-10-
نزلا من السلالام و قد تحيرت من الزائر الذي يتساءل عنها و من اين عرف بمرضها الوهمي, لم تخبر احدا اليوم بارهاقها بل ظلت مستلقية علي الفراش تحدق بالسقف مستعينة بالصمت رفيق, اخبرها حسام انه احد استاذتها و تلعثم في قول الاسم ثم استقر في النهاية ان اسمه عمرو, فعقدت حاجبيها مندهشة, الاستاذ عمرو استاذ الفيزياء, بالفعل كان يحبها و يهتم لأمرها بشدة بسبب اجتهادها لكن ما يأتي به الي بيتها! ازدادت حيرتها حتي قاطعها حبل افكارها صوت حسام :
-بيقول انك بتدرسي معاه في كورس رسم !
فقالت ممندهشة :
-رسم!!
و اشار حسام الي الجالس البعيد, رجلا ضخما يحمل باقة زهور, لا يظهر من ملامحه سوي ظهره و انحناء رقبته, ابتلعت لعابها و قد ظنتها خدعة فعلها حسام لكي تلتقي "بعريس" ا, ترددت نظارتها بين الحقد و الارتياب, لكنها سيطرت علي اعصابها بالوقوف باستقامة و النظر الي حسام بتفحص و قد حرصت علي عدم اظهار جهلها بالزائر المخيف.
-طب انا هروح اقابله سبني معاه..
و توجهت اليه, شعر بالظل الانثوي المقترب منه, و الحذاء الذي يقرع بالقرب منه, ان اللحظة الحاسمة قد اعلنت ميعادها, فابستم مستعدا و وقف مستديرا بكامل جسده اليها, و مد يده قائلا في رقة خبيثة :
-بونسوار حبيبتي
انتفضت من مكانها بفزع و تلفتت ابصارها حول المكان في توتر, فيما ارتعشت شفاهها و كبلتها عن الكلام بوضوح, جف ريقها و بحثت بعينيها عن حسام الذي اختفي كالسراب, كتمت صراخها بالقول الحانق :
-انت مجنون انت اية الي جابك هنا
ابتسم ابتسامة واسعة ظافرة, و قال :
-اتصلت بيكي و مردتيش فقولت نطمن
اشارت اليه بسبابتها و قالت حازمة :
-انت تمشي من هنا فورا..مفيش اي علاقة ما بينا بعد الي حصل انهاردة
كز رأسه في الارض في حزن و زم شفاتيه بيأس, تنهد قويا و هو يمد يده بباقة الزهور البيضاء كي تأخذها, قالت بغضب :
-مش عاوزة حاجة منك مش هتعرف تصالحني الموضوع منتهي بالنسبالي
فصعد برأسه لنظر بعينيها, ثم نظر خلفها و كأنه يحادث شخصا اخر غيرها :
-للاسف مش راضية تصالحني
اسرعت بالاستدارة من موضعها و النظر الي الخلف, الي من يحدث هذا المجنون, قد يكون حسام او ايهاب لكن ما العلاقة بينهما! ازدادت رعبا و قالت بخوف :
-انت بتكلم مين..
استغل التفات رأسها فانحني بجزعه و لثم كتفها العاري بقبلة عابرة هادئة و همس باذنها بصوت ممتلئ برائحة التبغ المحروق "انا اسف", انتفض جسدها لمرة الثانية و تولد بقلبها الحنين الخجول, تورد وجهها كزهرة متفتحة, و رغدت بصوت ناعم كعصفور :
أنت تقرأ
مدمن قلبك
Romanceمقتحم، مدمر، خائن، غادر، هذا أنـا، عامر عمرآن لكن هذا لن ينفى كوني مدمن قلبك يا نِّيـرة.. روايـة لكاتبـة : يـارا الحلو