|1|

1.3K 50 9
                                    

قلبها يخفق بشدة ، تحاول جاهدة السيطرة على اعصابها ، هي تعلم جيدا انها ناجحة بدرجة ممتاز ، ولكن يبقى للحظة ظهور النتيجة رهبة .

كانت والدتها خلفها ، وهي امام جهاز الحاسوب ، تنتظر ظهور نتيجتها ، ولكن ولسوء حظها كان الانترنت وقتها بطيء .

وبعد طول انتظار ظهرت النتيجة .

" الحمد لله ، الحمد لله " رددت والدتها مبتسمة بنبرة تملاؤها الفرحة ، وهي ترى ابنتها تنجح بأولى محطات حياتها وبتقدير ممتاز .

أما عن الفتاه فلم تستطع السيطرة على دموعها ، لم تنتظر سوى ثواني لتحتضن والدتها باقوى ما لديها .

كانت تتذكر أول يوم لها بالجامعة ، نظرات الناس من حولها ، ظناً منهم أنها إرهابية، متخلفة ، أو حتى مظطهدة ، بالتزامها بدينها ، وما أمرها به ربها ، ولكنها كانت أقوى منهم ، بقوة شخصيتها ، لم تظهر ضعفها يوماً ، وها هي تأتي بثمار صبرها وايمانها ، اثبتت لنفسها انها تستطيع ، وها هي تسعد والدتها التي لم تكن معاناتها بالحياة اكثر منها .

" حسناً ، يكفي دراما " قالت والدتها وهي تمسح دموعها ، " بالتاكيد " قالت الفتاه مقهقه ، قالت والدتها قبل أن تخرج " اليوم هو يوم اجازتي ، وبهذه المناسبة السعيدة يشرفني أن نذهب ونبدأ صباحنا بمكاننا السري " لم تخفي نبرتها الطفولية وهي تقول كلامها " حسناً "  ردت الفتاة مبتسمة .

ذهبت بإتجاة خزانتها لتخرج فستان ابيض باكمام يزين اخره مجموعة من الورود الحمراء ، ارتدت حجابها ذو اللون الاحمر  ، و حذائها الابيض ، نظرت الى المرآه راضية عن شكلها .

اخذت حقيبتها البيضاء الصغيرة ، وذهبت لغرفة المعيشة لترى والدتها قد ارتدت ملابسها ، " وأخيراً ، يجب أن أجد حلاً لمشكلة ارتداء الملابس عندك  " قالت والدتها بملل واكملت حديثها بجدية مصطنعة " ها قد انتهيت والدتي العزيزة ، هيا لنذهب فالساعة تقارب العاشرة صباحاً " قالت الفتاة بنبرة مرحة .

وخرجتا بإتجاة سيارة سوداء صغيرة ، التي هي ملك للفتاة ، لم تكن امها ترضى على طريقة قيادتها بأي شكل ، ولكن بعض الاصرار من الفتاة يعمل المستحيل .

" ورد ، ورد تمهلي " قالت والدتها لها ثم أكملت " لا إله إلا الله ، ما هذه القيادة يا فتاه " "اتكلم مع نفسي " قالتها بسخرية ممزوجة بالغضب عندما لم تسمع الرد " والدتي العزيزة ، لم يبقى سوى القليل لذلك تحلي بالصبر  "

ركنت السيارة بالقرب من (سوبر ماركت) ، وذهبت لتشتري بعض الطعام والمكسرات ، ثم أكملت نحو وجهتها التي اعتادت ووالدتها الذهاب لها ، بعيداً عن جنس البشر .

حالما وصلت إلى وجهتها ، ذهبت ووالدتها مشياً على الاقدام بعد أن أغلقت السيارة داخل غابة مليئه بالاشجار ، كانتا تمشيان بخطى واثقة ، يعلمون الوجهه التي سيذهبون لها .

بعد عشر دقائق من المشي على الاقدام وصلتا الى البحيرة التي لطالما ذهبت ورد وهي صغيره لها ، جلست ووالدتها على صخرة كبيرة تشبة الكرسي .

" اتعلمين يا صغيرتي انني ووالدك عشنا اجمل لحظات حياتنا وهذة البحيرة كانت دائماً الشاهدة فيها " قالت والدتها ثم اردفت وهي تنظر حولها" لذلك اريد لهذا المكان أن يكون شاهداً على فرحتك بنجاحك وفرحتي لك " .

كانت والدة ورد دائماً​ متحفظة عندما تذكر والدها لورد ، هي لم تكن تعلم عنة الكثير مجملاً .

" لهذا المكان موقع خاص له بقلبي ، اشعر بالراحه والهدوء بعيداً عن مشاكلنا " قالت ورد " اتعلمين يا امي لا اريد الاحتفال بتخرجي من الجامعة ، اريد البقاء هنا معك ، وارجو منك أن تخبريني عن أبي " .

نظرت لها والدتها مطولاً وقالت بعدها " يجب أن تعلمي بكل الاحوال "  واكملت " ولكن اعتقد اننا يجب أن نحتفل بك اولا بعدها اخبركي ما تريدين " كانت نظرة والدتها تحاكي الماً عاشته ، ونسيت جرحه ، لتذكرها به ابنتها وتجعلها تعيش الم الماضي .

بعد صمت طويل قالت ورد " الساعة تقارب الثانية عشر ، ونحن سنذهب مع كارا ووالديها الخامسة مساءا " " اوه جيد انك ذكرتني ، نسيت هذا الموضوع تماماً "

وصلتا الى المنزل تمام الساعة الواحدة والنصف مساءا ً ، وذهبت كل واحدة إلى غرفتها ، أما عن ورد فقد أخذت حماماً دافئ ً و خرجت لترتدي ملابس مريحه ، بنطال قطني اسود و (تي شيرت ) ابيض .

دخلت امها إلى غرفتها بعد أن أخذت حماماً هي الأخرى ، " امي اريد أن تستخدمي مهارتك في وضع المكياج !" ، اومأت امها موافقة ، وذهبت لتباشر عملها المؤقت ، وضعت القليل من البودرة ثم حددت عيناها البنية بالكحل و بعض احمر الشفاه ذو اللون الوردي والقليل من المسكارا فهي اصلا تتميز برموشها الطويلة .

بعد أن انتهت والدتها قالت " انظري كيف اصبحتي ، كالاميرات " ولم تخلُ نظرتها من الفخر ، " الصراحة جميل ، جميلٌ جداً ، اشكرك امي " قالت ورد وانهت حديثها بقبلة على وجنة والدتها .

ذهبت امها لترتدي ملابسها ، وارتدت ورد فستانها الذي هو عباره عن فستان باللون الازرق السماوي ، مع كعب باللون الفضي ، وحجاب باللونين الأبيض والأزرق .

خرجت بالتزامن مع والدتها التي غرفتها تكون ملاصقة لها ، ابتسمتا لبعضهم و أخذنا خطواتها خارج المنزل ، بإتجاة سيارة والدة ورد البيضاء .

_______________________________________
اول بارت الي بالواتباد
واول رواية الي بالواتباد
#دعمكم
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

Stay Strong حيث تعيش القصص. اكتشف الآن