قفزت وقلت " نعم أنظري "

ثم أخذت الفأس منها وقلت " هذه المرة أول ما سنصنعه

هوا رباط للأرض "

ضحكت وقالت " لا هنا قال إياس أن المساحة مرتفعة

قليلا ولن تحتاج "

قلت وأنا أضرب التربة وأقلبها " حسنا لنتبع سيادة المزارع إن

لم تفسد الأمطار عملنا سريعا "

" ترجمان لما تركتِ سريرك وغرفتك ؟؟ "

عدلت وقفتي والتفت لصاحب الصوت الجاد الواقف يداه وسط جسده

ليقع نظري على ملامحه التي تحتضنها العمامة البيضاء واحمرار

يشوبها من لفح الهواء البارد لبشرته البيضاء ثم هربت بنظري

لحركة الفأس في يدي وقلت ببرود " أشعر أنها أفضل

وسئمت من النوم في السرير "

قال من فوره " إذا لا تفعلي شيء ابقي هنا فقط "

عدت لما أفعل مولية ظهري له وقلت " لا يحتاج أنا بخير "

فقال وصوته يبتعد " صحتك وأنتي المتضررة "

فلويت شفتاي ولم أعلق وبدأنا العمل معا بجد مع بعض الأحاديث

والتعليقات والضحكات من حين لآخر كعادتنا , نظرت للخلف حيث

الواقفة تمسك قبعتها وتنظر للسحاب وتتحدث ثم قلت " أنظري لتلك

النصف عربية لا تفعل شيئا أبدا "

ضحكت وقالت " أحببتها هذه النصف عربية , ما أبرعك في فن

السخرية يا ترجمان "

رفعت نظري لها وقلت " لما لا تناديها تعمل معنا لنتسلى بها قليلا "

ضحكت ثم وقفت على طولها ونادت " سهاااااد "

فقالت تلك من فورها " نعم "

قالت سدين " تعالي ساعديني في رفع الحجارة "

جاءت من فورها طبعا وقالت " ماذا أفعل معكما ؟ "

وقفت ورفعت لها حجرا وقلت " خذي هذا هناك "

فأخذته مني وسارت به فقلت بخبث " لنجعلها ترفع الحجارة كلها "

ضحكت وقالت " حاذري فقد تكون حامل ومن يخلصنا حينها "

لا أعلم لما شعرت بالدماء جمدت في عروقي وقلت بصدمة

" حامل !! "

عادت لما تفعل وقالت " قلت قد تكون , ما بك تفاجئتِ هكذا

تجاهليهما لترتاحي "

نظرت لها في الأسفل وقلت " ما تعني بتجاهليهما لترتاحي "

لم تعلق وعادت تلك ناحيتنا ورفعت حجرا آخر فرفعت واحد

حصون من جليدWhere stories live. Discover now