-28-

7.1K 168 2
                                    

-28-
, توترت ملامحها و حسمت الأمر في الافشاء عن سرها لتقول حازمة :
-عامر انا دخلت طب..
سكت و نظر اليها مستغربا تشابكت اعينهما حتي قال مستغربا :
-بس احنا اتفقنا علي صيدلة !
-لا انا متفقتش انا حلمي طب..
فاحتقن وجهه بالغضب و قال :
-انا بكره الي بيمشي بدماغه..ليه عملتي كدة من ورايا انا و انتِ فكرنا كويس و توصلنا لحل..انا مش بحب طب و عمرها ما هتفيدك..
نظر الي اسفل قدميها و سكتت في حزن, ليشيح بيده و هو يستقبل الذبون القادم و يهمس بها سريعا :
-عموما مبروك..
اعتلتها بسمة عنيفة, لم تصدق كان في بالها ان يطيل الحزن لأيام, فهي قد عصيت له أمرا, انتظرت الزبون الصغير حتي رحل, فاقتربت منه بسعادة منه و احتضنت يده قائلة بحبور :
-ميرسي يا حبيبي
فقال دون ان ينظر اليها :
-دة ميمنعش اني لسة زعلان منك..
فلفت يدها حول خصره خلسة و تركت رأسها علي كتفه و هي تقول في غنج :
-اوعي تزعل مني انا بحبك
بمجرد ان اقتربت منه حتي وصل عبقها لأنفه, يود معانقتها لكن يخاف ان يؤثر علي عمله, يشتهي شفاهها الرقيقتان و أنفاسها الساخنة, تذكر عناقهما العنيف, تذكرها و هي تستلم لذراعيه فيأخذ منه ما يريد, عنقها الطويل و تفاحة أدم الصغيرة التي تمتلكها اشتاق اليها و الي جسدها, شوقه لها وصل حد الجنون, أحس ان قواة ستنصهر ان لم تبتعد عنه و تكف عن لمسه ببراءتها, اخذ هواء متوترا و قال بتهدج انفاس :
-طب ما تصالحيني..
-اصالحك ازاي ؟
قالتها بعفوية ماكرة, ليقول و هو يحتضن كفيها و يقبلهما في اشتهاء :
-بليل لازم اشوفك..هنتقابل عندي في البيت الساعة 9..
ثم مسح بأنماله فوق عنقها, متلمسا بيده اذنها الصغيرة و هو يتابع :
-هتوحشيني الحبة دول..
ابتسمت خجلة و قالت :
-انت كمان بتوحشني يا عامر..
فأخذ قبلة علي حين غرة من شفاهها المضطربتان و ضغط علي يدها بقوة مشابكا الاصابع, فقالت ضاحكة :
-مع السلامة دلوقتي احنا في الشارع..
قالتها و هربت من قبضتيه, مسح العرق المتصبب من جبينه, استقبل الذبون الآخر في ابتسامة متقنة تعكس الشخصية الضعيفة منذ قليل..
                               ***
في الثامنة و النصف مساءا, كانت قد استحممت و تعطرت زينت وجهها و جهزت جسدها لعشاءه الليلة, استدارت المنشفة حول جسدها و لفت شعرها بمنشفة اصغر حجما, وقفت امام المرآة تنظر لقوامها الممشوق و تقاطيع وجهها الجذابة, تتمتع بجمال أنثوي لا تحظي به أي انثي غيرها, هكذا دوما يقول عامر, أمسكت بفستان قصير و وضعته فوق جسدها, فلم يعجبها لتستبدله بثوب اخر, تركته فوق الفراش و قبل ان تحل عقد المنشفة تفاجأت بمن يحيط بخصرها, صرخت شاهقة و سارعت بالتملص منه لتنظر خلفها بفزع, كان من تتوقع, ايهاب بنظراته القاسية, ارتبكت مكانها و نظرت اليه فازعة لتقول بصوت جاف من الروح :
-اطلع برة..
وضع اصبعه فوق شفاتيه و همس بها "شششششش", كادت تركض من امامه, فعوضا عن ذلك كبلها بعنف بين ذراعيها و كتم صراخته بيده, حاولت عض كفه لكن محاولتها باءت بالفشل, ظلت تقاومه باكية العينين و النواح العنيف يصدر من فوهها, تعرف ان حسام ليس متواجد بالمنزل لهذا استطاع المجئ بكل ثقة, قاومت بكل كيانها حتي انسابت منها المنشفة لتنطلق منها صرخة قوية مرتعشة..
                            ***
كان منتظرها منذ اكثر من ساعة و لم تعد أتصل كثيرا و لا تجيبه, تضايق و نفر من عدم مجيئها, لو أطالت التأخير لجاءت والدته و بسمة المنزل و في تلك اللحظة لن يستطيع التمتع بها, شعر ان لا جدوي من الانتظار ربما نامت و نسيت, رن جرس الباب فهرول بالقيام حتي تفاجئ بالزوار, انهم آل البيت, رمقهما بيأس لتدخل بسمة بملامح مقتضبة بينما لاحقتها والدتها باسمة, تساءل في بعض من الزعيق :
-كنتوا فين ازاي تخرجوا من غير ما تقولوا هو انا مش راجل البيت و لا اية..
لتقول نعمة مروضة اعصابه :
-لا يا حبيبي مانا قولتلك اني هروح انا و بسمة مشوار بس اكيد شكلك مسمعتش كويس عموما اجهزلك الغدا..
-لا..
قالها بحدة, و تركها متجها لغرفته, فاستوقفه صفعة باب بسمة و هي تدلف لغرفتها, شعر انها حزينة هي ايضا, ليتقدم نحو محرابها الصغير ليطرق الباب في خفة, فأذنت له مقتضبة "ادخل", فتح الباب و تقدم اليها ليجدها تجلس علي الفراش شاردة ليتساءل :
-ما لك ؟
رفعت نظرها اليه بغضب و قالت متعصبة :
-امك فكراني ملبوسة..ودتني انهاردة لشيخ !
سكت قليلا مستوعبا ما يقال, حتي انفجر ضاحكا..
                           ***
دخلت ممرضة مسرعة لمكتبه, و اغلقت الباب باحكام, تفاجئ من الدخيل و رفع عينيه الخضروتان و تطلع اليه غاضبا و هو يقول :
-اية يا انسة !
تلفتت له الممرضة خائفة و جلست علي المقعد المقابل له, نظر لها عليّ مستغربا فوجد جسدها يرتعش وملامح مرتبكة, ليتنهد بأسي و يأتي لها بكوب ماء, مد يده لها فأخذته متوترة و قالت :
-دكتور عليّ في مصيبة..
نظر لها عليّ متفحصا, فأدرك انها كباقي الممرضات التي تحب استعطافه لأجر المزيد من المال كما يفعلن مع ايهاب, فتح ملفا و مر بعينيه علي سطوره لتقول الممرضة بضيق :
-لو سمحت اسمعني..انت الوحيد النضيف فأم المستشفي دية
رفع بصره لها و قد تملكه بعض الاهتمام بكلامها, فأخرجت هاتفا من جيب ثوبها و قدمته اليه و هي تقول :
-ينفع تشوف التسجيل دة..
فتح التسجيل المصور, فوجد طبيب اخفيت اغلب ملامحه و ممرضتان جواره, كان المريض مستلقي مستسلم و هما يقومان بعملية تشريح طبيعة كما يظن, نظر عليّ لممرضة و تساءل :
-انتِ عايزة توصلي لأية بالفديو دة !
لتقول بهمس منفعل :
-يا دكتور ركز دية مش عميلة تشريح دية عملية سرقة اعضاء..ركز في التسجيل..
و تابعت في المزيد من التعصب :
-و الدكتور دة دكتور ايهاب فاروق
*
*
*
يتبع

مدمن قلبكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن