خيرني مرة أخرى بينك وبين الشارع يا آسر "

نظرت لها بصدمة وصمت فأشارت ناحيته مجددا وقالت صارخة

ودموعها تغطي خديها " قلها الآن "

مررت نظري في ملامحها وكأني أبحث عنها فيها ثم تحركت

شفتاي وقلت ببطء " لك أن تختاري "

تمنيت أن اختارتني مجددا أن تغلب حبها لي على صدمتها وحقدها

لكنها توجهت للغرفة وخرجت بعد لحظات وقد لبست عباءتها ولم

تغلق أزرارها وتوجهت جهة الباب نظرها هناك وتلف الحجاب

على شعرها ولم أسمع بعدها سوا ضربها لباب المنزل الذي أحدث

صوتا مزلزلا رغم أنه من الخشب المدعم بالحديد ولا ضجيج عال

يصدر منه , مرت بعدها لحظات شعرت بها طويلة وكأنها سنين وأنا

واقف مكاني لا شيء سوا الأوراق التي تلعب بها الريح على الأرضية

الإسمنتية وقد أثقل حركة بعضها حبات المطر التي بدأت تتساقط من

السماء لتسكنها على الأرض , يوم لم أخطط له هكذا فهل استبدلتِني

بالمال يا سراب أم أنها الصدمة ليس إلا ؟ توجهت للغرفة دخلت ووجدت

الطاولة التي انتقلت من الخارج إلى هنا ولم أنتبه حتى لخلو وسط المنزل

منها وأصناف الطعام الموجودة فوقها , حولت نظري بعدها للسرير حيث

نثرت بعض الأزهار الصفراء الصغيرة المقطوفة من الشجيرات التي

تمردت على طبقات الإسمنت ونمت بجوار الباب , ابتسمت بألم ثم رفعت

رأسي ونظرت للخيوط التي تتدلى من مروحة السقف وقد علقت فيها قلوبا

قماشية ملونة ومحشوة وما كانت سوا الملابس التي تركتها لها زوجة إياس

وقد مزقتها وصنعت منها هذه , ضغطت قبضتي ورفعتها أمام وجهت

أنظر للكيس الموجود فيها ثم رميته بطول يدي على الجدار وجلست على
طرف السرير ممسكا رأسي بيداي متكئ بمرفقيهما على ركبتاي ثم أبعدته

سريعا وأخرجت هاتفي واتصلت بسائق المنزل هناك فأجاب سريعا

وقلت من فوري " أريدك أن تمشط الشوارع قرب منزلي هنا في

الحي حتى تجد سراب وتأخذها هناك للمنزل واتصل بي بعدها

ولا تخبرها أني من أرسلك "

قال من فوره " حاضر سيدي "

رميت بعدها الهاتف جانبا واستلقيت على السرير للخلف ممسكا

جانبا رأسي بأصابعي أضغطهما بقوة , خرجت بلا نقود ولا

هاتف فلن تركب سيارة أجرى وسيجدها بسهولة


حصون من جليدWaar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu