عدت بنظري لقدماي وقلت " لاحظ أنك تكرر ذات السؤال في كل مرة "

قال بنبرة لم أفهمها " لتلاحظي أنتي وقعها في كل مرة أو هكذا ظننت "

قبضت يداي بقوة وقلت بأسى " أنا تغيرت ولم أجد صدرا رحبا يسامح

ويتفهم ما كنت عليه فنصيحة لا تفعلها كي لا تُصدم في المقربين لك "

تحولت لهجته من كل ذاك الهدوء لبعض الحدة وقال بحزم

" لم يغيرني المال يوما يا سراب ولم أكن ولن أكون متعطشا له "

قلت بجمود " ما فعلته معي لا يثبت ما تقول "

تنفس بقوة وقال " أنتي مشوشة وستغيرين كل كلامك هذا

يوما لذلك لن أعتب عليك "

نظرت له فوقي ولأول مرة منذ وقوفه وقلت بضيق

" وقل أني مجنونة ومريضة نفسيا أيضا "

نظر لعيناي بتركيز وقال " لا تُقوليني ما لم أقل "

بقينا على تلك الحال نظرنا معلق ببعض حتى قال بشبه همس

" تغيرتِ كثيرا يا سراب وفوق توقعي "

كنت سأتحدث لكنه سبقني قائلا " ليس من ناحية المال أعني "

ابتسمت بألم أقاوم دموعي وقلت " آن لك أن تلاحظ ذلك أو تهتم له "

وضع يديه في جيبه مبعدا نظره عني ثم تحرك نحو الصغيرات قائلا

" أتركي لها العنان يا سراب فلا أحد يتقن دور الصمود والقوة طوال الوقت "

ثم ابتعد نحوهم ونظري يتبعه حتى وصل عندهم ورفع إسراء

على ظهر البقرة وهي تصرخ خائفة والبقية يضحكن عليها فمسحت

عيناي بطرف كمي بقوة وتمتمت بأسى " من سمح لك بالخروج

أمامه ؟ هل يعجبك رؤيته لك "

واستمررت أفركهما بقوة مرددة " من ؟ ... من سمح لك من ؟ "

لكن ذلك لم يزدها سوا عصيانا وتمردا لتنزل محرقة جفناي فوقفت

من فوري وغادرت من هناك مبتعدة وعدت لمنزل المزرعة الصغير






*~~***~~*









دخلت المدينة التي يسكنها الوزير وعبرت أول شارع فيها لألمح سيارة

سوداء تلحق بي , ذات السيارة التي لاحظتها طوال المدة الماضية تلحقني

في بعض الأوقات , ما هذه السياسة الجديدة منهم ؟ ومن يوم شجاري ذاك

مع دُرر حين أطلعتها على حقيقة جدها فهل يكون علم بما حدث هناك ؟؟

لكن كيف ووجد منقطعة عنهم تماما رغم شكي في ذلك فلن تتوانى عن إيجاد

وسيلة لتتصل بهم ودُرر يستحيل أن تفعلها وتخبره بكل ما علمته وإن فعلتها

حصون من جليدWhere stories live. Discover now