١٤

1K 54 0
                                    

_

بسم الله الرحمن الرحيم 🌺❤
#بقربك_مسكني 🙈
رواية ^^

الفصل الرابع عشر

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ )
( سورة الصف )

يجلس باسترخاء أمام الحاسوب وبيده كوباً من القهوة والحليب .. يدقق النظر في شاشة الحاسوب وعلامات الرضا تعلو وجهه وابتسامة خفيفة علي ثغره .. حتي دخل عليه صديقه الذي يشاركه نفس الغرفة .. يلبس الزي الخاص بالمجاهدين ويمسك بندقية تزرع وروداً لا تُطلِق رصاصاً .. أليس يجاهد في سبيل الله ؟
بادره صديقه خالد قائلاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها المسترخي الصغير
كشر معاذ في وجهه فأصبح كطفل صغير حقاً وقال بحنق طفولي : أعلم بأني مسترخي .. فلا تذكرني رجاء أيها المجاهد العملاق
قهقه خالد بخفة وربت علي كتف معاذ قائلاً : " لا تحقرن من المعروف شيئاً " يا أخي معاذ .. وهل نستطيع أن نستغني عنك أيها المبرمج والمصور المتمكن وبقوة ..
ابتسم معاذ ابتسامة خفيفة وقال بتوسل : حقاً !
خلع خالد سترته الواقية وقال بصدق : الجهاد ليس بندقية فقط يا معاذ .. الجهاد خطة تحتاج لعقل محنك .. من يسهر علي التخطيط مثلك يجاهد معنا .. ومن يقوم بتصوير الأماكن وبدقة مثلك أيضاً يجاهد معنا .. ومن يجلب لنا ما نحتاجه من بنادق وحتي الأطعمة يجاهد معنا في سبيل الله .. ومن يتصدق بأمواله يجاهد معنا في سبيل الله ..  فلا تقلل من نفسك أبداً .. لقد قضيت معنا ما يقارب الشهرين وأبليت بلاءاً حسناً ..
ابتسم معاذ بإحراج وقال : أحرجتني حقاً يا خالد
رد له خالد الابتسامة بأخري وقال وهو يسترخي بجانب معاذ : أتدري يا معاذ .. أنا أغبطك حقاً .. تقول بمهمتين الحاسوب وآلة التصوير .. أجرك كبير بإذن الله ..
قال معاذ برجاء : أتمني ذلك ..
ثم ضيق عينيه وقال بشقاوة : لا تأخذني في الكلام .. هيا يا بطل .. اليوم دورك في تجهيز وجبة الغداء
رد عليه خالد بتذمر : التمس لي العذر يا أخي .. أنا متعب .. للغاية
قال معاذ بحماس : سأتولي عنك هذه المهمة .. لكن عديني بأن تُزيد فترة تدريبي علي السلاح اكثر من ساعتين
ضحك خالد وقال : يا لك من فتي مراوغ .. اتفقنا أيها المشاكس ..
.........................

ذبول وجه .. خذلان قلب .. ونظرة شاردة
تلك هي حالتها منذ رحيل معاذ ..
لا تتحدث مع أحد .. تأكل فتاتاً من الطعام .. منعزلة تماماً في غرفتها ..
أفاقت من شرودها علي صوت هاني : بتول .. لقد رحل كل من في المسرح ولم يبق غيرك
ردت بتول بتعب : من الواضح اني شردت كثيراً .. معذرة سيد هاني
أمسك هاني بيدها ونظر في عينيها قائلاً بحنان : لا عليكِ
ثم ربت علي شعرها بخفة وأعاد يده لتمسك بيديها ..
سحبت يديها لكي تخرج لكنه أطبق علي يديها بشدة ..
قالت بصوت عالي مرتعش : اترك يدي إذا سمحت .. أريد الرحيل
غمز له هاني بعينيه وقال بوقاحة : لماذا لا نرحل سوياً .. أراكِ متعبة
سحبت يدها بعنف وقالت بعصبية : الزم الحدود معي يا سيد هاني
ضحك هاني بإستهزاء ودار حولها قائلاً بسخرية : أي حدود بتول ؟ أنتِ فتاة بلا حدود أو مبادئ ..
اتسعت عيناها غير مصدقة ..
ليكمل هاني في استهزاء : قالوا لكِ اخلعي الحجاب خلعتيه ببساطة شديدة .. واستبدلتِ بتول بالسندريلا .. فلماذا لا تستبدلين معاذ بهاني ؟ لا أظنك تمانعين يا مستهلكة القلب والمشاعر ..
سقطت دموعها بصمت فرفعت يدها لتصفعه وبشدة وقالت وهي غير مدركة لما قالته : قلبي ملك ربي ..
ورحلت تركض بعنف وضحكات هاني المستهزئة تحيط من كل جانب ...

بقربك مسكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن