لا شيء سوا النظرات القاسية الغريبة والغموض والصمت والنتيجة

مستقبل مجهول مع رجل يحمل ذكريات من ماضينا لا أحملها أنا

وهنا تكون المعادلة الصعبة , دخلت الغرفة وأغلقت الباب خلفي

واتكأت عليه يداي خلف ظهري أنظر للسقف بشرود , ما يحيرني

كيف عرفني قبل الجميع ورغم مرور كل هذه السنوات ولما تركهم

حتى أدخلونا ذاك المنزل ولم يقتحموا منزل العجوز ويمسكوا بها

ويخرجونا !! هل أراد أن نصل لهذا أم أنه لم يكن متأكدا أو سبب

آخر أجهله ؟ قد يكون ليتزوجني ويسجنني هنا فلن يفعلها إلا بهذه

الطريقة فقد قال بنفسه حين زار منزلنا أنه خاطب أو أنها خطة

فقط ليدخل ؟؟

نظرت للأرض وتنهدت بضيق بل تأففت هواء قويا علّه يُخرج كل

هذه الأفكار والتساؤلات من رأسي لأني لن أجد لها إجابة مع هذه

الحياة , منزل يحيطه الغموض من كل جانب والكائن الوحيد الذي

يتحدث معي عمته التي يبدوا لا تريد قول شيء ولا عن زوجته

مجهولة الهوية , تحركت جهة النافذة وفتحتها فوصلني صوت

عصافير كانت عصافير زينة أنا متأكدة فليس الصوت للعصافير

العادية , خرجت من الغرفة بحثت عن عمته ولم أجدها فتوجهت

وحدي لباب المنزل فتحته وخرجت , كنت أريد أن نخرج معا

مع هذا الجو الغائم الجميل لكنها اختفت , نزلت الدرجات النصف

دائرية وتوجهت يمينا , ما أجملها من حديقة لا تحتاج سوا لعائلة

وأطفال ليجلسوا فيها , وصلت حيث الأزهار بأحواضها المنسقة

وجلست على حافة أحدها وبدأت بلمسها بيدي لتتحول الصورة في

عقلي فجأة ليد بيضاء هكذا وسط الورود الحمراء لكن حجمها أصغر

بكثير وصوت من خلفي قال ( دُره لا تقطفي الأزهار كي لا تبكي )

وقفت من فوري مصدومة والتفت للخلف وكأني متأكدة من أن

صاحب ذاك الصوت في عقلي موجود خلفي بالفعل , لما لا أتذكر

كل شيء بوضوح ! مجرد لمحات وأطياف غير واضحة وأصوات

مجهولة ؟؟ نعم لأني كنت صغيرة فخمس سنين قليلة ولا يمكن أن

تبقى كل الذكريات فيها حتى هذا العمر , نظرت بعدها لحوض

الورود الحمراء تحديدا وبحيرة , ترى هل كنت أعيش هنا أم أنه

حصون من جليدWhere stories live. Discover now