وقفت وأمسكت ذراعاها وأجلستها وجلست وقلت " لن يجدي

الصراخ في شيء وفكري بعقل يا رغد "

نزلت دموعها وقالت بحسرة مشيرة لنفسها " هذا ظلم يا أمي

ثم كيف أتزوجه وهوا شقيقه وكنت أراه كإياس طوال

سنين عيشي معهم "

مسحت دموعها وضممتها لحضني وقلت " هاتي حلا غيره

يا رغد , هل تضني أننا نريد أن ترجعي لهم ؟؟ لا أبدا ولكن

لا حل أمامنا وإياس لم يعلن يأسه إلا وهوا يعلم جيدا أنها

مسدودة من جميع الجهات "

تعلقت بحضني ودفنت وجهها في صدري أكثر وقالت ببكاء

" كيف يا أمي كيف ؟ أنا لم أقتنع أبدا بطلبه ذاك وأجزم

أن أمرا ورائه "

مسحت على شعرها وقلت " ما كان ليجبره أحد ولا شيء على

خطبتك وقبل حتى أن يطلقك شقيقه , وسببه كما قاله أن لا يأخذوا

ندى منك وأن لا تبقي بدون زواج كل حياتك فوافقي من

أجلك وأجل ابنتك يا رغد "

*~~***~~*

لا أعلم كيف سيطر النوم على جفناي في هذا المكان البارد وعلى

هذه الأريكة الغير مريحة بل وبذاك المزاج السيئ لكني أعي جيدا

أني استيقظت بسبب تسلل البرد لأطرافي وشعرت بشيء ثقيل على

رحمي وضننت أنها دورتي الشهرية قد اقتربت حتى فتحت عيناي

جيدا واكتشفت أنه ليس ما ضننت وبقيت على وضعي واستلقائي أنظر

للجالس على الأرض باستغراب ويبدوا نائم أيضا , مجنون فهوا لم

يشفى من الرشح بعد وينام هنا في البرد وعلى الأرضية الرخامية

أيضا ! بل ما أنزله إلى هنا وهوا من طردني من الغرفة ثم لحق بي

شعرت بقلبي نبض بطريقة غريبة لا أفهمها ! هل وضعنا الآن السبب

فيها أم شيء كعارض مرضي بسبب البرد ؟ لا أعلم ولا أفهم ! أخرجت

إحدى يداي من تحت خدي ومددتها ببطء جهة رأسه وفي ذهني يتكرر

كلام عمته حين قالت لي أن أُمسّد على شعره وأمسح عليه وأن ألعب

بخصلاته إن فعلها يوما ونام به في حجري وسأكتشف حينها جزئا

من خبايا شخصية أواس , لكن ما أن وصلت أصابعي لشعره حتى

قبضتهم وأعدت يدي , لم أستطع كيف أفعل هذا وهوا منذ قليل كان

يزمجر بي غاضبا وقال أني وسيلة لغاية فقط , نظرت لجانب وجهه

المسترخي وتنهدت بأسى من وضعنا وحياتنا ومن مشاعري الآن نحوه

حصون من جليدWhere stories live. Discover now