47

10.4K 191 39
                                    




الفصل السابع والأربعون

المدخل : بقلم الغالية عبق حروفي

وعندما كان عالمي مظلم.. أتيتِ من منبع ظلامي لتبدديه..
كالرياح التي تعصف في الاتجاه المعاكس لطريقنا..
كنتِ النور.. الذي يسطع في زوايا قلبي ليحرره من القيود حوله ويجعله ينبض..
كنتِ الدفء.. الذي أذاب الجليد بحياتي.. وكل شيء تحرك بعدكِ ..
أتريدين مني أن أفقدك ؟ ..
أتخلى عن مضخة الحياة بأوردتي ! ..
هل جننتي ؟ ..
كيف أعيش وأنا غريق في بحركِ ؟ ..
فإذا أنقذت من غرقِ حبكِ ..فسأموت من عطشي في حضن اليابسة..
ألا تفهمين ! .. أنتِ الحياة .. وفي يدك الوفاة..
فإما حياةٌ لي .. أو رحمة منكِ ي فتاة ..

سلمت يداك

ما هي إلا لحظة ودخل منه يحمل ندى بذراعه بفستانها الأبيض وذيله النازل منه

ويدها تمسك بها قبعتها وتحدثه مبتسمة تنظر له وهوا ينظر لي مبتسما فأنزلت

نظري فورا وأشعر أنه سيغمى عليا من شدة خوفي وتوثري ومن تأثير المشهد علي

فيبدوا أنهم قد دبروا هذا ليدخلها معه ويرسل بذلك رسالة للموجودين هنا قبلي أنها

جزء منه وكأنها الجسر الواصل بيننا ولن يقطعه شيء بزواجي به , ضغطت قبضتاي

بقوة على الباقة التي كنت أمسكها وانسكبت دموعي عليها رغما عني ليس بسبب خوفي

الذي وصل لحالة الرعب ولا من توتري بل من ظهور أب جديد لندى لن تشعر معه

بفراغ مكان والدها وما كان ليعنيني شيء في الحياة مثلها وقد سبق وجربت موت الأب

وفقدانه وكم تعب إياس وهوا فتى مراهق ليغطي ذاك المكان , وصلت أقدامهما عندي

ويبدوا أنه أنزلها من قبل أن يصعدا وأنا لازلت في حالتي تلك دموعي تتقاطر على

الأزهار البيضاء ويداي ترتجف من بكائي , شعرت به وقف أمامي ويداه أمسكت

ذراعاي برفق ووصلني صوته الهادئ قائلا بهمس " رغد ما يبكيك !

هل أزعجك أحد هنا ؟ "

زادت دموعي وارتجافي ليتحول لجسدي كله وقلت بعبرة ورأسي لازال

للأسفل " كن والدها يا بسام , كن لها الأب الذي فقدته وإن كنت لن

تكون لي الزوج أو تكرهني بسبب الماضي "

لم أشعر حينها سوا بجسدي التصق بجسده ووجهي دُفن في صدره وذراعاه

تطوقانني بقوة وهمس في أذني قائلا " سأكون لك الزوج قبل أن أكون

والدها ولن تجد بي هي إلا أباً لم تحلم به أي طفلة غيرها "

خرجت عبرتي بوضوح ورفعت يدي لطرف سترته وقبضت عليها بقوة

لأسكب باقي الدموع في حضنه فكم كنت عمياء يا بسام وكم كنت غبية حين

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن