سدين وندى تجلس في حضنه وتلعب بشاراته المعلقة على صدره

لأنه كان بلباس الشرطة فيبدوا جاء هنا قبل أن يذهب لعمله

ما أن وصلت قبّلت رأسه قائلة بهدوء " كيف حالك يا عمي "

قال بشيء من الرسمية " بخير لو كنتِ بخير "

لأفهم تأثره مما علم مني فجلست في صمت ووقفت سدين

وأخذت ندى منه وصعدت للأعلى فتبدوا الأجواء متوترة

أقصاها فهل تحدث عمي معها يا ترى !!

قال ما أن صعدت " ما هذا الذي أرسلته لي يا ترجمان "

قلت بهدوء " إنسا ما قرأته في الرسالة "

قال بضيق " كيف أنسى هل ضربك فعلا ولماذا "

نظرت للأرض وضغطت على نفسي وقلت " كنا غاضبين

والموقف حساس جدا وأنا قلت ما لا يجب قوله وأفقدته صوابه

وصفعني , أنا أخطأت بأن أخبرتك لأني كنت مستاءة وهذا

فقط ما في الأمر "

قال بذات ضيقه " كيف يحدث كل هذا ؟ وقلتِ أنه أمامهم , أنا لم

أزوجه بك ليضربك , لو اشتكت لي زوجة أواس أو آسر ما

وقفت متفرجا فكيف بابنة شقيقي "

قلت برجاء " عمي حلفتك بالله تترك الأمر لي وسنجد له

حلا , أنا آسفة وتهورت بإخبارك فلا تتحدث معه أبدا

أرجوك يا عمي "

وقف حينها وقال " لن أتحدث هذه المرة لكن قسما إن تكرر

لن يمنعني أحد ولا حق له بضربك مهما كان بينكما ولا شيء

سيشفع له , قلت له من البداية إن تضايق من أمر يأتي

ويخبرني وليس يمد يده عليك وأمام عائلته "

كتمت النار التي تشتعل مثل كلماته في صدري وقلت

" أعدك إن تكرر الأمر أخبرك ولن أبقى هنا دقيقة "

قال بحدة " تبقي رغما عن أنفه وإن كان رجلا

فليطلقك أو يفكر فيها فقط "

تنهدت بأسى وهذا ما كنت أعلمه جيدا فلا خلاص لي من

هذا المغرور أبدا لكن حسابك عندي يا إياس ولن أحتاج

لعمي ليأخذه لي منك , وقف بعدها وودعني وخرج بعدما

أخذت منه عهدا أن لا يعلم إياس أو يلاحظ عليه أنه علم شيئا

في تلك الأثناء دخلت عمتي ورغد التي تسير بخطوات متعبة

وابتسمت عمتي ما أن رأتني فبادلتها ابتسامة مغصوبة ماتت

حصون من جليدWhere stories live. Discover now