نظر لي نظرة حادة وقال بحدة " ويجب على هذه الخصلة فيك أن

تتغير فوحدها أخذتها منه ولا أرى هذه الكتب نفعته في شيء فبدلا

من أن يستفيد من كلامهم وردودهم على المبتدعة ذهب يقرأ كتب أولئك

المخالفين الذين كانوا يحاربونهم في هذه الكتب وأصبح نسخة عن

أولئك ويدافع عنهم أيضا "

بقيت أنظر له بصدمة فعاد بنظره لورقه وقال

" إنسي أمر هذه المكتبة مفهوم "

لويت شفتاي بامتعاض ثم مررت أصابعي على الكتب المسموح

لي قراءتها بالطبع حتى أخرجت كتابا يتحدث عن الأدب وورقت

فيه قليلا وشعرت بالملل منه فأعدته , لو فقط سمح لي برؤية تلك

الكتب فلن أخرج من مكتبه أبدا بعد اليوم لكنه عاد لألغازه المبهمة

مجددا فهل جدي كان يحبها ويقرئها وتحول لكتب المخالفين ؟؟ فيبدوا

لا عدو له غيره هوا ووالده , التفت جهته واتكأت على الرفوف خلفي

ودسست يداي خلفي وقلت " أواس هل لي بسؤال ولا تغضب مني "

أبعد الورقة جانبا وبدأ بالكتابة في الأخرى قائلا

" ابتعدي عن جدك واسألي "

قلت ببرود " ليس عنه سأسأل بالتأكيد "

هز رأسه بالموافقة دون كلام فقلت بهدوء وترقب " لما علاقتك

بوالدك سيئة هكذا ؟؟ لما لا تحاول تحسينها "

رفع نظره بي سريعا فشعرت بأني سأخترق الرفوف خلفي

وأهرب ثم بلعت ريقي وقلت " أعني لما لا تسايره وترضيه

لتكسب أجر بِره "

رمى القلم من يده وقال بسخرية " ولما لا تُعلميني كيف "

علمت حينها أن نهايتي قد اقتربت لكني بدأت الأمر وعليا إكماله

للنهاية ولن أقف أتفرج على حاله معه وآخذ إثم أني لم أنصحه

قلت بثبات " لا تعامله بالمثل ولا تخسر آخرتك مثله "

وقف حينها على طوله فسقط آخر حصن لي وشعرت أنه الخطر

قد دنى مني , كيف وأنا أعلم جيدا غضب هذا الرجل ونتائجه

أخفضت رأسي وأخرجت يداي وشبكت أصابعهما ببعض وقلت

" لا تنسى أنك قلت لن تغضب إن كان الموضوع لا يخص جدي "

بقي واقفا مكانه وهذا ما زاد فرص نجاتي منه وقال بسخرية

" أعطني مثالا لهذا البِر لنرى "

حصون من جليدWhere stories live. Discover now