الفصل الرابع والاربعون

Start from the beginning
                                    

" سألاحق زوجك .....نعم , سألاحق أمجد حتى آخر يوم في عمري .... حصلت على قلبه مرة و لن يكون هذا مستحيلا أن أحصل عليه مجددا .... سبق و تركك رجل و اختراني و لن يكون مستحيلا أن يتكرر الأمر ... استوعبي كلامي جيدا لأنني لن ألقيه جزافا .... "

كانت مسك تهز رأسها و هي تنظر الى أمجد فاغرة شفتيها قليلا و كأنها تنفي شيئا ما .....
عبارة واحدة بصوت غدير أنستها كل شيء ... أنستها الإنتصار الذي تمنته طويلا ....
و أحلت الخوف محل الإنتصار .....
نعم .... هذا هو الإعتراف الذي كانت تأبى أن تنطق به لنفسها منذ ساعات ....
مسك الرافعي خائفة , لمجرد أنها سمعت تهديدا أحمقا من صديقة جشعة !! ........
هل هي خائفة لإدراكها أن غدير محقة و أنها تستطيع سرقة أي رجل منها ؟!! .....
ام خائفة من ....... تلك الصدمة التي ستضربها بوحشية إن سمح أمجد لنفسه بأن تسرقه امرأة !!! .......
ستدعه يرحل ..... و ستكتب له بطاقة تهنئة بخطها .....
نعم ستفعل .... و بصدر رحب ... ليس هناك من يستحق ......
أطرقت برأسها و هي تدعم نفسها فجأة ممسكة بذراعي أمجد الذي تشبث بها و هو يعقد حاجبيه قائلا بقلق
( مسك ..... ماذا بكِ ؟؟!! ...... هل انتِ بخير ؟؟ ....... )
رفعت وجهها تنظر اليه بنفس العينين الواسعتين و الشفتين المفتوحتين ..... و كأنها .... ذاهلة
تسرقه منها ؟!! ...... تأخذه منها ؟! ....... أيقبل ؟! ..... هل ينصاع ؟! .....
لقد سبق و فعلها أشرف بعد قصة حب دامت لسنوات ....
بينما حب أمجد لها لم يكمل العام حتى .... لا يزال يحبو بخجل ........
ابتلعت شيء مؤلم في حلقها و هي تنظر الى عينيه القلقتين .... و كأنها تعاتبه سلفا .....
و كأنها تخبره بصوتٍ مرتجف سري
" ألم أخبرك ؟! ..... ألم أخبرك أنه لا شيء اسمه حب دائم ؟ ...... ليس من حقك ..... ليس من حقك بعد أن غمرتني في موجات تضحياتك و شغفك ...لن أسمح لك ... "
لم تدري بأنها الكلمة أفلتت من بين شفتيها دون أن تستطيع منعها
( ليس من حقك ........ لن أسمح لك ..... )
ازداد انعقاد حاجبيه بشدة و فتح فمه قليلا , قبل أن يقول مصدوما
( لن تسمحي لي ..... بالسفر ؟! ..... هل أزعجك سفري الى هذه الدرجة ؟! ...... )
انتفضت مسك و هي تنظر اليه بهلع ... ثم لم تلبث ان هزت رأسها بقوة و هي تعقد حاجبيها ضاحكة بعصبية قائلة
( لا .... بالطبع لا ...... لقد كنت شاردة في شيء آخر , بالطبع ستسافر لإنجاز عملك .... لا مشكلة ... )
الا أن أمجد كان ينظر اليها بشك غير مقتنع ... و كأنه يحاول التسلل عبر عينيها ليخترق روحها و كيانها و يعرف ما تفكر به .....
ثم سألها بصوتٍ خشن
( هل أنتِ واثقة ؟! ......... يمكنني الإعتذار عن تلك السفرة ..... )
هزت رأسها مجددا و هي تقول بحدة بدت أشد من طبيعتها
( بالطبع لن تعتذر ........ ما هذه السخافة ؟! أنا لست طفلة غير قادرة على البقاء بمفردها في البيت ... )
رد عليها أمجد بجدية قائلا
( لم أنظر لكِ يوما كطفلة ..... لكن إن كنتِ غير راضية عن سفري فبإمكاني أن .... )
قاطعته مسك بصرامة قائلة
( بإمكانك السفر يا حسيني ..... كفاك تدليلا في , أنا لا أفضل هذا التدليل المائع ...... )
رفع امجد حاجبيه و سألها ببرود
( تدليل مائع !! ....... أنتِ حقا امراة لا تستحق ....... )
زمت شفتيها و هي تسأل نفسها عن سر تلك الدبشات التي تلقيها بوجهه كلما حاول معاملتها برفق .....
قالت مسك أخيرا بنبرة أقل صلفا
( كل ما قصدته هو أنه بإمكانك السفر مطمئنا ....... سأكون بخير ..... )
ظل أمجد ينظر اليها طويلا , ثم قال بهدوء
( كنت أتمنى لو اصطحبتك معي ...... لكن عملك الجديد ..... )
قاطعته مسك مبتسمة بصورة متكلفة
( لن يمكنني أخذ إجازة , قبل أن أبدا حتى ....... تفكيرك سليم .......متى ستسافر ؟؟.. )
رد أمجد بصوت أكثر خفوتا وهو ينظر الى عينيها
( غدا ان شاء الله ........ )
رفعت مسك حاجبيها و هي تهمس لنفسها
( بهذه السرعة ؟! ............. )
أومأ أمجد برأسه ببطىء متطلعا اليها ثم لم يلبث أن رفع أصابعه يداعب بها خصلات شعرها ....
فتذكرت عبارته التي همس لها بها قبل أن تغفو ليلة أمس ....

طائف في رحلة ابديةWhere stories live. Discover now