18

9.8K 219 18
                                    

الفصل الثامن عشر

دخلت أتبعه بخطوات بطيئة متوجسة ليقع نظري على الواقف مع

عمته , رجل في الستين من العمر تقريبا يبدوا صاحب هيبة كابنه

رغم أن ملامحهما لا تتشابهان مطلقا وشيء مختلف حد الاختلاف

وهي نظرة العينين فهذا نظرته لا تشبه نظرة أواس وفي كل حالاته

وحتى الغضب وتبدوا نظرة رجل يقول لكل شيء أمامه ويلك مني

كانا ينظران لنا بصمت حتى وصلنا لهما وركز والده نظره علي

ويبدوا أنه لن يتبادل وابنه الحديث أبدا ولا بالسلام مما يعني أنه

حان دوري أنا , نظرت للأرض وقلت بهدوء " صباح الخير

يا عمي سررت بلقائك "

لتخرج منه الكلمات الساخرة قائلا " لم تشرفنا بزيارة بها هل

ستحجبها عنا كالأولى وكأنه لا عائلة لك "

حينها علمت أن دوري انتهى وحسب أوامره عليا أن أغادر

فقلت بهدوء " بعد إذنكم "

وتركتهم متوجهة نحو ممر غرفتي ليوقفني صوت والده الحازم

" انتظري هنا "

فوقفت مكاني والتفت له برأسي فقط فقال " ابنة من أنتي وما اسمك "

نظرت لأواس فكان ينظر لي نظرة أفهمها جيدا وهي أنه عليا أن

أنصرف ولا أزيد شيئا فالتفت لأغادر فقال بغضب " هل أوصاك

على عدم احترامي مثله , قلت من أنتي فأجيبي "

خرج حينها أواس من صمته قائلا بأمر " لغرفتك ولا تخرجي منها "

فأسرعت الخطوات لأختفي من أمامهم بل ليختفوا هم من عالمي

فيكفيني من هذه العائلة ما رأيت , دخلت غرفتي وأغلقت بابها

وتوجهت لسريري وجلست عليه وكل مخاوفي أن يهجم عليا والده

في أي وقت فلما يريد معرفة من أكون ولما يرفض أواس إخباره !!

لا أعلم متى ستشرق عليا شمس نهار في هذا المنزل لا تحمل لي

معها لغزا محيرا جديدا , ما به هذا الرجل لا علاقات جيدة له مع

أحد ! زوجته يضربها باستمرار ويسجنها والسبب مجهول وهي

ترجمته لمرض في عقله ليس إلا ووالده يبدوا بينهما خلاف

عميق متأصل ومن قبل أن يتزوج زوجته الأولى , ترى هل

يكون هوا من اتصل به ذاك اليوم وكان يشتمه ؟؟؟ لكن النغمة

لم تكن نفسها إلا إن خصصها له فيما بعد ثم الذي اتصل به كان

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن