ..
تأوهت بآهة مكتومة ..
لماذا آتيتِ يا أريج ؟ ..
لماذا سلبتِني من أحلامي ؟ ..
لماذا أرجعتِني لهذا الواقع المزري مرة أخري ؟ ..
قطع تفكيرها صوت أريج المتوتر : هل أنتِ بخير الآن ؟
أومأت برأسها في ضعف وقالت بضعف أشد : نعم
قبلّت أريج جبينها وحمدت الله جهراً ..
ابتسمت بتول بضعف ..وتذكرت وتعجبت ..
كيف أتت أريج .. وكيف علمت بمكانها ..
ومن أين حصلت علي البخاخ ؟
انتفض قلبها بين ضلوعها وهي تعرف من أرسلها ..
وابتسمت ..
ابتسامة موجوعة .. كسيرة ..
وخانها قلبها المنتفض لتتسع ابتسامتها أكثر ..
ابتسامة أمل ..
لأن ببساطة .. معاذ من أرسل أريج ..
ومهما توجعت منه .. فإنه يبقي معاذ ..
وهمست لنفسها : معاذ الله أن أحيا حياتي بدونك يا معاذ
.......................
من يحبك .. سيشد يدك شداً نحو طريق الله حتي تتمزق أربطتك وأوتارك ..
ولا تقلق سيجبرك الجبار ..

جلس مروان قبالة سوسن الشبه راقدة علي سريرها ،،
وقال بهدوء : هل حفظتِ الجزء المحدد من سورة النور ؟
ردت عليه سوسن بإبتسامة حنونة : نعم .. لقد كنت أقرأه كل يوم حتي حفظته ..
حدق بوجهها قائلاً : هل قابلتك اي آيات تحتاج لتفسير ؟
قالت سوسن بهدوء : أتعلم يا مروان بأني أحسست برعشة في قلبي من أول ما قرأت السورة .. بدايتها " سورة أنزلناها وفرضناها " .. كلام مخيف !
أمسك مروان بيديها وقال بإبتسامة : القرآن بالتأكيد كله فرض .. ولكن أن تكون مثل هذه الآيه في سورة النور .. أشعرني بأن الله يريد أن يذكرنا بفرضية القرآن إن نسينا أو تغافلنا .. أحسستها وكأنها تنبيه لنا لنركز جيداً في كل آيه نقرأها في سورة النور ..
أومأت سوسن وقالت بتوتر : وهذا ما فعلته حقاً ..ظللت أردد كل بعض الآيات أكثر من مرة ..
ابتسم مروان لها وقال : وما تلك الآيات يا تُري ؟
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت : آيات الحجاب !
وأكملت في وجع : كم أنا مقصرة جداً من هذه الناحية .. وكنت أركض وراء كلمة
أنا صغيرة ..
أنا لست أهلاً للحجاب ..
ركضت وراء حجج مبالية .. لا أعلم كيف سأقابل بها ربي يوم القيامة .. مثل هذه الكلمات لا تُقال في أي فرض فُرض علينا ..
الله يأمرني بالحجاب وأنا أقول مازلت صغيرة ولست أهلاً له .. من المفترض أنا أقول سمعت وأطعت يا ربي ..
ترقرق الدمع بعينيها .. مذنبة هي .. تشعر بذلك .. أعطاهل الله أشياء كثيرة في حياتها ولم تقدم هي سوي عدم الشكر ونكران الجميل وترك الفروض ..
شدد مروان علي يديها وقال بحنان : لكن الله غفور رحيم .. اري بأنكِ نادمة أي أنكِ صادقة في توبتك أي أن الله سيقبلها .. فليكن هذا حسن ظنك بالله .. فعلي قدر حسن ظننا بالله .. علي قدر سعادتنا وراحة بالنا .. وما من عبد ظن بالله خيراً .. وخذله الله ..
نزلت دموعها بصمت وقالت بتوسل : هل سيسامحني الله حقاً علي مروان .. علي بُعدي الشديد عنه .. علي جفائى الشديد تجاه زوجي .. علي قطيعة أختي .. علي سوء معاملتي لوالدتك .. علي قلة احترامي لك ..
ثم شهقت بعنف وقالت : هل سيسامحني علي محاولة زرع كل الخصال السوداء في بتول .. وآخرها .. خلع الحجاب ..
مسح مروان دموعها بأنامله الصغيرة : نعم سيسامحك .. فليكن هذا ظنك بالله ..
" قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا "
الله رحيم جداً وأحن علي قلوبنا من والدينا أنفسهم ..
...................

بقربك مسكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن