لا ترفعي صوتك علي ولا تفتحي الدفاتر القديمة فالقادم أشد "

ثم تركني وأولاني ظهره وقال سائرا " هيا عودي

للمنزل أريد أن أسمع خطواتك خلفي "

تحركت حينها وسرت خلفه فسأكون غبية إن كررتها الآن تحديدا

وعصيته وهوا نبهني للتو , كيف تريد مني أن لا أسألك لا عن

زوجتك ولا ماضينا معا وعن سر كلماتك الغامضة ؟ كيف نعيش في

هذه الدوامة ولا أسأل ؟؟! كنت أراه يبتعد وتذكرت حديث ترجمان

وهي تضحك على الروايات الأجنبية حين يصفون بطلها بعريض

المنكبين فاره الطول وسيم الملامح مع حدة فيها وكنت مثلها لا

أصدق ذلك لكن الآن هذا الجسد والمشية تحت الضوء الضعيف

للمصابيح جعل منه صورة كخيال تلك القصص , ترجمان كانت

دائما تكره الرجل شديد بياض البشرة رقيق الملامح وتراه كالفتيات

وزوجها كان كما تكره بشرته تكاد تكون كالمرآة درجة أن لحيته

البنية تظهر منها بوضوح محددة بينما تعجبها شخصية كأواس

سراب يعجبها الرجل كإياس وأنا لطالما كنت أتمنى كزوج سراب

صاحب الملامح المسترخية والنظرة التي لا تفارق الأرض

فغريب كيف تعاكست أقدارنا

وقفت مكاني حين تذكرتهما فوقف لوقوفي رغم أنه ابتعد عني

قليلا لكنه شعر بي وقال موليا ظهره لي وبنبرة أمر " دُره "

خرجت منه بحزم جعلتني أتابع سيري وقلت " أريد أن

أرى شقيقتاي ولو أسمع صوتهما فقط "

قال وهوا يتابع سيره " ليس الآن "

قلت " متى إذا "

لاذ بالصمت ولم يجب ففهمت أنه عليا أن أنسى الأمر حتى يقرر

هوا , دخلنا المنزل وقال وهوا يتوجه نحو السلالم " خذي المسكن

وإن بقي يؤلمك أطرقي عليا باب غرفتي وسأآخذك للمستشفى "

ثم صعد السلالم فتنهدت بحيرة وكنت سأتوجه جهة ممر غرفتي

فوقفت مكاني وأنا أرى قطرات الدماء على حدائي وأسفل ساقاي

فنظرت جهته بسرعة وهوا يصعد وقلت منادية بقلق " أواس "

فوقف والتفت لي فصعدت له مسرعة حتى وقفت في الدرجة

التي تحت قدميه ونظرت لجسمه بالمكان وهوا ينظر لي بحيرة

ثم أمسكت يده وقلت " يدك تنزف انظر إنها مجروحة "

حصون من جليدWhere stories live. Discover now