أو يلمس إحدانا ليجرب مثله كعب حدائي "
انفتح حينها أحد الأبواب وخرج منه رجل بلباس مختلف عنهم
وشارات كثيرة وعمر أكبر وقال " ما بكم ما كل هذا الضجيج ؟؟ "
ضربوا له تحية فورا وقال أحدهم باحترام " لا شيء سيدي
إحداهن ضربت الشرطي بكعب حدائها "
ضحك حينا ونحن ننظر له بصدمة وقال " لا تقل أنها
التي أسمها ترجمان "
عدنا لتبادل النظرات المستغربة فمن أين يعرفني فيبدوا أنه
صاحب رتبة عالية في الشرطة , قال بعدها " أجلبوهم "
تحركنا وقلت بحزم ناظرة لهم " لا أحد يلمسنا نذهب وحدنا "
دخلنا الغرفة وكان فيها الرجل نفسه واثنان يبدوان ضابطان
وقال " محمود استلم الباقيات أريد كل شيء عنهم لنكتب
استدعاء لأولياء أمورهم "
قلت حينها " وما ستفعلون بنا نحن "
نظر لي وقال " وما أسمك أنتي "
لم أجب وقالت دُرر " أريد عباءتي أرجوكم "
نظر لها وقال " أنتي ترجمان "
هزت رأسها بلا وأشارت لي برأسها فنظر لي وقال
" ومن ضربت الشرطي "
قلت ببرود " أنا فزدها على لائحة عقوباتي فلا يهم عندي
ودرّسوا رجالكم الأدب كمادة أساسية "
ضحك وقال " كوالدك وعمك تماما "
نظرت له بصدمة وقلت " أي والد وعم ؟ ما تخرف أنت "
قال الضابط بجانبه بحدة " لا تتجاوزي حدودك يا فتاة فهذا
عقيد في الشرطة الذي تقللي احترامك له "
تجاهلته ونظرت للجانب الآخر وتمتمت ببرود " تشرفنا يا "
ضحك حينها رئسه من جديد وقال " أين أواس والبقية "
قال الآخر " في طريقهم لنا فقد تولوا أمر الرجال ونقلهم لسجن
جنوب العاصمة حتى التحقيق معهم "
جلس حينها خلف الطاولة وقال " دُرر علي رضوان , سراب
حلمي نصران وترجمان أحمد صياد , هذه هي أسمائكم هل
لديكم علم بهذا أم لا "
نظرنا لبعضنا وكأننا نرى بعض للمرة الأولى وقلت لسراب
" هل هذه أنتي "
هزت رأسها بلا فنظرت لدُرر وقلت " وأنتي "
قالت بهمس " لا "
أنت تقرأ
حصون من جليد
Actionغرفة ذات جدران قاتمة اللون رغم طلائها الفاتح ومكتبة برفوف ضخمة خشبية مدعمة بالحديد كي لا تتآكل مع مرور الزمن ورجل يليق بهذا المكان بمعطفه الخريفي الرمادي رغم أننا في فصل الصيف وطاولة واحدة أمامها كرسيان فقط ليس لضيق المكان لكن لأنه لا يدخله أكثر من ...