الجزء ٣

1.7K 72 0
                                    

_

بسم الله الرحمن الرحيم
#بقربك_مسكني
رواية

الفصل الثالث

" فاظفر بذات الدين تربت يداك "

تهمس بها نفسه دوماً وهي يراها لا تمل من قول
" حبيبي ،، لقد ارتفع صوت المسجد بالآذان ،، هيا لا تتأخر عن الصف الأول "
" غداً الإثنين ،، هل سنصوم ؟ "
" لقد أتممت حفظ الوجه الثالث من سورة البقرة .. وأتمني أن تراجعه معي " ..
أفاق من همس نفسه علي صوتها ..
أريج بصوت هادئ : هيا حبيبي .. أنهي فطورك حتي لا تتأخر عن العمل .. لا داعي للتفكير ستتدبر بإذن الله
نظر لها زياد مبتسماً قائلاً : فليذهب العمل للجحيم عندما تكونين أنتِ من أفكر بها الآن
أطرقت وجهها في خجل ولم تجد رداً مناسباً سوي ابتسامة حييّة وإحمرار وجنتين ..
فأمسك زياد يديها وطبع قُبلة هادئة قائلاً بحُب : سلمت يداكِ حبيبتي
فنظرت له قائلة بإبتسامة : بالهناء والشفاء
فقاطعها زياد متذمراً : أنتِ ترهقين نفسك .. أخبرتك بأني أستطيع أن أتدبر أمر فطوري بنفسي
قالت بهدوء : أنا أحب أن أصنع لك كل شئ بنفسي .. إنه مجرد فطور ،،، أخبرني ماذا تريد علي غداء اليوم ؟
وقف أمامها زياد مستعداً للخروج ممسكاً بكتفيها قائلا في حزم : لا غداء اليوم من صنع يديكِ .. سأجلب وجبة سريعة من اي مطعم
فقاطعته : لا داعي زياد .. أه
وأطلقت أهة خفيفة
ففزع زياد .. فضحكت قائلة : لا تقلق .. انه ابنك .. يمارس هوايته المفضل مع جدار رحمي .. ألا وهي الجودو
ضحك زياد قائلا : بل هو متذمر لانك تريدين تحضير الغداء
قالت مبتسمة : وكأنه يطهو بنفسه
قال زياد بلهجة لا تقبل النقاش : سنتدبر أمر الغداء من أي مطعم .. اتفقنا ؟
أجابت بهدوء : اتفقنا
أنزل زياد يديه وأحاط بطنها المنتفخة قائلاً بمرح : وأنتَ يا أستاذ .. حسابنا عسير عندما تأتي بإذن الله .. فأنتَ تطاول علي أريجي كثيراً
ضحكت أريج وهي تودعه أمام باب الشقة .. وقلبها يهمس بحُب قبل لسانها : في حفظ الله ..
" وخير متاع الدنيا إمرأة صالحة " ..

هل الحب كفقاعة هواء .. تسحر الأعين وسرعان ما تختفي ؟
هذا ما كان يدور بعقلها وهي تمسك صورة فوتوغرافية لرجل في مرحلة نضوجه ينظر بحُب لإمرأة مبتسمة لكونها معه وله ..
وهذا جواب تقطر منه الرومانسية وكلامات الحب ودموع الإشتياق ..
حتي سقطت دموعها بوجع وتسائلت أين ذهب حب والدها لوالدتها ..
حب لم يُحكي لها من قبل ولكنها اكتشفته صدفة في جواب مجعد ملقي بإهمال في زاوية غرفة والدتها وفي صورة ممزقة نجحت في تكوين أجزائها وكأنها تلعب أحجية !
لم تشهد هذا الحب فعلياً لا في صغرها ولا كبرها ..
شهدت حبر علي ورق اكتسب لونه اصفراراً ..
قطع شرودها ووجعها دقات علي باب غرفتها .. لتمسح دموعها بظهر كف يديها قائلة بصوت مبحوح : نعم يا خالة مجيدة
فتحت مجيدة الباب برفق وأطلت بوجهها قائلة في حنان : معاذ هنا ويريدك في الحال
قامت في سرعة ملقية ذكريات لم تعد موجودة .. لتقابل أهم ما في وجودها ..
ارتدت إسدال الصلاة الذي يسمي هكذا عرضاً ولكنها ترتديه فقط في وجود معاذ أو زياد ..
ارتدته بإهمال فهذا معاذ !
خرجت من غرفتها في لهفة فوجدته أمامه بإبتسامته المعهودة قائلاً بحُب : هل أيقظتك ؟
قالت بإبتسامة : لا كنت يقظة
فدقق في عينيها قائلاً بقلق : تبكين ؟
جلست بتعب علي المقعد القابع خلفها قائلة بنفس التعب والوجع : ليس عدلاً ان يحدث هذا كله بعد كل هذا الحب !
أشفق عليها معاذ وربت علي كتفيها فأنتبهت علي صوت وقالت : ما هذا الصوت معاذ ؟
تنحنح معاذ وهو يخفي يداً واحدة خلف ظهره قائلاً بمرح : لقد جلبت لكِ هدية .. أتمني أن تعجبك
وأمام نظراتها المندهشة أعطاها صندوقاً مغلقاً به فتحات تهوية ليست بكثيرة لتفتحه قائلة بفرح : قطة !
قفزت في مرح قائلة : اووووه معاذ .. إنها جميلة جداً .. شكراً لك حبيبي
تدخلت مجيدة التي أحضرت كوبين من العصير لهما قائلة : إنها تجلب الأمراض بني وتسبب العقم
عبست بتول بينما قال معاذ معارضاً لمجيدة : لا خالة مجيدة .. إنها قطة نظيفة جداً واطمأننت بنفسي علي حالتها الصحية .. وإذا أهتمت بتول بنظافتها فلن يصيبها أي أمراض
أومات له بتول بسعادة.. فنظر قائلاً بحُب وبعتب لمجيدة : وهل يا خالة مجيدة أتسبب أنا في عُقم بتولي
قاطعهما صوت ساخراً : غيرك فعلها !
وما كان سوي صوت سوسن ..
فالتفت لها الثلاثة في دهشة .. فتقدم منها معاذ مقبلاً وجنتيها قائلاً : زهرة السوسن !
فنظرت له سوسن في حنان : كم أنتَ مشاغب يا معاذ
فأكد علي كلامها قائلاً : وكم أنا أحبك يا زهرتي .. هل لي أن أخذ منك بتول بضع ساعات
ربتت علي كتفه قائلة في رجاء : حافظ عليها معاذ
قالتها وتوجهت إلي غرفتها ..
قالتها ورحلت ..
تفهمها معاذ وتفهمها شاكر الذي كاد أن يدخل من باب الشقة !

بقربك مسكنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن