بي السوء مجددا وترميني به بلسان حاد وقاسي , خوني توقعاتي أرجوك

نظرت للأسفل مبعدة نظرها عن عيناي وقالت ببحة " هل ستفعلها من

أجلي أم ستتركني واقفة في الشارع هنا حتى الصباح لأني لن أغادر "

نظرت للسماء وتنفست الصعداء من جوابها وإن كان الصمت فعلى

الأقل أعطت نفسها فرصة لتكتشف ولم تستعجل الحكم كعادتها

نظرت لها وقلت بهدوء " سأفعل ما في وسعي , إلا الطلاق طبعا "

رفعت نظرها بي مجددا وقالت " ولما تتمسك بي وأنت لا تريدني ؟ "

نظرت بعيدا عنها ولم أجب وساد صمت مبهم تخلله أصوات السيارات

المسرعة على الطريق جعل لصمتنا معنا واحد فقط ( الجميع يسير

إلا نحن , كل شيء يتحرك من مكانه ونحن جامدان )

أعادني من كل ذاك صوتها الهامس " آسر "

نظرت لعينيها التي عادت لتمتلئ بالدموع مجددا وقالت ببحة

" لا تخذلني فيك أكثر , أقسم أني اكتفيت "

وضعت أصابعي على شفتيها مسكتا لها وقلت " لم تخبريني ما جاء

بك تصرين عليه هكذا "

فأنزلت رأسها مبعدة له عن أصابعي وقالت " أريد أن نستبدل

المنازل وبلا دفع الفارق "

فتحت باب السيارة وقلت " اركبي "

نظرت لي باستغراب فقلت " شرطك للمغادرة كان أن أوافق وأنا

سأعرض الأمر على عمي صابر فكلا المنزلين لم يعودا ملكا لي "

قالت من فورها " لا أريد أن تعرضه عليه بل أن تقنعه وسيصبح

المنزل بِسمه ولا حجة له ليرفض البقاء فيه "

قلت " بشرط "

نظرت لي بصمت وترقب فقلت " أنا من سيتكفل بكلى المنزلين "

هزت رأسها بلا وقالت " بل أنا من سأعمل "

كنت سأتحدث فقاطعتني قائلة " أعتقد أنه من حقي يا آسر "

قلت بضيق " وأي عمل هذا بشهادتك تلك ؟ "

قالت بضيق مماثل " لا تستنقص من شهادتي , وسأعمل بائعة في

مشتل وأعتقد أنه عمل تلزمه شهادة كالتي لدي "

نظرت للسيارة وقلت " اركبي لأوصلك وسنرى في ذلك الأمر "

قالت ولم تتحرك من مكانها " أمر عملي يخصني يا آسر فلا تعارضني فيه "

نظرت لها وقلت بضيق " سراب عليك أن تعلمي أمرا واحدا عني كنت

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن