فالتفتُّ أنظر له باستغراب وكان ينظر للورق أمامه ويكتب فيه فما

يريد مني وما يفعل بي وهوا يبدوا مشغولا بما بين يديه ومتضايقا

أيضا ؟ جلست منصاعة ولا شيء غير الانصياع لدي وبدأتُ بتمضية

الوقت على أظافري فلا شيء هنا غير الصمت وهوا على حاله منغمس

في أوراقه , أحيانا يمزقها ويرميها بغيظ وأحيانا يجعدها ويقذفها في

سلة المهملات والتأفف لا يمكنني حصره من كثرة ما خرج منه ولم

أستطع ولا قول ( إن لم ترد شيئا سأغادر ) كي لا يفرغ باقي هذا

الغضب بي , رفعت نظري له وقلت " هل أساعدك في شيء فأنا

أفهم حتى في جرد البضائع "

هز رأسه بلا دون أن يرفع نظره بي فتنهدت ونظرت للثريا في

الأعلى ثم عدت لتفتيش أظافري , لو أفهم فقط سبب تركه لي هنا

دون شيء أفعله ولا أن يتحدث معي ؟؟ بعد وقت نظرت خلفي

وقلت " هل أرى الكتب في المكتبة تبدوا كثيرة ومتنوعة "

فهز رأسه مجددا دون كلام فوقفت وتوجهت نحوها وبدأت أنظر

لها نظرة شاملة أرى عناوين الكتب وعمّا تتحدث ثم قلت وأنا

أسحب أحدها " ألا يوجد لديك كتب دينية "

وصلني صوته قائلا " من النوع الذي تقرئيه لا "

نظرت أمامي بصدمة فما عرّفه بنوع كتبي وما أقرأ ؟؟ آه أجل لابد

وأنه رآها عندما جلب الأشرطة فلما لم يجلبها أيضا !! أعدت الكتاب

مكانه قائلة " ولكني لا أرى أي نوع منها "

سمعت بعدها صوت فتحه لدرج مكتبه لأقفز بشهقة حين تحركت

أرفف المكتبة جانبا وكشفت عن أرفف أخرى خلفها ففتحت عيناي

على اتساعهما وأنا أرى الكتب الموجودة فيها ثم اقتربت منها

قائلة بدهشة " رائع لما تخفي كل هذا "

وبدأت بالنظر لعناوين الكتب , الرد على الحلبي الرد على الملحدة

وغيره وغيره وحتى كتب المداخلة جميعها وكنت سأمد يدي لها

فعادت الرفوف مكانها وأخفتها عني فنظرت له وقلت

" لماذا أغلقتها ؟؟ "

أغلق الدرج وعاد لأوراقه قائلا " لا تنغمسي في هذا العالم

كثيرا كغيرك وتصبحي نسخة عنه "

قلت باستهجان " من الذي تفسده هذه الكتب ؟؟ هي ترينا الشبهات

وردود العلماء عليها وأنا أعشق هذه الكتب "

حصون من جليدWhere stories live. Discover now