هذا فقط ما فعل وغادر وكأن شيء لم يكن , دخلت لها مسرعة

فكانت على سريرها بروب الحمام شعرها مبلل وبلل الوسادة

وقطرات الماء لازالت تجري على وجهها ونحرها فدخلت الحمام

من فوري وأخرجت المنشفة بعدما جمعت الثياب المرمية فيه

بعشوائية , وصلت عندها ولففت لها شعرها بها وحاولت تجفيفه

قدر الإمكان ويبدوا قل ارتجافها قليلا لكن حالها ما يزال سيئا

ولا تعي شيئا , خرجت من الغرفة مسرعة وتوجهت للصيدلية

المعلقة على أحد الجدران , سحبت الكرسي وصعدت فوقه

وأخرجت منها خافض الحرارة لأننا نضعه فيها فهي مزودة

بنظام تبريد , عدت للغرفة ولم أعرف كيف أتصرف فكيف

سأعطيه لها وهي غائبة عن كل شيء ؟؟ وضعت القارورة

على الطاولة وجلست على طرف السرير وحاولت إجلاسها

كما فعل أواس لتتكئ على صدري وبدأت بضرب خدها برفق

حتى فتحت عينيها قليلا فأخذت القارورة وفتحت غطائها ولأني

لن أستطيع سكبه في ملعقة قربتها من شفتيها وقلت

" افتحي فمك يا دُرر لتأخذي الدواء "

لكنها هزت رأسها رفضا وعيناها منسدلة للأسفل فقلت

بضيق " دُرر هذه صحتك ولن ينفعك أحد فخذي

هذا خافض حرارة ليس إلا "

قالت بهمس حزين ومتعب " لا أريد شيئا "

قربت القارورة لفمها مجددا وقلت " إن كان لي رجاء

لديك فخذيه يا ابنتي أرجوك "

قالت بذات الصوت المتعب " لما لم تقولي الحقيقة هناك

لما كذبتِ عليهم "

تنهدت وقلت " ولما لم تتكلمي أنتي هناك ؟ الجواب

لديك يا دُرر "

رفعت أصابعها ومسحت بهم طرف وجهها ثم مدت يدها

ببطء أمام عينيها وقالت " ما هذا !! "

مسحت على شعرها الرطب وقلت " روب حمام كما ترين فقد

كانت حرارتك مرتفعة وغائبة عن الوعي ولم أعرف ماذا

أفعل حتى جاء أواس وتصرف في الأمر "

انتفضت وهي لازالت في حظني ونظرت لنفسها ثم أمسكت

رقبته عليها بقوة وقالت بصوت مبحوح " أواس فعل هذا "

قلت بهمس " نعم "

حينها دست وجهها في صدري وبدأت بالبكاء فضممت رأسها

بذراعاي وقلت بحزن " نعم ابكي أفرغي ما في داخلك قبل أن

حصون من جليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن